«الإيفانجليكال»: ترامب «مختار» من الله

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الخميس 29 أغسطس 2019 - 10:35 ص بتوقيت القاهرة

نشر موقع salon مقالا للكاتبة «Amanda Marcotte» عن ادعاءات «الإيفانجليكال» ـــ طائفة دينية متشددة تؤمن بضرورة عودة اليهود إلى أرض فلسطين ومؤيدين بقوة لترامب ــ بأن ترامب هو ملك إسرائيل ومختار من قبل الله ونعرض فيه ما يلى:
قام ترامب بإعادة نشر تغريدة لأحد أتباعه، وين ألين روت، والذى وصف ترامب فيه بأنه «ملك إسرائيل» و«المجىء الثانى للمسيح». وفى وقت سابق على نشر هذه التغريدة، وعند تحدثه إلى مجموعة من الصحفيين والمراسلين، تبنى ترامب هوية النبى مرة أخرى، واصفا نفسه بـ«المختار»، فى رد على سؤاله عن حربه التجارية مع الصين.
فى الحقيقة نجد أن تصريحات ترامب هذه ــ فى المقام الأول ــ مقتبسة بشكل مباشر من معتقدات المحافظين الإيفانجليكال، وهم طائفة قوية لا تزال تتمتع بنفوذ هائل داخل الحزب الجمهورى، ويخبرون ترامب، بشكل منتظم وبعبارات عظيمة، أنه فى الواقع هو «المختار» من قبل الله ليكون الرئيس فى هذه المرحلة الزمنية. وفى حين أن ترامب، الذى «يؤله» نفسه بنفسه، ربما لم يكن يفكر كثيرا فى الآلهة الآن أو حتى فى أى وقت آخر، ولكن هناك شىء واحد مؤكد ألا وهو: إنه يحب هذه الفكرة بأنه قد تم اختياره من قبل القائد العظيم ليكون قائدا عظيما.
ولكى نكون واضحين، فإن القادة الإنجيليين لا يقارنون ترامب بيسوع أو يقولون إنه ابن الله أو أى شىء من هذا القبيل، ولكنهم يستخدمون لغة تقارنه بشخصيات الكتاب المقدس التى يعتبرونها مختارة من الله، ويتحدثون عنه كمنقذ تُنُبِّئَ به لإنقاذ أمريكا وتحويلها إلى دولة قومية ثيوقراطية تهيمن عليها أحلامهم.
وهذا ما أوضحه الصحفى «كاثرين ستيوارت»، والذى يغطى ملف اليمين الدينى، فى مقال نشر فى صحيفة نيويورك تايمز فى ديسمبر الماضى، إن جوهر النظرة الإنجيلية لترامب هو «أنه معجزة تم إرسالها مباشرة من السماء لإعادة الأمة إلى الرب وأن مقاومة السيد ترامب هى بمثابة مقاومة لله».
ساعدت جامعة ليبرتى، ورئيسها جيرى فالويل جونيور، فى إنتاج فيلم وثائقى بعنوان «نبوءة ترامب»، والذى تم عرضه فى نحو 1000 مسرح قبل انتخابات التجديد النصفى العام الماضى. ويحكى قصة رجل إطفاء يدعى «مارك تايلور» والذى أخبره «الله» فى 2011 أن ترامب سينتخب رئيسا. ومن الجدير بالذكر أنه فى الأوساط الإنجيلية لا يتم الحديث عن ترامب باعتباره «رئيسا» ولكنه «ملك». حيث يجادل القادة الإنجيليون مثل «لانس فالناو» بأن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية هو نسخة حديثة من الملك سايروس الموصوف فى أشعيا 45، وهو إمبراطور فارسى يقول الكتاب المقدس إنه تم اختياره من قبل الله لتحرير اليهود. ويقارن الإنجيليون أيضا ترامب بالشخص التوراتى «للملك داود»، لا سيما عندما تطرح قضية علاقاته النسائية المتنوعة.
ودافع فالويل فى عام 2016، عن اختياره لتأييد ترامب قائلا: «لقد اختار الله الملك داود على الرغم من أنه كان قاتلا».. «عليك اختيار القائد الذى سيكون أفضل ملك أو رئيس وليس بالضرورة شخصا سيكون قسيسا رائعا».
***
وفى الفيلم الوثائقى الجديد «العائلة»، يرى القادة الإنجيليون أنه لا يُنظر إلى القسوة أو السلوك غير الأخلاقى لهؤلاء القادة باعتباره مناقضا لروح المسيح المتسامحة. بل على العكس من ذلك، يعتقد هؤلاء القادة الإنجيليون أن الله يريد أن يكون قادتهم بلا رحمة، لأن هذا هو المطلوب والمجدى بشكل فعال.
تسمح هذه القراءة، بشكل منحرف، للإنجيليين بتفسير تصرفات ترامب (لا ينظرون إلى العنصرية أو تشجيع العنف على أنه خطيئة) كدليل أكثر على أنه قد تم اختياره من قبل الله.
وأوضحت «تارا إيزابيلا بيرتون» أنه بدلا من الاضطرار إلى تبرير وجهات نظرهم بشأن ماضى ترامب المثير للجدل، بما فى ذلك أخلاقياته وعلاقاته النسائية المتعددة، يمكن للمؤسسة الإنجيلية أن تقول إن رئاسة ترامب قد رتبها الله، ومن ثم إضفاء الشرعية على دعمهم له.
إن ترامب مستعد دائما لسماع أنه أعظم وأهم شخص على الإطلاق، ويسمح لهؤلاء بمقابلته فى المكتب البيضاوى حتى يتمكنوا من وضع يدهم عليه والصلاة كما لو كانوا يقابلون نبيا عظيما.
ليس لدى ترامب، الأمى دينيا، اهتمام كبير بفهم الرواية التفصيلية التى يقصد بها وصفه بأنه «مختار» دون إعلانه نبيا أو قديسا.. ولكن لا شك أنه يحب سماع كلمات مثل «الملك» و«المختار» ويقوم هو الآخر بتكرارها...

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلى:
https://bit.ly/2P98uYF

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved