فرار عمرو أديب

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الجمعة 30 نوفمبر 2012 - 10:55 ص بتوقيت القاهرة

محمودإذا كان حقا عمرو أديب قد فر خارج البلاد خوفا على حياته بعد اكتشافه وجود تحريض بقتله فهذه كارثة كبرى، فأنا أعرف مدى شجاعته وصراحته وعفويته وغيرته على ما يجرى فى مصر، وعندما يصل به الأمر إلى أن يتملكه الخوف والقلق، إذن هناك شعور حقيقى بالرغبة فى التخلص منه، وبالتالى ترهيب أى صوت إعلامى يناجى الخلق والخالق الرحمة لما نمر به من أزمة حقيقية وصفها عمرو أديب بـ«الفشل».. عندما قال: كلنا فاشلون وبالتحديد عقب أحداث أسيوط المحزنة.

 

لم أتخيل بعد الثورة أن يترك إعلامى مصرى بلده ليبقى فى لندن، تلك العاصمة التى فر إليها كثيرون سواء كان فرارهم ذلك من حق أو من باطل.

 

لجوء النظام السياسى لبناء كتائب ولجان إلكترونية يستعين بها فى تهديد وترهيب ووعيد أى إعلامى ــ سواء بالإيذاءأو الإبعاد ــ يطرح وجهة نظر ناقدة ومخالفة لسياسته أو بعض قراراته، لدرجة أن يصل التهديد بالقتل، أمر غير إنسانى ولا حضارى، والإصرار عليه يحتاج إلى وقفة. وأنا شخصيا أتلقى كثيرا من التعليقات المنظمة والموجهة بلا وعى على المواقع الإلكترونية فى كل مرة أطرح فيها وجهة نظرى المنتقدة لبعض ملامح السياسة الإعلامية لماسبيرو عندما قلت إنه لم يستوعب الدرس بانحيازه للنظام أو حتى النظرة الإخوانية للإبداع والمبدعين.

 

أثارتنى كلمات عمرو عندما قال عبر الأقمار الصناعية من لندن فى برنامج القاهرة اليوم إنه أخرج مشاعر الغضب التى قد يشعر بها أى مصرى فى مثل هذه الحالة، وأنه لم يخطئ فى نبى أو رسول حتى يحرضوا على قتله وإيذائه، وقال أيضا بإصرار إنه لم يندم على كلمة قالها، ولم يعتذر عن شىء، وأن كلماته وانفعالاته كانت تعبر عن مصر والمصريين، وهو الإصرار الذى أدعو كل الإعلاميين الغيورين على الوطن أن يتمسكوا به.

 

عمرو، الذى قد نختلف معه فى بعض معالجاته الإعلامية، قال إن خروجه من مصر جاء بعد أن شعر أن الدنيا ضاقت وأصبحت صعبة، وحتى لا يتهم بأنه جزء من مؤامرة مزعومة.

 

إن الوطن بحق يمر بمرحلة صعبة، وهى أكثر صعوبة على الإعلام الواعى.. أرجو الله ألا نفقد هذا الوعى سواء كان بحادث مع سبق الإصرار أو قضاء وقدر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved