صحيفة الخليج ــ الإمارات: العلوم الاقتصادية منذ الابتدائية

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الجمعة 30 سبتمبر 2022 - 7:15 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب عبداللطيف الزبيدى، اقترح فيه تدريس مادة الاقتصاد لطلبة وطالبات المرحلة الابتدائية، ذاكرا أن المقصود ليس إهالة مزيد من العلوم على الأدمغة، وإنما تنشئة جيل يكون قادرا على لعب دور محورى خاصة فى الدول التى تهتم بالاقتصاد والتنمية.. نعرض من المقال ما يلى.
هل على الإعلام أن يشارك بالرأى نظام التعليم فى تطوير المناهج؟ لا ينبغى له أن يضن بالأفكار. يوم 22 مايو 2021 كان موضوع هذه الزاوية: «العلوم الإدارية منذ الابتدائية». قال القلم يومها: «قد يلوح هذا الطرح للبعض جنونيا». ما رأيك فى أن نزيد طين الجنون بلة؟ عبارة «أن تبنى على الشىء مقتضاه»، ههنا تطبيق على مقاسها: أن تبنى على خطة التنمية المناهج التى تصير لها رافدا. التطوير الحقيقى لا يعنى إجراء تحسينات فى الشكل والمضمون فحسب؛ وإنما يكون التحول الكبير بتغيير النموذج الفكرى والرؤية التربوية.
قبل سنة ونيف اقترح العمود، تدريس العلوم الإدارية منذ الابتدائية، واليوم يطرح على واضعى المناهج وخبراء التربية النظر فى إضافة مادة الاقتصاد منذ المدرسة الابتدائية. يقينا، ليس المقصود إهالة تلال العلوم الاقتصادية ورياضياتها وخوارزميات العلوم الإحصائية، وعشرات العلوم المتفرعة عنها، على الأدمغة الغضة، وإنما الهدف تنشئة الأجيال فى دولة الإمارات فى بيئة يلعب فيها الاقتصاد والتنمية دورا محوريا فى القطاعين العام والخاص.
نتذكر قول أينشتاين: «إذا لم تستطع أن تشرح فكرة معقدة، لطفل فى السادسة، فمعنى ذلك أن الفكرة غير واضحة فى ذهنك». نحن اليوم فى عصر تبسيط العلوم، والبرهان وجود عدد كبير ومتنوع من الكتيبات العلمية، والذكاء الاصطناعى والصناعات، للصغار فى سن الخامسة. أهل الابتدائية جاوزوا الخامسة.
إذا كانت بريطانيا وفرنسا تبسط النسبية العامة ولديهم ألعاب حاسوبية بعناصر جدول مندلييف، لأبناء الخامسة (يمكن البحث فى «جوجل» وأمازون عن هذه الكتب والألعاب)، فإن العرب يستطيعون تبسيط أدبيات الإدارة والاقتصاد لمن هم بين السادسة والثانية عشرة.
ساعة فى الأسبوع مدى الابتدائية، ثم الإعدادية، تؤتى أُكُلها بإذن الله. عندها تكون الفائدة حاصلة بلا شك.
إذا اتجه الطالب أو الطالبة إلى شق طريق مستقبله فى العلوم الاقتصادية أو أحد فروعها، فقد بنى له أساسا جيدا يتيح له الانطلاق الواثق الوثيق، وإن هو أراد مسالك أخرى فى العلوم والهندسة والتقانة، أو العلوم الإنسانية، فإنه يكون قد اكتسب المبادئ الاقتصادية التى تفيده فى مجتمع عموده الفقرى ولحمته وشرايينه، قائمة على الاقتصاد.
لزوم ما يلزم: النتيجة النظرية: المناهج ما هى إلا آراء ووجهات نظر، فلا ينبغى توهم أنها مسلَّمات لا يجوز المساس بها لتطويرها أو لتحويرها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved