صحيفة الخليج ــ الإمارات فى علاج الهبوط الفنى - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صحيفة الخليج ــ الإمارات فى علاج الهبوط الفنى

نشر فى : الأحد 3 يوليه 2022 - 6:55 م | آخر تحديث : الأحد 3 يوليه 2022 - 6:55 م
نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب عبداللطيف الزبيدى بتاريخ 2 يوليو، تناول فيه الحلول الممكنة لمعالجة انحدار الذوق العام الناتج عن الهبوط الفنى.. نعرض من المقال ما يلى:
هل ستأخذ هذا الطرح على محمل الدعابة؟ لك ذلك، لكن، فكر مليا فى أن هبوط الإنتاج الفنى إلى مستويات خطيرة، قضية تتعدى السحابة العابرة، إلى تهديد الذوق العام. لقد ارتفع منسوب الرداءة وصارت النسبة الغالبة. إهمال الظاهرة استهانة بتربية الأجيال. مبدئيا، المؤسسات المعنية بالفنون والثقافة عموما، لا وجود لدلائل ملموسة على أن لديها خططا عملية لمواجهة تردى الفنون.
يبدو أن المقاليد انفلتت، بذرائع لا تليق بالقيم الثقافية، مثل التعلل بحرية التعبير. العجيب أن هذه الحرية لا تظهر إلا حين يستدعى الأمر ركل الأخلاق، لكْم العادات والتقاليد وانتهاك حرمة الأسرة. التذرع بالحرية يستأسد عند إرادة الهدم والتشويه. اللامفكر فيه لدى جل شركات الإنتاج، هو الإبداع فى مستوى رفيع. أولئك يتوهمون أن الأعمال التى لا تستطيع أى فضائية عربية بثها، فتتلقفها نتفلكس وأخواتها، تعد قمة ومفخرة، لأنها «ارتقت إلى العالمية». تلك القنوات تسخر وفى نفسها: «ندوس قيمكم بإنتاجكم». توسوس لهم بأنهم أرقى من شعوبهم وأمتهم.
ما هى الحلول الناجعة؟ لا جدوى للحلم بعلاج سحرى يريحنا من الداء فورا. صارت محالا إعادة السلطة الرقابية إلى المؤسسات الإعلامية والثقافية، من قبيل الرقابة على المصنفات، التى لم تعد تلعب دورا إلا حين تصبح القضية «من الوريد إلى الوريد»، والإفراط فى المحظورات. ثم إن الرقابة الصارمة هى فى حد ذاتها مفخخة بالسلبيات، خصوصا حين تمسى رقابة ذاتية. الحل المنطقى السليم، هو رفع مستوى الذوق العام. لا حرج، إذا استغرق الأمر عقدين أو ثلاثة. المرحلة الأولى حاسمة؛ لأنها تتمثل فى قرارات سياسية فى مستوى المؤسسات الإعلامية والثقافية: الفضائيات مثلا يجب أن تديرها كفاءات تؤمن بالفنون الراقية وتتصدى للهبوط. لا مجال لادعاء أن حرية التعبير تبيح بث الابتذال. فى المسار نفسه يعاد بناء معاهد الفنون الجميلة ومدارس الموسيقى.
عشرون سنة تعنى تخريج أربع دفعات من الطراز الأول. على المسئولين تشجيع الفنون الرفيعة ودعمها. سيضيق الخناق على الأعمال الهزيلة، شيئا فشيئا؛ لأن الجمهور هو الذى سيفرض أروع رقابة، حين ينظر شزرا إلى الأعمال الهابطة. تلك النظرة أهم من النقد وأوقع أثرا من البيض والطماطم.
لزوم ما يلزم: النتيجة الإيفريستية: كيف لا يشعر الفن الهابط بالخجل، حين يرى فنونا عبرت القرون بعظمة، ولا تزال متألقة فى كل القارات؟
التعليقات