ثورة واحدة

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 29 يناير 2022 - 8:25 م بتوقيت القاهرة

25 يناير هى ذكرى تحمل مشاعر متناقضة فهى ذكرى نهاية حقبة تعداها الزمن فشاخت بعد أن أضاعت فرصا ذهبية للارتقاء بمصر وشعبها فنحزن على الزمن الذى ضاع، كما نتذكر الشهداء الذين سقطوا فى الميادين والأزقة وأقسام الشرطة وغيرها من عنف وحرق ودمار للمنشآت والمؤسسات وفوضى امتدت لثلاث سنوات حتى بدأ بعض الاستقرار يعود ولكن فى نفس الوقت ينتابنا الشعور بالزهو لأن الشعب الساكن والساكت عبر عن ذاته لينهى بنفسه ما كان يجب أن ينهيه حكامه لو كانوا تحلوا بالحكمة ولكنهم تقاسموا واستغفلوا وأفسدوا وتمسكوا بالسلطة، فجاءت ثورة 25 يناير كما قال السيد الرئيس «لتعبر عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن ينعم فيه جميع أبناء الشعب بسبل العيش الكريم». ثورة يناير جاءت عفوية ــ يقودها شباب من كل جهة وصوب ومن كل تيار ومن أفكار ورؤى مختلفة. لذا لم يكن لها قائد ينزل فى الميدان كثير من الرجال المخضرمين والأمناء والشرفاء لمساعدة الشباب والحوار معهم ولكن عدم وضوح الرؤية وغياب قيادة أعطى فرصة لقوى الشر أن تسرق ثورة 25 يناير 2011. وتصعد فوق أكتافها واثبتت الأحداث أنها فشلت فشلا ذريعا فى أن تدير وتحكم فحملت السلاح وصوبته نحو صدور الجيش والشرطة والشعب فدفعت مصر تضحيات مؤلمة من شهداء وجرحى أى من بشر وحجر.

ولكن ثورة 30 يونيو نجحت لأن الشعب تعلم من الخطأ وصحح ثورته ونظم صفوفه ونبذ الجماعة وتوحد على قوى الشر والجيش المصرى العظيم لإرادة الشعب إنحاز لمطالبه المشروعة وسارت السفينة إلى بر الأمان واستعاد المصرى دولته العريقة وها نحن الآن على الطريق الصحيح فى البناء والتنمية من أجل «الإنسان المصرى» الذى كان ينتظر من يحنو عليه (كلمة الرئيس السيسى).

لذا أعتقد أن ثورة 25 يناير 2011 (بدون أن يزعل أحد) هى ثورة أكتملت أركانها فى 30 يونيو وقائدها هو الشعب ذاته وحماها جيشه الباسل، فهى وإن صح التعبير ثورتين فى ثورة واحدة وثورة واحدة فى ثورتين.

 

الأب رفيق جريش

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved