القبس ــ الكويت لا تحرموهم

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الخميس 30 أكتوبر 2014 - 8:10 ص بتوقيت القاهرة

بقلم: ماضى الهاجرى

نحن فى الكويت نساعد غالبية الشعوب فى العالم نبنى لهم المدارس والجامعات ونزودهم بالمال لتتسلح تلك الشعوب بالعلم، فكيف نعمل هذا كله ويصفنا العالم بالمركز الإنسانى بينما هناك بعض القرارات غير المدروسة بحرمان اطفال «البدون» من الدراسة والتسلح بسلاح العلم وهم من مواليد هذه الارض الطيبة، ولعل آباءهم من مواليد هذه الارض وبعضهم اجدادهم أيضا من مواليد هذه الارض، أفمن العقل ان نحرمهم من حق التعليم وحتى لو لم ينص عليه الدستور باعتبار اننا نساعد شعوب العالم ونتبرع لهم وملياراتنا ذهبت للمساعدات وهذا شىء نفتخر به؟ فلماذا لا نفتخر بأننا نعلم هؤلاء الاطفال الكتابة والقراءة؟ ولعل يخرج من بينهم من يضيف شيئا للكويت من العلم ويحرز تقدما فى مستويات عالية.

والله إننى لا أزايد فى مثل هذا الأمر ولا احتاج من اخوانى البدون الفزعة فى امر ما، ولكننى دفعتنى انسانيتى ان اقول قول الحق ولو كان بيدى القرار لاتخذته من اليوم بأحقية التعليم لهم خصوصا انهم من مواليد دولتنا الحبيبة ومنهم من هو ابن شهيد أو اسير، فآباؤهم دافعوا عن تراب الكويت فى محنة الغزو العراقى الغاشم.

لنضع انفسنا ولو ليوم واحد ونعيش ما يعيشه البدون من معاناة وقلة وظائف وحرمان ابنائهم من التعليم والعلاج فوالله ان النفس لا تطيق هذا الامر بل ان الانسانية لا يمكن ان تتقبل هذا الامر، هناك متبرعون رجال خير يفرحون بأن يتكفلوا بدفع المصاريف لتعليم من يحتاج والبعض الآخر يناشد الطلبة ان يسافر ويتعلم بأفضل الجامعات على حساب رجال الخير فكيف ونحن دولة غنية نساعد العالم وشعوبها بمختلف المجالات لا نفرح بأن دولتنا لا تبخل على ابناء البدون وتعلمهم وتعالجهم فى مستشفياتها؟

نأمل من وزير التربية والتعليم العالى د.بدر العيسى معالجة هذا الملف والسماح للأطفال البدون بالدراسة فلا ذنب لهم ولا لآبائهم وكلنا امل فى اتخاذ قرار صائب يرسم البسمة على وجه هذا الطفل بدلا من ان يرسم البؤس والتعاسة على وجوه الاطفال ليتعلموا منهجا دراسيا بدلا من ان يتعلموا امورا لا تخدمهم ولا تخدم الارض التى يعيشون عليها.

زبدة الكلام: لا تحرموهم من التعليم فلا ذنب لهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved