آخر الرجال الصامدين.. ولاء مايك بنس يبقيه نائبا لترامب

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الإثنين 31 أغسطس 2020 - 9:05 م بتوقيت القاهرة

 نشر موقع The Christian Science Monitor مقالا للكاتبة Story Hinckley... جاء فيه ما يلى.

عندما اختار دونالد ترامب مايك بنس لمنصب نائب الرئيس فى 2016، بدا الأمر وكأنه اختيار غير موفق وأنه لن يكون هناك تناغم بينهما. فأحدهما يظهر على شاشات التلفزيون باستمرار وسبق له أن تزوج ثلاث مرات. والآخر إنجيلى متدين لدرجة الاعتقاد بعدم جواز التواجد بمفرده فى غرفة مع امرأة ليست زوجته. كان ترامب، قطب العقارات فى نيويورك، يرشح نفسه لأول مرة لمنصب عام. وكان بنس، حاكم ولاية إنديانا، قد أمضى اثنى عشر عامًا كعضو فى الكونجرس، كما عرف بسلوكه الهادئ إلى حد الملل. إلا أن هناك ميزة تجعل بنس متفوقا على غيره من وجهة نظر ترامب وهى: الولاء.
بعد مرور أربع سنوات، نجد نائب الرئيس مايك بنس واحدا من أعضاء فريق ترامب القلائل الذين ما زالوا موجودين، ولا داعى لذكر كم مرة قام ترامب بتغيير أعضاء فريقه. لقد نجا بنس رغم الشائعات المستمرة بأن الرئيس قد يستبدله بمرشح أكثر إثارة، مثل سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكى هالى أو حاكمة ولاية جنوب داكوتا كريستى نويم. ما أنجاه هو دعمه لترامب. وعدم محاولته اتخاذ توجه سياسى مختلف عن ترامب، بل يبدو أنه اتخذ قرارًا بعدم السماح حتى بوجود اختلاف بسيط بينه وبين ترامب.
يقول كورت لويدهارت، الخبير الاستراتيجى الجمهورى المقيم فى إنديانا، والذى عمل فى نفس الدوائر السياسية مثل بنس: «يعتبر مايك بنس العضو الأكثر ثباتًا فى إدارة ترامب». «أعتقد أن بنس لديه فرصة، سواء فاز ترامب أو خسر، فى أن يكون مرشحًا محتملًا لمنصب الرئيس فى عام 2024».

شريكان متناقضان

على الرغم من الاختلافات بين ترامب وبنس، إلا أن شراكتهما كانت ذات مغزى فى 2016. ففى خضم السباق الرئاسى، شكك كثير من علماء السياسة فى خسارة بنس. من جانبه، كان لدى ترامب مجموعة صغيرة من المرشحين لاختيار نائب له. ووجد ترامب فى بنس شريكا مثاليا، وجد فيه شخصًا يمكنه مساعدته للحصول على دعم الإنجيليين البيض، وهى كتلة تصويت جمهورية بالغة الأهمية.
تقول فرانسيس فيتزجيرالد، مؤلفة كتاب «الإنجيليون: الكفاح من أجل تشكيل أمريكا»: «اختار ترامب نائبًا إنجيليًا عن قصد، لقد أراد أن يطمئنهم أنه حتى لو لم يذهب إلى الكنيسة، فإن نائبه يفعل».
وقد يكون السبب وراء اختيار بنس نائبا لترامب هو إرسال رسالة تطمين إلى الناخبين الجمهوريين غير المتأكدين من الميول الأيديولوجية للسيد ترامب. حيث قدم نائب الرئيس نفسه فى المؤتمر الوطنى الجمهورى لعام 2016 على أنه «مسيحى، ومحافظ، وجمهورى».
يقول النائب السابق عن ولاية ميسيسيبى، جريج هاربر، الذى خدم جنبًا إلى جنب مع بنس فى مجلس النواب، إنه اعتبر بنس «بقرة الجرس» ــ وهو مصطلح يطلق على البقرة التى تقود قطيعا ترشدهم إلى أين يذهبون. يضيف هاربر: «كنت أثق فيه جدا. كنت أنظر إلى تصويته لأتأكد من أننى قد صوّت مثله. هنا فقط أوقن أن تصويتى فى محله».
إلا أن العلاقة بين ترامب وبنس مرت بمرحلة اختبار فى حملة 2016، وذلك بعد تسريب شريط صوتى للصحافة يمكن من خلاله سماع صوت ترامب وهو يتفاخر بعبارات فجة حول قدرته على فرض نفسه على النساء. وبحسب ما ورد، رأى بنس أنه إذا ترك البطاقة الرئاسية وانسحب، فسيُفسر ذلك بأن المسئولين الجمهوريين يعترضون على مرشح حزبهم لمنصب نائب الرئيس. وفى النهاية، اتخذ بنس قرارًا محوريًا بالتمسك بترامب.
وبعد مرور أربع سنوات، يبدو أن ترامب فى حاجة أقل لمساعدة بنس السياسية وذلك بعد أن أرضى العديد من تيار المحافظين بقراراته. وبالنسبة للإنجيليين البيض فتقول السيدة فيتزجيرالد: «إن الرئيس فعل كل ما وعد به، بدءا من القدس إلى المحكمة العليا»، فى إشارة إلى قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس، وهو حلم تيار المحافظين منذ فترة طويلة. وتضيف: «ولن تصدق ذلك، لكن الكثير من المحافظين يحبون أسلوبه... يحبون فكرة قلب العالم رأسًا على عقب».
يقول لويدهارت: «لقد وجدت دائمًا بنس رجلًا متواضعًا حقًا، بعض الناس لا يمكنهم تقبل أنفسهم فى المرتبة الثانية فى مركز القيادة، لكننى لا أعتقد أن بنس يجد فى ذلك أى مشكلة».

الولاء يصل إلى مستوى جديد

وصف جون نانس غارنر، نائب فرانكلين دى روزفلت فى الانتخابات الرئاسية لعام 1932، منصب نائب الرئيس بأنه «مجرد إطار احتياطى»، وبأنه «لا يستحق كل هذه الضجة».
ويقول أستاذ القانون جويل غولدشتاين، إن معظم نواب الرئيس مخلصون وداعمون. ويضيف: «لكن يبدو أن بنس ذهب بهذا المنصب إلى مستوى جديد».
وعلى الرغم من أن بنس ظل محافظا على هدوئه وثبات موقفه فى إدارة اتسمت بكثرة الاضطرابات وإثارة الجدل. ووجد نفسه نائبا لرئيس يتخذ قراراته فى منتصف الليل من خلال نشر تغريدات على تويتر، لكن كان لبنس مواقف مغايرة للرئيس فى مناسبات قليلة، متخذا فيها ردود أفعال هادئة. مثال على ذلك، فى انتخابات التجديد النصفى لعام 2018، حينما أيد ترامب مرشح مجلس الشيوخ فى ولاية ألاباما روى مور، على الرغم من اتهامه فى قضايا جنسية، وهنا اختار بنس التزام الصمت بشأن هذا الأمر.
ولربما كان المثال الأكثر خطورة على ولاء بنس لترامب هو قيادته لفريق العمل المعنى بفيروس كورونا، وهو دور محفوف بالمخاطر السياسية. فى البداية، تولى الرئيس مسئولية إصدار بيانات الفريق، مما أدى إلى بعض التصريحات المدمرة سياسيًا، وذلك عندما اقترح ترامب حقن مرضى كورونا بالمطهرات كعلاج للفيروس.
وبعد أن قال الرئيس إنه يتناول عقار الملاريا هيدروكسى كلوروكوين للوقاية من COVIDــ19، أخبر بنس المراسلين أنه لن يحذو حذوه، لأن طبيبه لم ينصحه بذلك. وأضاف: «لن أحسد أى أمريكى يأخذ بنصيحة طبيبه».
كثيرًا ما يُرى نائب الرئيس وهو يرتدى قناعًا عند الخروج فى الأماكن العامة، بينما ترامب نادرًا ما يفعل ذلك. وخلال زيارته إلى «مايو كلينيك» Mayo فى شهر مايو الماضى، وجه بنس انتقادات لعدم ارتداء قناع الوجه ــ وهى الخطوة التى اعتذر عنها علنًا فى وقت لاحق.
ختاما، يؤكد دور بنس فى فريق العمل الخاص بفيروس كورونا أنه يتحمل الكثير من توابع إخفاقات إدارة ترامب. كما أن هناك العديد من الأمريكيين الذين يرون أن شخصية بنس لا تتناقض مع شخصية ترامب. كذلك يرون أن هناك تقاربا فى هوياتهما السياسية. ولا يجب أن ننسى أن بنس يقاتل بشراسة فى حملة ترامب للفوز فى الانتخابات الرئاسية المرتقبة، يتضح ذلك من خلال زيارات بنس الكثيرة للولايات المختلفة، فى زمن الوباء، نيابة عن إدارة ترامب.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد

النص الأصلى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved