دراما على مسرح إل دراجاو..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 30 مايو 2021 - 7:50 م بتوقيت القاهرة

** كانت المباراة النهائية لدورى أبطال أوروبا إنجليزية خالصة، بين فريقين أحدهما وصف بأنه قطار مدمر، وهو مانشستر سسيتى، والثانى صاحب نتائج متذبذبة، لاسيما فى مبارياته الأربع الأخيرة. وكان موقع المقابلة استاد إل دراجاو فى البرتغال بحضور 14 ألف متفرج. أما أبطال المقابلة فكانوا ألمانيين. الأول هو المدير الفنى توماس توخيل، وهو ثالث مدرب ألمانى يفوز بدورى أبطال أوروبا على التوالى، بعد يورجين كلوب مع ليفربول، وهانزى فليك مع بايرن ميونيخ.. كما أنه النهائى الثانى على التوالى لتوخيل، الذى لعب المباراة الفاصلة مع باريس سان جيرمان أمام بايرن ميونيخ ثم تمت إقالته بعد الخسارة ليتوج باللقب الأوروبى الكبير.
** الألمانى الثانى الذى كان بطلا لليلة الكبيرة هو اللاعب الشاب كاى هافيرتز صاحب الهدف، الذى هز حلم جوارديولا فى الفوز بهذا اللقب الأوروبى طوال عشر سنوات لكنه لم يحققه مع برشلونة ومع البايرن أو مع السيتى، منذ فاز بدورى أبطال أوروبا على حساب مانشستر يونايتد وهو يقودبرشلونة فى موسم 2010 / 2011. وكاى هافيرتز عمره 21 عاما، وهو ابن شرطى سابق ومحام ألمانى، ويتميز بطول القامة، 189 سم، والرشاقة، وكان إنتقل من بايرن ليفركوزن إلى تشيلسى مقابل 62 مليون جنيه إسترلينى. وحصل هافيرتز على 9 من عشرة فى تقييم أداء اللاعبين من الصحف الإنجليزية واعتبر نجم المباراة الأول. وهو من جيل جديد قادم لدائرة النجومية فى الكرة الألمانية والأوروبية، ومن ثلاثة لاعبين من تشيلسى وقع عليهم اختيار لوف مدرب المانيا للمشاركة فى نهائيات الأمم الأوروبية القادمة، وهم أنطونيو روديجر وتيمو فيرنرو وكاى هافيرتزالذى كان يشغل مركز رأس الحربة الخفى، بجوار زميله ماسون ماونت، لكنه فى لحظة تسجيل الهدف كان هو أول لاعب فى مواجهة إيدرسون حارس مرمى السيتى.
** كانت التوقعات تصب فى مصلحة السيتى، خاصة أن تشيلسى خسر ثلاث مباريات من أخر أربع مباريات خاضها، ولكن توخيل لعب الشوط الأول بأداء جيد، مثل تهديدا غير متوقعا لفريق مانششستر سيتى، وفى الشوط الثانى قرر المدرب الألمانى أن يدافع فريقه حتى أخر حبة عرق فى مواجهة الاستحواذ والهجوم الجارف من مانشستر سيتى، القطار المدمر، فى آخر خمسة أشهر لعبها، وبطل البريمير ليج. وكان اختيار توخيل صائبا، فأمام الآلة الهجومية لمانشستر سيتى من الخطر المغامرة بفتح مساحات. وأحيانا يكون اللعب على الفوز، وبكل الطرق الدفاعية اختيارا ذكيا وحتميا، ففى النهاية كان البطل هو تشيلسى، الذى لعب بثلاثة مدافعين وأربعة فى الوسط وأمامهم لاعبين ثم رأس حربة (3/4/2/1) بينما لعب السيتى بطريقة (4/3/3) لكن اللوم وجه إلى جوارديولا من قبل النقاد والمحللين، لأنه تخلى عن أبرز لاعبيه المدافعين فى وسط الملعب، وهما نجما خط الوسط فرناندينيو ورودرى.
** كانت المباراة عبارة عن دراما على مسرح إل دراجاو فى البرتغال. صارع شرس لكنه نظيف. ضغط وصراخ وصياح وتوتر، وقتال من اللاعبين على كل كرة. ومع صفارة النهاية سكت الصراع. ومضت دموع الفرح ودموع الحزن تعبر عن مشاعر لاعبين خاضوا موقعة بمنتهى الشرف. فقد تصافحوا وتبادلوا التهنئة، ولم يكن هناك داخل الساحة الخضراء أى خروج عن النص، ربما كان التجاوز وقع من جماهير الفريقين عندما اشتبكوا قبل المباراة، لكن فى الساحة الخضراء، ميدان اللعب، مقدس، لاتدنسه الأخلاق السيئة، ولايلوثه تجار العرق!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved