هل تهدف الاضطرابات في الخليج إلى منع وصول بكين إلى موارد الطاقة؟

صحافة عالمية
صحافة عالمية

آخر تحديث: الأحد 30 يونيو 2019 - 11:00 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب «شابير كازمى» تناول فيه ما يراه من أن سياسات الولايات المتحدة فى الخليج العربى وإيران تهدف بالأساس إلى تهديد أمن الطاقة للصين من خلال نشر التوترات فى الأماكن التى تعتمد على استيراد النفط منها.

يقول الكاتب إن على الرغم من أنه كثيرا ما يرفض نظريات المؤامرة، إلا أنه فى بعض الأحيان يميل إلى تبنيها إذا ساعدت فى الحصول على منظور أفضل. ومن إحدى نظريات المؤامرة النظرية التى تقول إن الولايات المتحدة تخلق اضطرابات فى منطقة الخليج لمنع وصول الصين إلى موارد الطاقة فى المنطقة.

منذ بدء نموها الاقتصادى فى عام 1993، أصبحت الصين تعتمد بشكل كبير على استيراد النفط. وفى الوقت الحاضر، الصين هى ثانى أكبر مستهلك للطاقة وثالث أكبر بلد مستورد للنفط فى العالم. وعلى الرغم من الجهود التى بذلتها بكين خلال السنوات الماضية من محاولات لتنويع مصادر الطاقة لضمان أمن الطاقة، إلا أن الصين ما تزال تعتمد اعتمادًا كبيرًا على استيراد الطاقة من شبه الجزيرة العربية.

لقد تقدمت الصين بخطوات كبيرة على منافسيها وخصومها وأصبحت ثانى أكبر اقتصاد فى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المرجح أن يتعدى اقتصاد الصين الولايات المتحدة فى المستقبل القريب ليصبح أكبر اقتصاد فى العالم. راقب البيت الأبيض تطورات الصين وخططها ومبادراتها ولم يكن يغفل عن مراقبة طموحاتها وإنجازاتها.

منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، لم يعد الصراع بين الولايات المتحدة والصين قاصرا فقط على الصراع الاقتصادى والتجارى بل أيضا أصبح صراعا سياسيا وأمنيا. وأصبح تنامى قوة ونفوذ الصين فى العالم تحديا كبيرا للبيت الأبيض. وكخطوة أولى، بدأ ترامب حرب تجارية واقتصادية ضد بكين.. وفى المرحلة التالية يريد ترامب تقييد نفوذ الصين عالميا وخاصة بين حلفاء الولايات المتحدة.

من أجل احتواء الصين، الولايات المتحدة لجأت إلى العديد من الاستراتيجيات مثل زعزعة استقرار الحدود الغربية للصين مع أفغانستان وباكستان ومحاولة الانتشار فى آسيا الوسطى بهدف إحباط مبادرة الصين «الحزام والطريق» والتى يتوقع الكثير من الخبراء أنها ستمكن الصين من التحكم فى نظام التجارة العالمى فى المستقبل.

تستورد الصين النفط الخام من 15 دولة حول العالم، يأتى فى المقدمة روسيا (15.8%) ثم المملكة العربية السعودية (12.4%) ثم أنجولا (10.4%) وتأتى إيران فى المرتبة السابعة (6.3%).

النفط الخام هو المحرك الرئيسى للاقتصاد الصينى وأى تهديدات لأمن الطاقة ستحدث ضربة قوية للنمو الاقتصادى فى الصين. تشير الإحصاءات إلى أن حوالى 43٪ من النفط الخام الذى تستورده الصين يمر عبر الخليج العربى. وحوالى 4.6 ٪ يمر من ليبيا وفنزويلا.. وسياسات الولايات المتحدة خلقت بالفعل حالة من الفوضى فى هذه المناطق.

يعتقد العديد من الخبراء أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى الإيرانى لا يهدف فقط إلى الضغط على إيران، ولكن أيضًا للضغط على الصين لتقديم تنازلات فى الحرب التجارية التى شنتها واشنطن ضدها. اشتعال أى صراع أو توتر فى الخليج سيمثل ضربة كبيرة للاقتصاد الصينى. لذلك، فإن العديد من الحوادث والتوترات التى أوجدتها واشنطن ووكلاؤها فى الخليج العربى يمكن وصفها بأنها تدابير من جانب البيت الأبيض لاحتواء الصين من أجل ضمان هيمنة الولايات المتحدة.

من خلال ما تقوم به الولايات المتحدة من أفعال تحريضية ومن فرض العقوبات ضد إيران، لا يهدف فقط إلى دعم إسرائيل وحلفائها العرب بل أيضا حرمان الصين من النفط الإيرانى. يعد الخوف والتنافس مع الصين اليوم أحد المحركات الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية.

إعاقة تدفق النفط من الخليج العربى سيكون طريقة لإلحاق الضرر المباشر بمصالح الصين. تنجم التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران بشكل أساسى من سياسة طهران وتعصب واشنطن. مقاومة إيران للضغط الأمريكى تشكل طريقة تخدم فيها الجمهورية الإسلامية بشكل غير مباشر مصالح الصين وحتى أوروبا. من منظور استراتيجى طويل الأجل، تزيد مخاطر انعدام الأمن فى منطقة الخليج وقرب أوروبا والصين من المنطقة الحاجة إلى مزيد من التنسيق بين إيران والصين وأوروبا لمواجهة الهيمنة الأمريكية.

هناك أيضًا علاقة وثيقة بين التوترات التى خلقتها الولايات المتحدة فى الخليج ورغبتها فى احتواء الصين، حيث تريد واشنطن استبعاد الصين من المنطقة. لذلك، فإن احتواء إيران أمر مهم حيث تشترى الصين نفطها من إيران. لذلك، من الممكن أن تعيد الصين التفكير فى سياساتها التى توازن بين الولايات المتحدة وإيران. من الممكن أن تحترم بكين العقوبات الأخيرة على إيران، ولكن رفض أى محاولة لشن الولايات المتحدة حرب ضد إيران. ويقول الكاتب فى الأخير إن من رأيه أن المشكلة ليست حول إيران، ولكن حول الصين.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغني
النص الأصلي

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved