عائلة سوداء فى البيت الأبيض

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الأربعاء 30 نوفمبر 2022 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب حسن مدن، روى فيه حكاية اللون الأبيض لمقر رئاسة الولايات المتحدة، يأتى هذا بمناسبة ما ذكرته ميشيل أوباما ــ زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما ــ عن التحديات التى واجهتها هى وأسرتها عندما انتقلوا للبيت الأبيض ومن بينها لون بشرتهم السوداء.. جاء فى المقال ما يلى.
ما وقعت عليه العين من معلومات حول السبب الذى جعل مسمى المقر الرئاسى فى الولايات المتحدة هو «البيت الأبيض»، تفيد بأن البيت أُنشئ فى عام 1792، على يد مصممه المهندس المعمارى الأيرلندى جيمس هوبان، بعد فوزه بأفضل تصميم قدّم للبيت المقترح، وكان أول رئيس يقيم فيه مع عائلته هو جون آدامز، وعُرف فى بداياته بـ«بيت الرئيس»، وكان يمكن أن يبقى معروفا بهذا الاسم، لولا أن للتاريخ كلمته.
عندما اندلعت حرب الاستقلال الأمريكية (1775 – 1783)، بين بريطانيا ومستعمراتها الثلاثة عشرة، المتحالفة مع فرنسا آنذاك، والتى أعلنت استقلالها لتكون نواة الولايات المتحدة الأمريكية، اقتحم البريطانيون «كابيتول سيتى»، وحرقوا كل شىء فيها، ومن بين ما أحرقوا من مبانٍ «بيت الرئيس» الذى أضرموا فيه النيران.
لم يحترق المبنى بالكامل، ولكن تضررت واجهته الخارجية، وأصبحت سوداء، بسبب الأدخنة وأضرار الحريق، وعند الترميم تمّ طلاء «بيت الرئيس» بطلاء أبيض، فأصبح العامة وبعض المسئولين يطلقون عليه «البيت الأبيض»، قبل أن يعتمد الرئيس ثيودور روزفلت التسمية فى عام 1901، لتصبح رسمية.
أردنا التعريف بحكاية اللون الأبيض للبيت الرئاسى، على الرغم من أننا لسنا على يقين من دقة كل هذه المعلومات، لكن المؤكد أن بها جوانب من الصحة، لنصل إلى القول إنه ليس وحده أبيض؛ إذ إن نزلاءه من الرؤساء الأمريكان وعائلاتهم، ممن تعاقبوا على الإقامة فيه، هم أيضا كانوا دائما من البيض. بيت أبيض للبيض، فى بلد لم تكن تقيم اعتبارا لمواطنيها من ذوى البشرة السوداء، قبل أن يحدث الاستثناء، بفوز باراك أوباما برئاسة أمريكا لدورتين متتاليتين، استمرتا من 2009 حتى 2017، لتصل أول عائلة سوداء إلى البيت الأبيض.
هذا الحديث يأتى على خلفية ما ذكرته زوجة أوباما، ميشيل، فى الجزء الثانى من مذكراتها الشخصية التى تحمل اسم (الضوء الذى نحمله)، عن تحديات ومهام واجهتها عندما انتقلت مع زوجها وابنتيها للعيش فى البيت الأبيض، ومن ضمنها تلك الناجمة عن لون بشرة أفراد عائلتها، فقد خلق ذلك لديها إحساسا بوجود واجب لديها، ومع أنها لم تأتِ على ذكر ذلك الواجب، لكنها قالت: إنه حتى فى البيت الأبيض «يتواجد الشك وعدم اليقين والظلم؛ بل فى الواقع، هى مشاعر تزدهر هناك».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved