يوم الطبيب المصرى

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم

آخر تحديث: الجمعة 31 مارس 2023 - 7:05 م بتوقيت القاهرة

• تحتفل مصر بيوم الطبيب المصرى كل عام يوم 18 مارس الذى تواكب هذا العام مع عيد الأم ودخول شهر رمضان.

• يتواكب هذا اليوم العظيم مع ذكرى إنشاء أول مدرسة للطب الحديث فى أبو زعبل والتى انتقلت إلى القصر العينى، وكان ذلك فى 18 مارس عام 1837 وهى الأولى فى أفريقيا وأنشأها محمد على باشا وعهد بها إلى الطبيب الفرنسى كلوت بك والتى خرجت فى سنواتها العشر الأولى 420 طبيبا وترجمت 80 كتابا طبيا طبع من كل واحد منها ألف نسخة وزعت على معظم الدول العربية لتكون مصر هى معلمة العرب وأفريقيا علوم الطب الحديث وتعد المدرسة الطبية المصرية رائدة للعرب وأفريقيا حتى الآن.

• وكان شعار الاحتفال الأول بيوم الطبيب المصرى «سنبنى قصر العينى» وتم بناؤه، وعين د/على باشا إبراهيم كأول عميد مصرى له، ثم أنشأ طب الإسكندرية عام 1940، ثم طب العباسية الذى استقل بعدها عن قصر العينى وأصبح طب عين شمس.

• ومن هذه المدارس الثلاث انبثقت العشرات من كليات الطب فى كل مكان لتكون لمصر الريادة الطبية بين العرب وأفريقيا، ويكون لها سفراء عظام من الأطباء فى كل بلاد العالم بدءًا من أمريكا وبريطانيا وكندا وأستراليا وغيرها، وصولا إلى تنزانيا وأدغال أفريقيا، مرورا ببلاد العرب.

• وللطبيب المصرى سمعة عالمية جيدة فى كل البلاد, وهناك أسماء مصرية لامعة فى كل التخصصات الطبية لا يتسع المجال لذكرها.

• المسيح عليه السلام يعد أعظم طبيب على وجه الأرض إذ إن الله أعطاه القدرة على علاج الأمراض المستعصية مضافا إليها إحياء الموتى بإذن الله دون أجر مادى ولا معنوى.

• لك أن تتصور نبيا طبيبا يفعل ذلك كله دون أن يتقاضى مليما من أحد «وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِى الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ»، إنه قدوة للأطباء جميعا، فالشفاء من عند الله والطبيب سبب من الأسباب، وأن الأجر الذى يتقاضاه الطبيب هو بديل عن التفرغ لهذه الرسالة العظيمة، فهى رسالة وأمانة فى المقام الأول.

• وعلى الطبيب أن يرحم مرضاه وأن يتنازل عن أجره أو بعضه لمن انقطعت بهم السبل أو عجزوا عن تدبير أجر الطبيب، فالمسيح هو قدوة الأطباء، داوى أصعب الأمراض فى انكسار لله وتواضع لخلقه ودون كبر أو شموخ أو علو، ولن يبلغ طبيب مبلغه، ولكن يحاول الاقتداء به والاقتراب من أخلاقه.

• لقد جمع الله للمسيح إحيائين «الإحياء المادى والمعنوى» إحياء القلوب والنفوس مع إحياء الأبدان، وقد يتوافر بعض ذلك فى أطباء كثيرين منهم على سبيل المثال أ.د/ حسام موافى الذى يبث الطب مع الإيمان، ود/مصطفى محمود وغيرهما ولا يخلو زمان من هؤلاء الذين جمعوا بين الإحيائين.

• وقديما قال الشافعى «العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان» ويقول «لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أفضل من الطب» وكان الطبيب يسمى «الحكيم» لأنه كان يجمع العلم مع الحلم والحكمة.

• ويأخذ الطبيب قيمته من قيمة الإنسان الذى يعالجه، ويطبب بدنه وروحه وعقله حتى يقوم بتكاليف السماء وعمارة الأرض، فلن يعبد الإنسان ربه أو يعمر الكون ببدن مريض أو عقل مختل أو نفس مضطربة.

• والطب هو المهنة الوحيدة الراقية التى يستطيع أى نابغ الوصول إليها دون وساطة ومحسوبية، وهى المهنة الوحيدة التى لا يرقيك فيها مدير ولا مسئول، ولكن يرقيك فيها مرضاك فقط.

• وما زالت هذه المهنة وستظل حلما لكل الأمهات والآباء والطلاب فى مصر, رغم مصاعبها ومتاعبها، وهى المهنة التى تدرس فيها باستمرار وتتعلم فيها باستمرار وتعلمك الانكسار لله والتواضع لخلقه فلن تجد أبدا طبيبا ملحدا.
• تحية للأطباء فى عيدهم وجزاهم الله عن المرضى خير الجزاء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved