هذه الانتخابات

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 31 مايو 2009 - 9:57 م بتوقيت القاهرة

 بعد الجمعية العمومية التاريخية والرائعة للزمالك، تساءلت: ماهو تفسير هذا الإقبال على انتخابات الأندية من جانب المصريين، وهم فى الوقت نفسه لايقبلون على الانتخابات السياسية؟!

طرحت السؤال للإجابة عليه، لكننى أترك الساحة مبدئيا للقارىء محمد محروس، فعنده إجابة غير مباشرة على السؤال، لكنها ذات دلالة وأضطر فقط للتدخل للاختصار دون الإخلال بالمضمون:

«ما أجمل أن تشعر أن لك قيمة. لقد تابعت انتخابات الزمالك مع أننى أهلاوى، ولكننى أوجه تحية إعزاز وتقدير للجمعية العمومية للنادى ولكل المرشحين. فالزمالك جزء من بلدنا.

وتخيلت وأنا أتابع الانتخابات أن نسجل صورة لمصر، وكيف أن الآلاف من أبناء النادى هم فى قمة الانتماء والاحترام والحرص من الجمعية العمومية على التصويت، وأن المرشحين يشعرون بأن العملية تكليف وليست تشريفا.. وقد وجدت شفافية ونزاهة بعد انتهاء الانتخابات..وأجمل مافى الأمر أن كل عضو فى الزمالك شعر بأن له قيمة وصوته له قيمة».

انتهى تعليق محمد محروس.. وهو فى الواقع يجيب على السؤال بصورة أو بأخرى.. فالناس تقبل على انتخابات الأندية لأنها تدرك أن صوتها مؤثر، وحقيقى، وفعال، وأنهم أصحاب القرار بإرادتهم الحرة، فلاتزوير من أجل شخص أو من أجل حزب.

كما أن عضو النادى يدلى بصوته بكرامة وهو محصن ضد الاعتداء أو الإهانة.. وهم يعرفون الوجوه المرشحة لقيادة ناديهم عن قرب، يلتقون بهم ويناقشونهم، ويحتفون بهم ويختلفون معهم، ويمكن أن يحاسبوهم. ولو فى الجمعية العمومية التالية.. فالشعب فى النادى يملك كل المفاتيح، وقادر على التغيير.. لكن أخطر مافى تلك المقارنة بين إقبال المصريين على الانتخابات الرياضية وإحجامهم عن الانتخابات السياسية أنهم يتركون البلد لغيرهم.

يتركونه وهم الأغلبية الساكتة والصامتة، لأقلية منظمة، تحترف الانتخابات، وتقدر على التنظيم.. ويدهشنى أن يشعر عضو النادى بالخطر الذى يحوم حول ناديه، ولايرى الخطر الذى ينمو داخل بلاده.. يدهشنى أن يشعر العضو بأنه يمتلك ناديه، وأنه صاحب الحق الأول فيه، بينما يرى المواطن أنه لايمتلك بلده، وأنه ضيف فى صالون كبير؟!

********

** مباراة المنتخب مع سلطنة عُمان كانت تقسيمة لطيفة. وهى ليست تجربة للجزائر.. لأن الفريق الجزائرى لن يلعب كما لعب العُمانى، والجمهور فى مدرجات البليدة لن يكون ضاحكا كما كان الجمهور فى عُمان.. ولذا لزم التنويه..!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved