طفل عمره 7 آلاف سنة

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 29 يوليه 2011 - 9:04 ص بتوقيت القاهرة

 ●● مع كامل تقديرى للهنود الحمر الذين سكنوا أمريكا قبل الأمريكيين، ومع ذكريات جيلنا وهو يتابع بشغف أفلام جون واين، هذا الكاوبوى الذى لا يقهر، أشعر أحيانا بأن هناك من يرانا من «الهنود الحمر» ويخاطبنا بطريقة: الرجل الأبيض ليس طيبا.. هل تحب أن تدخن؟ «برجاء ترجمتها، فقد كررتها كثيرا أفلام الغرب على لسان قبائل الهنود.. وبالمناسبة كان سكان أمريكا الأصليين هم أول من زرعوا التبغ وحرقوه واستنشقوه بقطعة خشبية شبيهة بالبايب، وكثير من الهنود الحمر الأصليين يعيشون حاليا فى بيرو وحسب بعض الإحصائيات فإنهم مهددون بالانقراض.

●● لماذا أشعر أحيانا (بلاش دائما) أن هناك من يرانا شعبا طيبا يمكن أن يضحك عليه؟ لماذا أشعر بأن هناك من يرانا أحيانا (بلاش دائما) مثل الهنود الحمر؟

●● الإجابة: هناك ألف قصة (بلاش مليون قصة)، لكن أطرفها حكاية أمين الشرطة المتهم بقتل ثوار، فهرب واختفى، ثم ظهر فجأة فى حوارات صحفية متعددة، وزاد بأنه كان ضيفا فى كثير من البرامج التليفزيونية، ومرة يخفى وجهه، ومرة يظهر بظهره، ومرة يتم تظليل جسده، والهنود الحمر (كما يظن أصحاب الظن) يشاهدون ويتابعون وينبهرون ويتساءلون مثل الرفاق كيف وصل الإعلام إلى الرجل ولم يصل إليه رجال الأمن ولم يقبض عليه، ولم يتحرك أحد لملاحقة متهم..؟!

●● ولست ضد محمد السنى إطلاقا، ولا يمكن لإنسان أن يصدر حكما بإدانة أى شخص بلا محاكمة عادلة، لا تعجبنى تلك المحاكمات التى يمارسها الإعلام المصرى بشراسة، وهى مثل محاكمات بيسكاردى الشهيرة، أحد أشهر البرامج الرياضية التليفزيونية فى إيطاليا، وتعد بمثابة محكمة غير معتمدة يديرها مجموعة من الخبراء والصحفيين، وتكون عادة صاخبة وزاعقة.

●● لست ضد محاولات أمين الشرطة وكل متهم لتبرئة ساحته، ولكنى كرهت هذا الشعور الافتراضى الساذج عند النظام أو عند الدولة بأننا هنود حمر، فنحن من جيل شاخ وهو مطالب أن يهز رأسه بالموافقة على الكذب، وعليه أن يصدق ذلك، وأن يهتف للحرية التى ظلت 30 عاما حرية أن تقول وحرية أن يفعلوا ما يرون.. كرهت أن يظل نفس الظن قائما، بأننا شعب ساذج وطيب وموافق، على الديمقراطية المزيفة، وعلى تزييف إرادتنا السياسية، وتزوير الانتخابات.. كرهت، ظنهم بأننا نجلس فى صالة عرض مظلمة نتابع فيلما من أفلام السينما العربية الشهيرة التى يقول فيها الرجل الشرير محمود المليجى لفريد الأطرش فى بداية الفيلم إن حبيبته سامية «طلعت أخته»، وفى نهاية الفيلم، تتحل العقدة، وتطلع الحبيبة مش أخته، فيتزوجها، وتدمع الأعين فى صالة العرض المظلمة من تلك الدراما المضحكة.

●● كرهت سذاجة الذين حكمونا، وسنحاكمهم وزهقت من معاملة الشعب كأنه من الأطفال.. يا حكومة هو فيه هارب من حكم يتحول إلى نجم إعلامى وتليفزيونى.. ويظل هاربا والبحث عنه جاريا.. يا حكومة هو فيه طفل عمره سبعة آلاف سنة.. بجد أفلام فريد الأطرش أكثر واقعية من أفلامكم؟!

الصبر يارب..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved