تقاطعات إقليمية

سامح فوزي
سامح فوزي

آخر تحديث: الأربعاء 29 يوليه 2015 - 7:45 ص بتوقيت القاهرة

العلاقات المصرية ــ السعودية لها وضع خاص، وحساسية خاصة منذ عقود، زادت خلال السنوات الماضية. هناك من يريد أن يراها متقدمة، وهناك من يريد أن يراها متدهورة، الكل حسب موقفه ومصالحه. فى رأيى لا هى هذا ولا ذاك، وكما أن هناك نقاط تلاقٍ كثيرة، هناك أيضا اختلافات واضحة، ولا يصح القول بأن العلاقات وثيقة إلى درجة الايحاء بعدم وجود اختلافات فى النظر لقضايا عديدة، ولا يصح كذلك تضخيم الاختلافات إلى حد الادعاء بأن هناك جفافا، وقطيعة، إلى آخر هذه المصطلحات.

هناك عدة قضايا محل اختلاف يراها المحلل بوضوح. الأولى: سوريا، التى ترى السعودية بأن بشار الأسد ليس جزءا من أى حل، فى حين ترى مصر أن تسوية الأزمة ينبغى أن تكون شاملة، بما تضمن بقاء الدولة السورية، وهو ما يقتضى أن يكون جزءا من الحل. الثانية: اليمن، التى لا تختلف كثيرا عن الموقف فى سوريا، حيث تشارك مصر فى عاصفة الحزم، لكنها فى الوقت نفسه ترى أن التسوية ينبغى أيضا أن تكون شاملة، بما يتضمن كل الأطراف القائمة، دون الاعتماد فحسب على قوى إسلامية مثل الإخوان المسلمين أو القاعدة فى مواجهة الحوثيين، فى حين أن السعودية ترى صد الحوثيين هدفا رئيسيا، وهو كذلك، بما يتضمن التعاون مع القوى القائمة على الأرض أيا كانت. ومنذ أيام أصدر الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى قرارا بتعيين أحد رموز حركة الإصلاح اليمنية ــ المعبرة عن الإخوان المسلمين ــ محافظا لمدينة «عدن»، وسط ترحيب سعودى، وامتعاض إماراتى. القضية الثالثة هى الموقف من حماس، فقد اختطف الأضواء التقارب بين السعودية وحركة «حماس»، الذى تمثل فى لقاء غير مسبوق جمع كلا من الملك سلمان وخالد مشعل، رغم أن الدبلوماسية السعودية قللت من أهمية الاجتماع، ووصفته بأنه زيارة للتهنئة بعيد الفطر عقب أداء العمرة، لكن من الواضح فى التحليل الاخير أن الزيارة تأتى فى إطار السعى لاجتذاب «حماس» إلى جانب التحالف الذى تؤسسه السعودية فى مواجهة إيران، ولاسيما أن إيران تقدم دعما سياسيا وماليا ليس فقط لحركة «حماس». وتشير الأنباء إلى أن موسى أبو مرزوق القيادى بالحركة جمعه قبل أسبوع من لقاء العاهل السعودى بقيادات حماس إفطار رمضانى فى لبنان مع حسن نصر الله زعيم حزب الله وعدد من قيادات الحرس الثورى الإيرانى. هنا نصل إلى بيت القصيد، أى إيران، بالطبع المخاوف السعودية خاصة، والخليجية عامة، من إيران لها ما يبررها، سواء من حيث الرغبة الايرانية فى الهيمنة، ونشر التشيع، وتقديم الدعم للأقليات والجماعات الشيعية القائمة، وغيرها من قائمة المخاوف المعروفة، وآخرها الدعم المقدم للحوثيين فى اليمن، ولكن قد تكون هناك مساحة مهمة من الدبلوماسية فى التعامل مع إيران بما يتضمن وضع صيغ وقواعد جديدة للتعامل، خلاف المواجهات الباردة والساخنة، ولاسيما أن مواقف القوى الكبرى تبدلت، وتربطها الآن بإيران علاقات سياسية واقتصادية سوف تزداد وثوقا فى المستقبل، خاصة مع تزايد ثقل الدور الإيرانى فى العديد من الملفات العربية الساخنة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved