روح الجاسوس

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: السبت 29 أغسطس 2009 - 5:19 م بتوقيت القاهرة

 فى أدوار الجاسوسية تبقى دائما لروح الأداء كلمة سر التميز، وذلك بما تكنه وتستطيع التعبير عنه من أحاسيس غامضة وتعبيرات غير صريحة.. ونظرات ذكية.. وخطوات ثابتة مضطربة تائهة.. موحية بأكثر من انطباع، وهو ما يتطلب بالفعل لمن يجسدها قدرات خاصة وموهبة تستوعب كل تحولات الشخصية النفسية والبدنية.

وفى حرب الجواسيس وجدت من استطاع بروحه أن يجسد الشاب، الذى يتم تجنيده ليتحول إلى جاسوس بشكل نموذجى بعيدا عن المزايدة فى الانفعالات، وهو ما ظهر فى أداء شريف سلامة هادئا سلسا.. وبدا مقنعا وغارقا فى كيان شخصية نبيل، وهو يتمرد أولا على واقعه فى مصر لم ير سوى فى السفر إلى الخارج مفرا لتحقيق ذاته ماديا وعاطفيا، وثانيا عندما شعر أن حلم الثراء يتفتح أمامه فى الخارج، موحيا أنه يدرك أن تحقيق ذلك سيتم عن طريق خطر وغير مشروع، وكان بارعا فى التعبير عن هذه المرحلة والنقلة الجديدة فى حياته منذ الوهلة الاولى لوصول نبيل إلى أرض الغربة، وبالتحديد فى ألمانيا.. كشف شريف سلامة عن أدائه المتقن، وهو يواجه مصيرا مجهولا، واستيعابه الجيد لعمق شخصية ربما يتغير مصيرها وحالها من يوم لآخر بل من ساعة لساعة كان الشكل الهادئ والفكر المتردد والنظرات الحائرة ثلاثة عناصر مهمة للغاية فى خصائص الشخصية، التى لا تعرف إلى أين يذهب بها القدر حتى وإن كان المشاهد يشعر بما سيحدث معه.

خطف شريف سلامة الأنظار ليجذبك إليه شيئا فشيئا، وهذا هو النضج بعينه، والذى يعيد إلى ذهنك أداء نجوم كبار تفوقوا فى مثل هذه الأدوار، التى لم تكن يوما بالسهلة أو البسيطة.

إن شخصية الجاسوس المنتظر سوف تكون محطة فارقة فى مشوار شريف سلامة لأنها عاشها بدرجة كبيرة من الصدق تقترب من الواقع، وخلق حالة من الدهشة فى الأداء تجبرك على متابعته، ولم يكن عنصر الجذب هذا مصدره الوحيد من نوعية مثل هذه القصص والأعمال المثيرة، التى تنتمى لعالم الجاسوسية بل فى اللمحات والتصرفات والتشويق، الذى خلقته شخصية نبيل بل شريف سلامة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved