نادى محمد صلاح للكتاب..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 31 أكتوبر 2018 - 11:40 م
بتوقيت القاهرة
** «كابتن شيرين» قصة للكاتبة هديل غنيم، ورسوم هانى صالح (الناشر دار الشروق).. والقصة تروى مباراة فى كرة القدم بين فتيات وأولاد. وحين أبدت شيرين رغبتها فى لعب مباراة مع الأولاد سخروا منها، فقررت تشكيل فريق لمواجهتهم.. وقدم فريق الفتيات عرضا قويا، وفزن بنتيجة 2/1.. واللطيف أن صور محمد صلاح كانت تزين حجرة الكابتن شيرين.. وسيكون هذا الكتاب هدية مناسبة لمكة محمد صلاح، التى شوهدت يوما وهى تداعب الكرة، مثلها مثل أبيها، ومثلها مثل مئات الفتيات الآن اللائى يرغبن فى ممارسة كرة القدم من سن الطفولة، لدرجة أنهن أصبحن عضوات فى أكاديميات ويجاورن الأولاد فى التدريب، وهذا من تأثير قصة نجاح محمد صلاح. والواقع أن المسألة تخطت حدود نجاح صلاح وشهرته فى بلاد الإنجليز كلاعب، وإنما هو نجاح ساحر كإنسان ومواطن مصرى بسيط عاش حلما فى يوم من الأيام وحققه..
** عندما نشر محمد صلاح تغريدة على صفحته الرسمية وهو يقرأ كتاب:» فن اللامبالاة « لمارك مانسون، وترجمة الحارث النبهان، تضاعفت حركة بيع الكتاب، فى العالم العربى.. وطرحت جائزة «أراب ليت» التى تمنح للقصص التى تترجم من العربية إلى الإنجليزية قصة كابتن شيرين ليكون الأول ضمن خمسة ترشيحات لنادى محمد صلاح للكتاب وللقراءة. على أن تمنح القصة لمكة إبنة صلاح لقراءتها.. فيما تضمنت القائمة قصة عنترة، ويوتوبيا، وثلاثية غرناطة، وتاريخ موجز للزمان.
** أعادتنى قصة كابتن شيرين إلى مطلع القرن العشرين، حين عرفت مصر كرة القدم للسيدات لكن ممارستها اقتصرت على اللاعبات الأجنبيات وانتقدت أيامها الصحف ممارسة المرأة للعبة الرجال، عندما حضر فريق ديك كير أشهر فرق الكرة النسائية الإنجليزية ولعب بعض المباريات مع فريقى فليتوود ولايتس.
** أعادتنى أيضا قصة كابتن شيرين إلى وجهة نظر قديمة كونتها عن قدرة المرأة على ممارسة كرة القدم، وكنت أقول دائما أن المرأة فعلت كل شىء فعله الرجل ماعدا أربعة أشياء.. فهى لم تلعب كرة القدم مثل بيليه ومارادونا، ولا توجد طبيبة ببراعة دكتور كريستيان برنارد أول من قام بعملية زرع قلب ولا توجد طبيبة جراحة عبقرية مثل مجدى يعقوب، ولم تبدع إمرأة سيمفونية موسيقية مثل بيتهوفن، ولم يعرف التاريخ إمرأة فيلسوفة مثل سقراط، لكنها قادرة على أن تجعل زوجها فيسلوفا..!
** شىء من الأربعة تحقق.. فالمرأة لعبت كرة القدم وأبدعت فيها. وأعترف بأننى أخطأت فى ذلك. لكن للخطأ مشاهدة تاريخية عشتها، وكانت فى عام 1974 حين حاول الكابتن عبدالكريم صقر إدخال رياضة الكرة النسائية إلى مصر فتابعت مباراة، ووجدت شكاوى وصرخات من اللاعبات بسبب أظافرهن التى كسرت، وشعرهن الذى قطع، وأرجلهن التى أنهكت، والماكياج الذى راح..!
** شاء القدر بعد سنوات أن أقوم بتغطية صحفية لبطولة كأس العالم للسيدات عام 1991.. وأن أرى المرأة بارعة فى ممارسة كرة القدم، لأعترف بنجاحها، وأعبر عن إعجابى بهذا النجاح، مستعيرا حكمة قديمة تقول: «قل اليوم مايبدو لك أنه صواب، حتى لو كان مخالفا لما كنت تراه صائبا فى الأمس»!