نكسة يونيو مستمرة

محمد مكى
محمد مكى

آخر تحديث: السبت 30 يونيو 2018 - 9:50 م بتوقيت القاهرة

يأبى شهر يونيو أن يمر دون أن يحمل للمصريين شرا وحرقا لمعنوياتهم، فمنذ نكسة الخامس من يونيو 67 وما ترتب عليها فى الصراع العربى ــ الاسرائيلى والأحداث المأساوية تتكرر فى نفس الشهر الذى انقضت ساعته قبل قليل، فى عامنا هذا خرجنا من مونديال كأس العالم بصورة أقل ما يمكن ان توصف به بأنها مزرية مع تشوهات كبيرة للأشخاص والمؤسسات، والحكومة عملت موازنة شديدة الصعوبة وانفجار الأسعار والزيادات (بنزين ومترو ومياه وكهرباء) كلها طفحت فى الشهر غير المأسوف عليه فى صورة مكررة مع تجميل الكارثة ايضا بالإعلان عن العلاوة التى تدفع من أموال المصريين لعدد من موظفى المؤسسات الحكومية معظمها تحقق خسائر، ما يجعلنى أسجل كراهية مجيئه؛ فقد ارتبط بكل ما هو سيئ إلا فيما ندر.
وقد سجلت خلال حزيران هوامش الطبيعى أن تكون مفرحة لكن كيف وهى فى يونيو!! الاعلان عن حقل «نور» للغاز الطبيعى فى المياه الإقليمية المصرية فى المتوسط وأنه اكبر حقل لانتاج الغاز فى العالم؛ إذ يقدر مخزونه بـ 90 تريليون قدم مكعب من الغاز وانه بذلك اكبر ثلاث مرات من حقل «ظهر» الذى يبلغ مخزونه 30 تريليون قدم مكعب واعلن عن اكتشافه فى 2015 وسيبدأ الانتاج فى 2019 وهو خبر مفرح جدا بالتأكيد، يسد عجز ويحقق وفرة مالية بالعملة الاجنبية ويوفر فرص عمل، لكن عندما نعرف ان الخواجة هو من يستفيد من الكشف الكبير تدرك معنى ان تكون فى شهر يونيو. فعدد من شركات الغاز العالمية الكبرى هى التى تمتلك، فشركة اينى الايطالية تملك 50% وشركة روس نفط الروسية تملك 30% نفط وقد باعت 19.5% من أسهمها لشركات قطرية فى 2016، ثم عادت الشركات القطرية وباعت نحو 14% من حصتها فى الشركة الروسية لشركة صينية وشركة بريتش بتروليوم البريطانية تملك 10% وشركة مبادلة الإماراتية تملك 10%. ونصيب مصر عند الله.
ومن مباهج يونيو أن ميزان المدفوعات وهو ما يقيس تعامل مصر مع العالم الخارجى حققا فائضا كليا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالى الحالى بلغ 10.96 مليار دولار، مقابل 10.98 مليار دولار فى نفس الفترة من العام المالى الماضى، وفقا لما أظهره بيان للبنك المركزى آخر الشهر الجميل. لكن قبلها بأيام قليلة للاسف من الشهر نفسه، وبالتحديد يوم 25، عرفنا أن إجمالى الدين العام المحلى للبلاد ارتفع ثمانية بالمائة فى النصف الأول من السنة المالية 2017ــ2018، بالمقارنة مع مستواه فى نهاية يونيو حزيران 2017. ما يعنى أن إجمالى الدين العام الداخلى بلغ 3.414 تريليون جنيه (190 مليار دولار) ارتفاعا من 3.160 تريليون فى يونيو ناهيك عن الخارجى البالغ 82.9 مليار دولار والحسَّابة بتحسب.
حتى رسوم تنمية الموارد المالية للدولة تم تعديل بعض أحكام القانون رقم 147 لسنة 1984 الخاصة بها وتم اعتماده قبل أيام لتزيد الرسوم لمختلف الطلبات التى تمارس تحت نظام الورق وشغل الموظفين به «اسلوب حياة» فكل من يستعد لاستخراج رخصة للسيارة والسلاح والاقامة ووصولا إلى خطوط المحمول وغيرها يعمل حساب الزيادة.
تبحث عن أخبار مفرحة فى الشهر لا تجد إلا انتهاء تعاقد كوبر وأداء منتخب المغرب والسنغال. الرجاء من يحمل له يونيو أخبارا مفرحة لا ينسى أن يرسلها لى.. لا أؤمن بالتشاؤم ولكن ما حدث يجعلنا نطلب الغوث من يونيو.
●● من أجمل ما قال رئيس اتحاد الكرة فى المؤتمر الصحفى إن الشركة صاحبة حقوق الرعاية للمنتخب «برزنتيشن» مملوكة للدولة وليست له، كأن شركات الدولة فوق الحساب، المطلوب محاسبة وكشف كامل عما حدث فى الملف، وليست مجرد لجنة، تجاربنا السابقة فى عمل اللجان لا تفضى لشىء.
●● ما نسب لأحد مسئولى مستشفى 75375 بأن الفساد ليس عندنا فقط.. نذير شؤم فى صرح شهد احتراما كبيرا لما يقدمه، والأيام حبلى بالأحداث.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved