النفسية.. مع د. محمد طه | احتوى جوزك يا حبيبتى

محمد طه
محمد طه

آخر تحديث: الأحد 30 أغسطس 2020 - 11:20 ص بتوقيت القاهرة

فى هذا الباب الأسبوعى الذى يظهر كل يوم احد، يتواصل د. محمد طه أستاذ م. الطب النفسى، معكم، والإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم فى كل ما يخص أحوال النفس، والطب النفسى، والعلاقات الإنسانية.

راسلونا على:http://m.me/mohamedtaha.net

●● كل الرسائل تخضع للسرية والخصوصية التامة، والإجابات عليها تكون بطلب المُرسل وبدون ذكر أية معلومات شخصية.

احتوى جوزك يا حبيبتى

زوجى بيعاملنى بطريقة بشعة.. هو مش بيهين ولا بيضرب، بس بيلعب على النفسية. تجاهل تام، مش بيقول كلمة حلوة، مش بياخد باله من حاجة معمولة، مش بيقدر أى حاجة، مثلا هدية.. جهد.. أى حاجة.. مفيش تقدير.
لما باشتكى للأهل بيشوفوا إنى مش عارفة أحتويه. هو أنا فعلا ممكن أكون مش عارفة أحتويه؟
وبيقولوا إنى لازم أحافظ على بيتى عشان ابنى، ولازم أحمد ربنا وأتحمل لأنه إنسان محترم ومش بخيل وبيجيبلى كل اللى أنا عايزاه، بس وهو بيديهولى بيسمم بدنى.
يا دكتور أنا عندى 23 سنة، لسه فى بداية حياتى، متجوزة من 3 سنين، هو فيه أمل يتغير واللا الأمل بس إنى أموت عشان أهلى شايفين إن دى مشكلة تافهة أوى إنها تنتهى بالطلاق؟
أنا ليا سنتين فى المرار دهو باشتكى لما بيفيض بيا بس.
يا ريت ترد عليا، أو تطرح الموضوع فى الصفحة، وتحذر البنات إنها تختار صح.

 

ـ عزيزتى..
الإهانة والضرب مش هى الصور الوحيدة لسوء المعاملة الزوجية.. التجاهل يوجع كالإهانة.. الإهمال يؤلم كالضرب.. عدم التقدير يقطع أحبال الوصال بكاملها.
مجتمعنا يعانى من مرض نفسى صعب وخطير فيما يخص العلاقات الزوجية.. المرض ده بيوصل لأى رجل إنه بمجرد ما يتزوج، فهو يتحول إلى طفل صغير مطلوب من زوجته إنها تؤكله، وتشربه، وتغسله وتمسحله وتطبخله، وتدلعه وتهشتكه، وتصحى وتقوم وتسهر وتنام على راحته وسعادته ورضاه.. ونسمى كل ده إنها (بتحتويه).. ولو قصرت فى أى حاجة من دول تبقى فشلت فى إنها (تحتويه)..
العرَض التانى لهذا المرض هو إن المرأة دائما هى المسئولة والمُلامة الأولى فى أى مشكلة تخص الزواج.. يهينها زوجها، يتقالها: شوفى انتِ قصرتى فى إيه؟.. يضربها، يتقالها: انتِ اللى استفزيتيه.. يهملها ويبعد عنها ويخونها، يتقالها: انتِ اللى ماعرفتيش (تحتويه).. احتوى جوزك يا حبيبتى.
هذا المرض يا عزيزتى هو أحد أهم أسباب فشل كثير من العلاقات الزوجية فى مجتمعنا، فى بيوت مكتوب عليها من بره (زواج)، لكن ما يحدث داخلها ليس له أى علاقة (بالزواج الحقيقى)، ونسب الطلاق المتزايدة هى خير دليل.
كتير من الزواج عندنا هو ببساطة علاقات (تبنى).. مش علاقات (زواج).
لا تنتظرى من أهلك شيئا.. حقك فى الحياة مش محتاج موافقة حد، ولا إذن من حد..
ولا تنتظرى أن تحدث معجزة، ويتغير زوجك فجأة، وبدون سابق إنذار..
ووجود ابنك وسط أب لا يهتم ولا يُقدر، وأم مجروحة مكسورة، يؤذيه بشكل أكبر من قدرتكم جميعا على التخيل.
إصلاح العلاقات الزوجية يحتاج أولا الاعتراف بوجود مشكلة، ثم السعى للتعامل معها وحلها من خلال متخصص فى العلاج الزواجى. اطلبى من زوجك أن يتوجه معك لأحد المتخصصين للمساعدة، اطلبى بقوة وإصرار.. لو وافق وانتظم والتزم.. خير وبركة.. نستنى ونشوف.. لو رفض، أو لم ينتظم، أو يلتزم، أو يتغير تغيرا جادا حقيقيا، فأمامك وقتها كل الاختيارات.
ربنا هايسألك عن نفسك، وعن حقوقك فى الحب والاهتمام والاحترام.. أخدتيها.. واللا فرطتى فيها؟
كل التوفيق إن شاء الله..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved