مبادرة الحزام والطريق تهدد مصالح أمريكا.. وعلى أمريكا تجهيز استراتيجية مضادة

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الأربعاء 31 مارس 2021 - 8:10 م بتوقيت القاهرة


نشر موقع Defense One مقالا للكاتبة Jennifer Hillman والكاتب David Sacks تناولا فيه أهمية وجود استراتيجية أمريكية لمواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية.. نعرض منه ما يلى.
تعد مبادرة الحزام والطريق أكثر مشاريع السياسة الخارجية طموحا فى الصين فى العصر الحديث وهو ما يطمح الرئيس الصينى شى جين بينج أن يكون إرثا له. قامت المبادرة بتمويل وبناء الطرق ومحطات الطاقة والموانئ والسكك الحديدية وشبكات الجيل الخامس وكابلات الألياف الضوئية فى جميع أنحاء العالم. فى حين سعت مبادرة الحزام والطريق فى البداية إلى ربط دول وسط وجنوب شرق آسيا بالصين، إلا أن عدد أعضائها الآن وصل إلى 139 دولة.
عندما قدم شى جين بينج مبادرة الحزام والطريق فى عام 2013، اعتقد أن المبادرة بإمكانها تعزيز المصالح الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية الصينية وتأمين الاحتياجات الأساسية للدول الأخرى من الطاقة والبنية التحتية... نظريا مبادرة الحزام والطريق قادرة على تحقيق الكثير من الإيجابيات؛ من تقليل الفجوة فى البنية التحتية بين الدول النامية وتسهيل عمليات النقل وتوفير الخدمات اللوجستية، إلى المساهمة فى النمو الاقتصادى على الصعيدين الإقليمى والعالمى.. ولكن عمليا، فاقت مخاطر مبادرة الحزام والطريق منافعها. تقوض مبادرة الحزام والطريق استقرار الاقتصاد العالمى من خلال؛ تقديم القروض للمشاريع غير المستدامة، وبالتالى زيادة أعباء ديون الدول، إيقاع بعض الدول فى فخ انبعاثات الكربون عن طريق ترويج محطات الطاقة التى تعمل بالفحم، سيطرة الشركات الصينية على الأسواق الكبرى، الاعتماد على التكنولوجيا الصينية، تقوية علاقات الدول الاقتصادية والسياسية بالصين.
لقد قلب وباء كورونا الوضع، وبدأت الدول بالابتعاد عن المبادرة بسبب عدم القدرة على الدفع، ومن الدول من قام بالمماطلة أو إلغاء المشاريع باهظة الثمن. لقد دفع الوباء الحكومة الصينية إلى جعل مبادرة الحزام والطريق أكثر فعالية من حيث التكلفة والتركيز على التكنولوجيا.
مثل الوباء تحديا لمبادرة الحزام والطريق، وأوقف بشكل مؤقت تدفق العمال الصينيين والإمدادات.. ولكن بدأت المبادرة فى العمل على توسيع فرصها مرة أخرى وتعزيز أجندة الصين الاقتصادية والجيوسياسية.
بينما تبدأ حقبة تنافس قوى عظمى بين الولايات المتحدة والصين، سيكون على صانعى السياسة الأمريكية تحقيق فهم أفضل لمبادرة الحزام والطريق وتداعياتها الاستراتيجية والسياسية. تعد مبادرة الحزام والطريق مثالا على قدرة الصين ورغبتها فى ملء الفراغ الذى خلفته الولايات المتحدة. تقليل حجم الأبحاث والاستثمارات فى التقنيات المتقدمة فى الولايات المتحدة أعطت للصين فرصة للتقدم فى مجال تطوير وبيع تكنولوجيا الجيل الخامس، وتركيب السكك الحديدية عالية السرعة، وإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وإصدار منصات الدفع الإلكترونى، وما غير ذلك. عرقلت قواعد الهجرة وصعوبة الحصول على تأشيرات من وصول المواهب للولايات المتحدة، وسمح انسحاب الولايات المتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادئ وعدم الاهتمام بالاتفاقيات التجارية المتعددة الأطراف الأخرى فى آسيا بتعزيز مكانة الصين كمركز للتجارة الإقليمية.
من مصلحة الولايات المتحدة تبنى استراتيجية تضغط على الصين لتحسين معايير الحوكمة فى مبادرة الحزام والطريق وتوفر بديلا فعالا للمبادرة ــ بديلا يعزز البنية التحتية المستدامة، ويدعم المعايير البيئية ومكافحة الفساد فى مشاريع البنية التحتية الأجنبية، ويضمن للشركات غير الصينية العمل على أساس تكافؤ الفرص فى الأسواق الخارجية، ويساعد الدول على الحفاظ على استقلالها السياسى.
صدر تقرير تابع لمركز أبحاث «مجلس العلاقات الخارجية» الأمريكى برئاسة جاكوب جيه لو والأدميرال المتقاعد غارى روجيد يقيم تداعيات مبادرة الحزام والطريق على المصالح الأمريكية وطرح استراتيجية أمريكية للرد عليها. توصل التقرير إلى استراتيجية من أربعة محاور، تحدد خطوات تحسين القدرات التنافسية للولايات المتحدة، وتحدد كيف يمكن للولايات المتحدة أن تتعاون مع الحلفاء والشركاء والمنظمات متعددة الأطراف لتلبية احتياجات البنية التحتية للبلدان النامية بشكل أفضل، وتقدم توصيات بشأن الخطوات التى يتعين اتخاذها لحماية المصالح الأمنية للولايات المتحدة فى دول مبادرة الحزام والطريق.
ينصح فريق العمل بأن الولايات المتحدة لا تستطيع ولا ينبغى لها أن تستجيب لمبادرة الحزام والطريق. بدلا من ذلك، يجب على الولايات المتحدة التركيز على المجالات التى يمكن أن تقدم فيها، إما بمفردها أو بالتنسيق مع الدول ذات التفكير المماثل، بديلا مقنعا لمبادرة الحزام والطريق. مثل هذا البديل من شأنه أن يعزز نقاط القوة الأساسية فى الولايات المتحدة، بما فى ذلك التقنيات المتطورة، والشركات العالمية، والدور التقليدى فى وضع المعايير الدولية، ودعم سيادة القانون والممارسات التجارية الواضحة.
لقد زادت جائحة كورونا من أهمية تكوين استجابة أمريكية. أثار الانكماش الاقتصادى العالمى تساؤلات حول الاستدامة الاقتصادية للعديد من مشاريع مبادرة الحزام والطريق وأثار تساؤلات حول قدرة الدول على تحمل ديون المبادرة. إذا لم تعالج الديون المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق، فقد تضطر الدول التى تعانى بالفعل من الوباء إلى الاختيار بين سداد الديون وتقديم الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأخرى لمواطنيها.
بينما تقوم إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن بتقييم العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وصياغة خطة لإدارة المنافسة الاستراتيجية مع بكين، يجب أن تكون استجابة الولايات المتحدة لمبادرة الحزام والطريق عنصرا حاسما فى استراتيجية الولايات المتحدة.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved