برشلونة فى مرحلة فضية..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 29 أكتوبر 2020 - 9:40 م بتوقيت القاهرة

** ضحك ميسى من قلبه. كان فرحا بهدف ديمبلى المبكر فى الدقيقة 14، فى مرمى يوفنتوس.. إنه الهدف الذى أهداه ميسى إلى زميله بتمريرة عرضية طويلة لمسافة 40 مترا تقريبا أو أكثر.. هكذا عاد النجم الأرجنتينى فى تلك المباراة من زيارته للألم والحزن طوال الفترة الماضية بعد استقالة رئيس النادى بارتيميو الذى تولى المنصب فى عام 2014.. ولم يكن ميسى وحده اللاعب السعيد. كان اللاعبون جميعهم كذلك. وقدموا أحسن مباراة لهم فى هذا الموسم كما قال المدرب الهولندى كومان: «كانت هذه أفضل مباراة لنا طوال الموسم. هذا انتصار كبير أمام فريق أوروبى مهم، وكنا قادرين على لعب كرة القدم التى نحاول فرضها»..
** قدم برشلونة عرضا قويا. تحكم خلاله فى إيقاع المباراة. فيسرع حين يريد، ويبطئ حين يقرر. وعقب الهدف المبكر قرر أن يرهق يوفنتوس بالدفاع المنظم. فالفريق كله يعود. ويدافع ببساطة دون ضغط فى ملعبه وإنما تكفى الزيادة العددية. بينما يقف ميسى فى المقدمة وحده يرتاح. يمشى. يفكر. يوزع . وثنائيات ميسى وجريزمان صنعت حيوية هجومية مع ديمبلى. بجانب تقدم وتألق بيدرو جونزاليس لوبيز «بيدرى» لاعب الوسط المهاجم والمدافع الشجاع صغير السن (17 عاما) وبجواره دى يونج وبيانيتش..
** فى الشوط الثانى بدأ برشلونة بقوة وشراسة هجومية وضغطا عاليا فى المقدمة. وأهدر العديد من الفرص. ومزج الفريق بين التنظيم وبين تدوير الكرة وتبادلها وتمريرها فى مسافات قصيرة وبين تبادل المراكز وأنتج فى فترات كثيرة تيكى تاكا الإيجابية. امتلاك للكرة ثم الاختراق والانقضاض على مدافعى يوفنتوس دانيلو وبونوتشى وديميرال وكوادرادو كأنهم فرائس!.
** فى المقابل عكس يوفنتوس حال الكرة الإيطالية، سيدة أوروبا فى التسعينيات من القرن الماضى. أداء بلا شراسة. يفتقد كرة القدم الجديدة من الضغط المتقدم والضغط على الخصم فى ملعبك. والتمرير السريع. وصحيح تألق موراتا كعادته، وكولوسيفسكى، وكوادرادو ولكنه أداء فردى افتقد قوة وصلابة الجماعية. وسوف أكرر دائما أن كرة القدم الجديدة باتت شديدة الصعوبة، خاصة إذا لم يعوض الاساسيات بتكتيك صارم لا يختل كما فعل برشلونة. فهو فى الشوط الأول لم يهدر جهده فى الضغط العالى أو فى ضغط نصف الملعب. وعوض ذلك بزيادة عددية دفاعية رائعة وشديدة التنظيم وفعل ذلك بجهد بدنى كبير وبسلاسة أكبر يديرها عقل مسيطر خارج الملعب يدعى كومان.
** لم يكن يوفنتوس على قدر المباراة. ومع ذلك أحترم تصريح بيرلو جدا، فقد قال: «كانت مباراة صعبة، أمام فريق يعرف كيف يلعب، وتقدم مبكرا فى النتيجة. نحن فريق تحت الإنشاء. ستساعدنا الخسارة على التطور».. وهذا منتهى الدقة والتواضع فى الكلام. لكن ماذا جرى للسيدة العجوز. ماذا جرى لأكبر الفرق الإيطالية؟ ولا يمكن تبرير هذا الأداء بغياب كريسيانو رونالدو وكيلينى ودى ليخت. فقد غاب عن برشلونة أيضا لأسباب مختلفة أوتمتيتى وشتيجن، وكويتينيو، وبيكيه والأخير غيابه مكسب، كما لم يبدأ فاتى المباراة.
** يدرك الجميع أن ميسى كان يرغب فى رحيل رئيس النادى بارتيميو. وأظن أن بقاء ميسى فى برشلونة يرتبط بوجود فريق طموح يلعب على الألقاب والبطولات، فهو لن يقبل بغير ذلك. لن يقبل ميسى التضحية بأمجاد ذهبية ماضية، وبحاضر مريض، وسوف ينتظر مستقبلا كله حيوية وديناميكية.. لكنك تخرج فى النهاية من تلك المباراة حائرا: «هل هو برشلونة الماضى أم برشلونة المستقبل. أم مجرد مرحلة فضية بين الاثنين» كما قال الصحفى اللامع جوناثان ليو فى الجارديان بعد قمة الكرة الإسبانية والإيطالية؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved