الأمل (خالد)

سيد محمود
سيد محمود

آخر تحديث: الثلاثاء 31 ديسمبر 2019 - 11:20 م بتوقيت القاهرة

تبدأ اليوم سنة جديدة وكما هى العادة يلجأ الناس إلى تبادل امنيات بالسعادة والخير ويتمسكون بالأمل فى الغد الأفضل عملا بالقول المأثور: (تفاءلوا بالخير تجدوه).
وانا ممن يتمسكون بالأمل فى اشد اللحظات ظلمة وكما علمنى شاعرنا الكبير فؤاد حداد (انا فى اختراع الأمل صاحب عشر براءات) وفى أزمة كتلك التى يعيشها الناشر خالد لطفى بعد أن ايدت محكمة النقض الحكم بحبسه خمس سنوات يرتبط الأمل بشخص الرئيس الذى يمكن له وحده ــ وفقا للقانون ــ أن يصدر عفوا رئاسيا عن الشاب الذى حوكم بتهمتى إفشاء أسرار عسكرية، وإذاعة أخبار وبيانات ومعلومات كاذبة، وذلك لنشره طبعة مصرية من كتاب المؤرخ الإسرائيلى يورى بار جوزيف، والمعنون فى ترجمته للعربية بـ«الملاك: الجاسوس المصرى الذى أنقذ إسرائيل».
ولن أكرر ما كتبه بعض الزملاء ومنهم القديرة عبلة الروينى والعزيز إيهاب الملاح عما يتمتع به خالد من صفات حسنة ولا عن الكتاب المتاح عبر الإنترنت قبل إتاحته للبيع فى مصر وقبل أن يتحول لمسلسل تافه تم عرضه على منصات رقمية وظهر تهافت ما يتضمنه من مزاعم تولى الخبراء إظهار تناقضاتها وفضح تهاوى منطقها.
قضى لطفى فى السجن أكثر من ثلث المدة ويأمل مع عائلته وفيها أمه العجوز وبناته اللواتى لا يتعدى عمر أكبرهن سبع سنوات ان تنتهى هذه الغمة على خير و يعود لاستئناف عمله الذى مارسه بكل جدية ونجح فى غضون سنوات قليلة ان تكون مكتبته وجهة المثقفين المصريين والعرب ولعل ذلك ما يفسر التضامن الواسع الذى وجده مع نشر حكم الحبس وحيثياته لأن معاملاته اتصفت كلها بالأمانة كما شهد له بذلك اتحاد الناشرين المصريين أو كما كتب رئيس اتحاد الناشرين العرب رسالة رسمية للجهات المعنية داعيا للعفو عنه فى أقرب مناسبة.
ومما يزيد من جرعة الأمل ونحن على اعتاب العام الجديد ان قرارات العفو الرئاسى تأتى بعد صدور أحكام نهائية وليس قبل ذلك وقد ناشد عدد من كبار المثقفين السيد الرئيس عقب إعلان رفض المحكمة قبول النقض والتدخل والاستجابة لهذا المطلب الإنسانى الذى يمكن عبره انقاذ العائلة المكلومة فى مصابها الأليم خاصة وأنها أدارت الأزمة بحكمة بالغة ورفضت تسييس القضية منذ أن تم القبض على خالد فى ابريل ٢٠١٨ وحافظت على سرية خبر القبض عليه لكى لا تجد نفسها فى مواجهة من أى نوع مع مؤسسات الدولة تسمح بأية مزايدات سياسية وتمسك أفرادها دائما بالأمل فى تسوية قانونية اقل فداحة.
وعندما نال خالد لطفى جائزة فولتير التى يمنحها الاتحاد الدولى للناشرين قبل عدة شهور ركز شقيقه فى الكلمة التى قدمها على الجانب الإنسانى وتفادى كل ما هو غير ذلك من باب الحرص على صورة الدولة والتزامًا بقوانينها.
والان يواصل أفراد العائلة المساعى عبر المؤسسات الرسمية وعلى رأسها المجلس القومى لحقوق الإنسان لكى ينوب عنهم فى تبنى مطلب الإفراج عن خالد ويأملون فى أن يجد الملف طريقه إلى قلب الرئيس.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved