حلال على نتنياهو حرام على الأسد

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 30 أكتوبر 2010 - 9:43 ص بتوقيت القاهرة

 كيف يكون طبيعيا استقبال الإرهابى الصهيونى بنيامين نتنياهو ومعظم قادة الكيان العنصرى بصورة ودية فى القاهرة وشرم الشيخ بصورة منتظمة ولا يتكرر الأمر نفسه مع الرئيس السورى بشار الأسد أو قادة حركة حماس؟!.
مناسبة السؤال هى الحوار الذى أجراه الرئيس السورى مع جريدة الحياة اللندنية ونشرته على أربع صفحات يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين، وتضمن محورا بشأن العلاقات مع مصر قال فيه الأسد ما معناه أن القاهرة لا تريد للعلاقات ان تعود إلى سابق عهدها وترفض دعوته إلى زيارتها.

قبل شهور سألت دبلوماسيا مصريا إلى متى تستمر الجفوة مع دمشق؟ فانطلق معددا ما اعتبره الخطايا السورية التى تعرقل العمل العربى المشترك، ومنها تشجيع حماس على عدم إتمام المصالحة مع فتح، والمساعدة فى الترويج للأجندة الإيرانية فى المنطقة.

قلت له وحتى إذا افترضنا صحة ما تقوله، فما الذى يمنعنا من التنسيق مع دمشق حتى بسياسة الحد الأدنى.. فالمؤكد أن خلافنا مع سوريا مهما بلغ حجمه فلن يكون فى مستوى خلافنا مع إسرائيل؟

أجاب أن الوضع مختلف وأنهى الحديث من دون أن يتمكن من إقناعى.
على حد علمى فإن غالبية المسئولين المصريين لا يزالون رغم كل شىء يتعاملون مع إسرائيل باعتبارها العدو، ويتحدثون فى جلساتهم الخاصة بوضوح عن هذا الأمر.

إذا كان الأمر كذلك، وإذا كانت السياسة الخارجية لمصر لا تدار طبقا لأهواء شخصية، فما الذى يمنع الإدارة المصرية من توجيه الدعوة إلى الأسد لزيارة القاهرة؟!.

ما الذى يمنع الرئيس المصرى أو أى مسئول آخر كبير من الاتصال التليفونى بالرئيس السورى مثلما حدث قبل أيام مع شيمون بيريز سفاح قانا والعشرات من المذابح الإسرائيلية ضد العرب.

غنى عن القول أن هناك عشرات الملاحظات على السياسة السورية، وكثيرون يرون أنها ارتكبت ما يشبه الخطايا فى لبنان والمنطقة وأضرت بالمصالح السعودية هناك، لكن منطق السياسة هو الذى جعل القيادة السعودية تتواصل مع نظيرتها السورية، بل إن سعد الحريرى الذى اتهم الأسد قبل سنوات بأنه قتل والده، زار دمشق 5 مرات فى الشهور الأخيرة، لانه أدرك أن مصلحة بلاده تحتم عليه ذلك.

والسؤال هو: هل خلافنا مع سوريا أشد وأعنف من خلاف السعودية ولبنان معها؟!.
كل أساتذة العلوم السياسية يتفقون على أنه من دون علاقات مصرية سورية سعودية فلا أمل فى أى عمل عربى مشترك حقيقى.. وإذا كان معظم مسئولينا يصنفون أنفسهم باعتبارهم برجماتيين وعمليين، ويبررون علاقتهم مع الصهاينة بهذا المنطق، ألا يمكن بالقياس نفسه ان ينفتحوا على سوريا ويفصلوا المشاعر الشخصية عن المصلحة العامة، وعدم ترك الخلاف القائم يؤثر على العلاقات بين الشعبين.

على أى مسئول فى الخارجية ان يجيبنا بصراحة: هل هناك شىء لا نعرفه يمنع مصر من الانفتاح على سوريا، وهل المسألة شخصية أم ماذا؟! ولماذا يكون بأسنا بيننا كعرب شديدا فى حين نتحول إلى كائنات حضارية أكثر من اللازم مع الأعداء الحقيقيين؟!.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved