فاز بلاتر.. وخسرت كرة القدم

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 31 مايو 2015 - 8:50 ص بتوقيت القاهرة

•• «رجل ميت يمشى ».. عنوان تقرير كتبه من زيوريخ كل من تشالرزسال وصمويل مارتين المحررين الرياضيين فى الديلى ميل.. وربما يكون سن بلاتر عاملا مؤثرا فى اختيار العنوان.. والطريف أن جوزيف بلاتر يرى أنه أحيا كرة القدم وجعلها لعبة غنية منذ تولى المسئولية عام 1998.. لكننى أظنه الرجل الذى قتل براءة كرة القدم ولوثها وصنع قبيلة من المستفيدين، فى قلب اللجنة التنفيذية، تدين له بالولاء، ولا تدين للعبة بأى حب أو انتماء.. وهذا من أحد أسباب عدم ترشح بلاتينى أو بيكنباور فى يوم من الأيام لرئاسة الفيفا فكلاهما يعلم قصة القبيلة؟

•• فاز بلاتر وخسرت كرة القدم. وخسر المنطق. وخسر العقل. تلك هى نتيجة انتخابات الفيفا حتى الآن .. وأقول حتى الآن لأن المباراة لم تنته بعد وليس سهلا أن تمر تلك الأزمة الأخطر فى تاريخ الاتحاد الدولى على مدى 111 عاما.. وستكون هناك معركة تستخدم فيها أسلحة السياسة والاقتصاد والرياضة وكرة القدم أيضا. ولا اتحدث عن تهديد أوروبا بمقاطعة كأس العالم فى روسيا. فهو تهديد لن يزيد إلى مستوى التنفيذ. فروسيا لن تسمح بذلك بما تملكه من علاقات سياسية واقتصادية مع دول أوروبية. لأنه لو قاطعت أوروبا المونديال لن يكون هناك مونديال.. ولن تسحب البطولة من قطر لأن ما يقرب من 1200 عامل فى منشآت البطولة لقوا حتفهم، أو لأنها اشترت العديد من الحكومات بمشاريع واتفاقات اقتصادية، كما حدث فى صفقة الإيرباص، وباريس سان جرمان، وبى إن سبورت. وهى صفقة تكلفت ما يزيد على 14 مليار جنيه إسترلينى.. فموت هذا العدد من العمال يستوجب اهتمام مؤسسات حقوق الإنسان ويفترض أن يحركها.. لكن هل الصفقات بين الحكومات تعتبر رشوة أم أننا نطلق عليها مصالح اقتصادية ؟!

•• نحن إذن أمام خيارين. الأول أن تستمر لعبة الرست بين الشرق والغرب. بين الفساد ومقاومة الفساد. بين أنصار كرة القدم وأنصار بلاتر.. وكما قال الأمريكيون « هناك احتمالات لتوجيه اتهامات إلى أشخاص آخرين ».. وسوف تستمر لعبة الرست حتى تظهر أدلة وقرائن جديدة تطيح بمنظمة الفيفا كلها، ويكون ذلك كافيا لتجاوز موضوع المونديال، يعنى غض النظر عن روسيا وقطر، أما الاختيار الثانى فهو سيكون مؤلما للغاية.. وأعنف من لعبة رست.. إنها حرب اقتصادية وسياسية قد تؤدى إلى انهيار كامل لكرة القدم، ولكأس العالم، مع هدم معبد الفيفا فى زيوريخ فى انتظار إعادة البناء وهذا فى حالة ثبوت وجود رشاوى فى سياق التصويت لبطولتى كأس العالم 2018 و2022.

•• لقد اشترى الفيفا إفريقيا، بمشاريع دعم مالية لبناء مقار للاتحادات الأهلية، بجانب ما عرف بمشروع الهدف. فالمؤسسة غنية. جمعت 5,7 مليار دولار فى 4 سنوات. ورصيدها الاحتياطى مليار ونصف المليار دولار.. لكن الأرباح الفعلية وصلت إلى 300 مليون دولار.. ولا يتابع الفيفا ما قدمه إلى بعض الاتحادات الأهلية كما حدث فى زامبيا على سبيل المثال، فقد قدم دعما لبناء مقر الاتحاد، ودعما لبناء مقرين فنيين للمنتخبين الأول والثانى . ولم تطأ أقدام لاعبى منتخب زامبيا الأول مقره الفنى المدعوم من الفيفا، ولم تبن طوبة واحدة فى مقر المنتخب الفنى المزعوم من الفيفا.. ولم يتحرك أحد فى زيوريخ لمحاسبة أو متابعة الأموال التى قدمت، فماذا يسمى بلاتر ذلك ؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved