آشتون زارت الأقصر ولم تمر على «الماريوت»

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الإثنين 30 ديسمبر 2013 - 8:41 ص بتوقيت القاهرة

السيدة كاترين آشتون الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى زارت القاهرة يوم الجمعة الماضى وذهبت مباشرة إلى الأقصر لتقضى إجازة عيد الميلاد وسط الآثار القديمة.

للمرة الأولى منذ شهور طويلة لم تذهب آشتون إلى فندق الماريوت التاريخى فى الزمالك كى تلتقى الدكتورين محمد على بشر وعمرو دراج وبعض ممثلى ما يسمى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية.

آشتون فضلت قضاء إجازتها وسط آثار قادة مصر الفرعونية بعد أن يئست من إقناع قادة جماعة الإخوان بتليين موقفهم المتصلب من الأزمة.

اشتون زارت السوق السياحية بالاقصر بصحبة زوجها وابنتها وابنها ورفيقة ابنها، واشترت بعض الاحذية والجلاليب للاسرة وبعض التحف والاثار المقلدة.

عدم لقاء اشتون وقادة الإخوان ليس سببه فقط يأس اشتون، ولكن أيضا لان قادة الإخوان لن يكون بمقدورهم من الآن فصاعدا مقابلة أى مسئول أو دبلوماسى أجنبى بعد صدور قرار مجلس الوزراء بإعلان الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، مساء الأربعاء الماضى.

إذن فهذا القرار له تداعيات مهمة وليس «قرارا بلا قيمة» كما يحاول أنصار الإخوان تصوير الأمر لقواعدهم.

أحد هذه التداعيات هى قطع الحبل السرى بين الجماعة والسياسيين الأوروبيين والأمريكيين على الأقل فى الأضواء وأمام الكاميرات، لأن العلاقات السرية لا يمكن لها ان تتوقف، قد لا نعلمها الآن لكننا قد نقرأ عنها فى مذكرات الدبلوماسيين الغربيين بعد عشرات السنين، أو فى برقيات مسربة بعد شهور إذا استيقظ ضمير موظف جرىء فى أحد أجهزة الأمن الغربية كما فعل كل من وليام اسانج أو ادوارد سنودن.

من الآن فصاعدا فان مبعوث الاتحاد الأوروبى لجنوب المتوسط برناردينو ليون لن يتمكن من مقابلة خيرت الشاطر فى سجن العقرب، أو مقابلة بشر ودراج فى الفنادق.

هذا الأمر ينطبق أيضا على مساعد وزير الخارجية الأمريكى الدبلوماسى البارز وليام بيرنز الذى كان «مدمنا» على مقابلات قادة الجماعة سواء كانوا فى مكتب الإرشاد أو فى حزب الحرية والعدالة.

عضو الكونجرس البارز جون ماكين لن يستطيع أيضا زيارة القاهرة قريبا لمقابلة قادة الجماعة ثم عقد مؤتمر صحفى وانتقاد ثورة 30 يونيو أو السخرية منها.

قرار تصنيف الجماعة إرهابية ــ بغض النظر عن رأى البعض فيه ــ يعنى ضمن تأثيرات وتداعيات كثيرة ان علاقة الجماعة بالخارج صارت ممنوعة ومجرمة.

لن يجرؤ دبلوماسى أجنبى على مقابلة أى مسئول بالجماعة إلا بطريقة سرية، وبالتالى ستعود الجماعة إلى سيرتها الأولى وهى العمل من تحت الأرض.

من ضمن التداعيات الأخرى ان من تبقى من قادة الجماعة بالداخل ولم يدخلوا السجن، صار مكتوبا عليهم إما اعتزال السياسة تماما والانزواء فى أعمالهم أو بيوتهم ،أو مواجهة تهم متنوعة أقلها الانضمام إلى جماعة محظورة وإرهابية عقوبتها السجن خمس سنوات.

فى هذا الصدد يمكن فهم ما تردد عن خروج الدكتور عمرو دراج القيادى البارز ــ والمصنف معتدلا بالجماعة ــ من البلاد إلى تركيا أو قطر عبر السودان.

يمكن توقع أيضا أن كل من تبقى من قادة الجماعة خارج السجون سوف يفكرون بالتأكيد فى مغادرة البلاد بعد ان صاروا «إرهابيين» فى نظر الحكومة.

السؤال الأخير هو: هل ستغامر أى دولة خارجية ــ باستثناء المؤيدة بالفعل للجماعة ــ وتلتقى علنا مع ممثلين لجماعة الإخوان بعد قرار الحكومة ؟!.

الأيام القليلة المقبلة سوف تقدم لنا الإجابة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved