محمد بن سلمان.. ومحمد صلاح.. والديمقراطية - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:12 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد بن سلمان.. ومحمد صلاح.. والديمقراطية

نشر فى : الأربعاء 7 مارس 2018 - 10:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 7 مارس 2018 - 10:25 م

فى ختام اللقاء مع الأمير محمد بن سلمان ولى العهد.. نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السعودى مساء الإثنين الماضى، وبعد أن صافح جميع رؤساء تحرير الصحف وكبار الكتاب المصريين، سألته مازحا: «ما مدى صحة المعلومات التى تقول إنك طلبت من الحكومة المصرية، استدعاء نجم ليفربول محمد صلاح إلى الخدمة العسكرية، حتى لا يتمكن من المشاركة فى المواجهة المصرية السعودية، فى الدور الأول من مباريات كأس العالم المقرر إقامتها فى روسيا يونيو المقبل؟!!!.

ولى العهد ضحك طويلا وبصوت عال، ورد بقوله: لا، لم يحدث ذلك، لكن من حسن الحظ أن مباراة الفريقين ستقام فى نهاية مباريات المجموعة، وبالتالى نأمل أن يتأهل الفريقان معا، ثم أردف بتعليق مازح أيضا، لا يمكننى كتابته هنا!.

كانت بجوارى فى هذه اللحظة الأستاذة أمينة النقاش التى سألته عقب نهاية اللقاء الرسمى عن: لماذا لم يتم تعيين سيدة سعودية فى منصب الوزيرة حتى الآن، فى إطار عملية الإصلاحات الاجتماعية الجارية؟

الرجل أجاب بقوله إن العجلة دارت بالفعل وتم تعيين نائبة للوزير قبل فترة قصيرة، وإن عملية الإصلاحات جادة ولا رجعة فيها.

تلك هى المرة الأولى التى أرى فيها محمد بن سلمان وجها لوجه.. قرأت عنه كثيرا. مقالات تضعه فى مصاف الأنبياء، وأخرى تراه جاء ليهدم ويدمر المملكة والمنطقة معا.

ومنذ زمن طويل أدرب نفسى على عدم الوقوع فى مصيدة الحب الشديد أو الكره الشديد خصوصا مع المصادر، وبالأخص مع الرؤساء والملوك وكبار المسئولين، بل محاولة النظر بموضوعية للأمور بقدر المستطاع.

الرجل كان مستمعا جيدا لكل الأسئلة، بما فيها «أسئلة المطولات» وكان ودودا مع الجميع، خصوصا الذين يعرفهم من ظهورهم التليفزيونى.

أحد الزملاء الذين حضروا اللقاء قال لى ونحن خارجون فى طريقنا إلى الأوبرا ــ لحضور مسرحية «سلم نفسك» بحضور رئيس الجمهورية وضيفه ــ إن ولى العهد السعودى لا يؤمن بالديمقراطية، وبالتالى، فإن كل الإصلاحات التى ينفذها مهددة بالانهيار. قلت له الرجل لم يزعم أنه ديمقراطى أو ليبرالى، بل كان شديد الوضوح فى استبعاد إمكانية أى نمط ديمقراطى على الطريقة الغربية، بل يرى «الملكية القبلية» وسيلة تحقق ما تحققه الديمقراطية الغربية.

شخصيا لم أقتنع كثيرا بما قاله ولى العهد السعودى ردا على سؤال الصديق ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات، بشأن الإصلاحات السياسية الغائبة تماما مقابل تسارع الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية بل والدينية. لكن فى المقابل لست حالما كى أتصور إمكانية وجود أحزاب سياسية غدا أو بعد غد فى السعودية. المهم أن تكون هناك بداية تسمح بوجود أصوات مختلفة فى هذا المجتمع، خصوصا أن الأوضاع تغيرت ومئات الآلاف من الشباب السعودى الذين حصلوا على درجات علمية مرموقة من الخارج وعادوا إلى بلادهم، ويحتكون كل يوم بوسائل التواصل الاجتماعى لا يمكن أن يتقبلوا هذا النمط حتى النهاية. لا يهمنى أن نطلق على هذه البداية ديمقراطية أو تعددية أو شورى، المهم أن تكون هناك طريقة ما تسمح بوجود أكبر قدر من التوافق الوطنى كما هو موجود مثلا فى الصين، التى تطبق رأسمالية اقتصادية، وحزب سياسى واحد هو الحزب الشيوعى، لكن فى المقابل هناك تعددية حقيقية داخل الحزب والمجتمع.

لا أعرف نوايا ولى العهد السعودى بشأن المستقبل، وهل هو يريد الإصلاح الشامل فعلا، أم يريد إحكام قبضته على الأمور بصورة منفردة، لكن وبتفكير منطقى منفعى، أرى أنه سيقدم خدمة كبيرة لبلاده ولمصر وللعالم العربى والإسلامى، حينما يحارب التطرف والمتطرفين، ويقضى على البيئة التى مهدت لنشأة ونمو غالبية الأفكار المتطرفة فى المنطقة العربية والعالم الإسلامى.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي