الاستشفاء بالسفر وتأثيره على الصحة النفسية

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الخميس 30 يونيو 2022 - 7:40 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Eurasia review مقالا بتاريخ 24 يونيو تناول فيه الدور العلاجى للسفر بجانب دوره الترفيهى المثبت علميا... نعرض من المقال مايلى.

بالتأكيد، أن هناك عددا ليس بقليل قد سمع عن الاستشفاء بالموسيقى أو الفن، ولكن ماذا عن الاستشفاء بالسفر؟ تقترح ورقة بحثية متعددة التخصصات من جامعة إديث كوان (ECU) تغيير الطريقة التى ننظر بها إلى السياحة كونها مجرد تجربة ترفيهية، ولكن كصناعة يمكن أن توفر فوائد صحية حقيقية وملموسة للفرد.
أثمر التعاون بين مركز (Precision Health ) التابع لـ ECU وكلية إدارة الأعمال والقانون عن اكتشاف التأثير الإيجابى للذهاب فى عطلة على أولئك الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية. قال الباحث الرئيسى الدكتور جون وين، إن فريقه البحثى المتعدد التخصصات ما بين خبراء فى مجال السياحة والصحة العامة والتسويق بحثوا فى كيفية الاستفادة من السياحة من أجل المصابين بالخرف. أشار الدكتور وين إلى أنه، «يمكن للخبراء الطبيين أن يوصوا بعلاجات لمرض الخرف مثل العلاج بالموسيقى، والتمارين الرياضية، والتحفيز المعرفى، والعلاج بالتذكر، والتحفيز الحسى». ومن الجدير بالذكر، أنه يمكنك ممارسة تلك الأنشطة من خلال الإجازة. وأضاف الباحث، أن هذا البحث يعتبر من أولى الأبحاث التى تناقش من الناحية النظرية كيف يمكن أن تعمل هذه التجارب السياحية كتدخل علاجى لمرض الخرف.
ثم أثار الباحث تساؤلا حول إمكانية اعتبار الإجازة السياحية متعة أم علاج، ليستأنف حديثه بأن طبيعة النشاط السياحى المتنوع تجعله قادرا بالتعاون مع أدوية أخرى المساهمة فى علاج مرض الخرف. على سبيل الذكر لا الحصر، التواجد فى بيئات جديدة ومعايشة تجارب لم نمر بها يوفران نوعا جديدا من العلاج يدعى العلاج بالتحفيز الإدراكى والحسى. نقلا عن الدكتور وين «ارتبطت التمارين الرياضية بالصحة العقلية، وغالبا ما يتضمن السفر نشاطا بدنيا، مثل المشى».
ننتقل إلى فائدة أخرى للسفر، والتى قد تفتح المجال للاستغراب أمامك أيها القارئ أو أيتها القارئة، ألا وهى تناول الوجبات ذات النمط العائلى التى تعتبر علميا تؤثر بشكل إيجابى على سلوك تناول مرضى الخرف. حيث يرتبط السفر، غالبا، ارتباطا وثيقا بالرحلات العائلية. ولا ننسى الفوائد الأساسية للإجازة السياحية المتمثلة فى الهواء النقى وأشعة الشمس، حيث يلعبا دورا حيويا فى زيادة فيتامين د ومستويات السيروتونين. وبالتالى، تعاون كل هذه العوامل معا يجعل من السهل رؤية كيف يمكن لمرضى الخرف الاستفادة من السياحة كتدخل علاجى.
ولم ينس دكتور وين أيضا تأثير كورونا على السفر أخيرا، مما زاد من التساؤلات المطروحة حول قيمة السفر بجانب النمط الحياتى والعوامل الاقتصادية. مضيفا أن السياحة تعزز من الصحة النفسية والجسدية. لذلك، وتحديدا بعد فيروس كورونا، إنها اللحظة المناسبة لتحديد مكانة السياحة ما بين الصحة العامة، إنها نشاط للسياح الأصحاء وغير الأصحاء على حد السواء. وعبر دكتور وين عن أمله فى بداية خط جديد من الأبحاث التعاونية لدراسة كيف يمكن للسياحة أن تعزز حياة الأشخاص الذين يعانون من ظروف مرضية مختلفة. لذلك نحاول أن نفعل شيئا جديدا لربط السياحة وعلوم الصحة. وعلى هذا الصدد، يجب أن يكون هناك المزيد من الأبحاث التجريبية والأدلة لمعرفة ما إذا كانت السياحة يمكن أن تصبح أحد التدخلات الطبية لأمراض نفسية مختلفة مثل الخرف أو الاكتئاب.
وختاما، يجب إعادة التفكير فى الدور الذى تلعبه السياحة فى المجتمع حاليا، أى أنه غير مقتصر على السفر والاستمتاع فقط. وإنما أيضا يشمل جوانب علاجية للعديد من الأمراض النفسية والجسدية.

ترجمة وتحرير: وفاء هانى عمر
النص الأصلي

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved