الحياة حلوة جدا

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الأربعاء 30 مارس 2016 - 10:30 م بتوقيت القاهرة

لست أدرى ما هى مبررات هؤلاء الذين ينظرون إلى الحياة فى مصر من وراء نظارة سوداء فلا يرون كيف نعيش جميعا «حياة حلوة جدا» على كل المستويات.

فالإنجازات تحيط بنا من كل ناحية حتى أصبحت مصر هدفا لسلسلة من المؤامرات التى تشارك فيها قوى الشر فى العالم شرقا وغربا، من روسيا التى أوقفت رحلات طيرانها لمصر، إلى الولايات المتحدة التى لا تتوقف عن ترديد الأكاذيب حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، إلى إيران مع تركيا وقطر وإسرائيل وحركة حماس الفلسطينية وغيرها.

بالطبع قد يتأخر جنى ثمار الإنجازات، ولكن هذا ليس لعيب فى تلك الإنجازات، ولا فى دراسات جدوى مشروعاتها بقدر ما طبيعة المرحلة الحرجة، التى تمر بها البلاد وحجم التحديات، التى يفرضها علينا أشرار العالم.

ارتفاع الدولار إلى 10 جنيهات ليس كارثة لأننا أفضل من زيمبابوى الذى وصل فيها الدولار إلى أكثر من 361 ألف دولار زيمبابوى وأفضل من العراق الذى وصل فيه الدولار إلى أكثر من 1100 دينار. ووجود آلاف المحبوسين على ذمة قضايا مفتوحة ليس كارثة، لأننا أحسن من سوريا وليبيا والعراق.

وحصول بعض الفئات على أجور أضعاف أضعاف ما يحصل عليه ملايين البسطاء من العاملين فى الدولة ليس كارثة لأن الله فضل بعض الناس على بعض.

ويخطئ من يتصور أن إنجازاتنا تقتصر على الصعيد الاقتصادى، لأننا حققنا ونحقق بالفعل طفرات هائلة على مختلفة الأصعدة السياسية والاجتماعية، غير أننا نعيش ضحية قلة مأجورة ممن لا ترى إلى النقطة السوداء فى ثوب مصر ناصع البياض، وتسعى إلى إغراق الشعب فى مستنقع من السواد المفتعل، فتتحدث عن كارثة اقتصادية ليس لها وجود إلا فى خيالهم المريض، وعن انتهاكات لحقوق الإنسان ليست إلا أكاذيب غربية تدحضها تجهيزات السجون وأماكن الحجز المثالية فى كل ربوع الوطن.

الحياة حلوة جدا، لا ينغصها علينا إلا هؤلاء الذين يصرون فى كل ساعة على تذكير الناس بمشكلاتهم البسيطة ويتجاهلون الجهود الجبارة، التى يبذلها القائمون على شئون البلاد والعباد من أجل حلها رغم بساطتها.

الحياة حلوة جدا، وكل مواطن يستطيع أن يحصل فيها على حقه دون أى تمييز، فأبواب الوظائف المرموقة متاحة للجميع بحسب معيار الكفاءة، والخدمات العامة متاحة دون تمييز على أساس المنصب أو الثروة، وابن الزبال مثل ابن المستشار أمام لجنة اختيار معاونى النيابة، وابن الفلاح مثل ابن معالى السفير أمام لجنة اختيار موظفى السلك الدبلوماسى، وابن الخفير مثل ابن الوزير أمام لجنة «كشف الهيئة» للقبول فى كلية الشرطة.

الحياة حلوة جدا، لا ينغصها علينا إلا هؤلاء الذين يستغلون الحرية الكبيرة التى نعيش فيها لتحويلها إلى فوضى فيجبرون السلطة على التحرك من أجل التصدى لمحاولات نشر الفوضى تحت شعار الحرية، فتبدو السلطة وكأنها تمارس قمعا غير موجود، وتتحمل وحدها وزر تجاوزات هؤلاء الذين يريدون هدم معبدالحرية، الذى نعيش فى ظلاله، لأنهم يصرون على جعلها فوضى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved