الإخوان المسلمون والتحرش الجنسى - أحمد سبيع - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 9:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإخوان المسلمون والتحرش الجنسى

نشر فى : السبت 9 فبراير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 9 فبراير 2013 - 8:00 ص

التحرش الجنسى أو اللفظى أو المعنوى هو أمر محظور فى الشريعة الإسلامية لأنه انتهاك بشكل أو بآخر لحريات وخصوصيات الآخرين، كما أنه يؤدى إلى عدم الأمان.. هذه بديهية أساسية تعلمناها من الشريعة الإسلامية، كما علموها لنا أخوة أفاضل وأساتذة أجلاء داخل مدرسة الإخوان المسلمين، بالقول تارة وبالعمل مرة أخرى، أما القول فمن خلال تدارس تعاليم الإسلام الحنيف بقيمه واخلاقه وعباداته، وأما العمل فمن خلال ترجمة كل ذلك على أرض الواقع ويكفى أننا فى بداية الطريق داخل الإخوان كنا ندرس فى الأسر الإخوانية شرح الأربعين النووية، وكان فى مقدمة الأحاديث التى يتم تدارسها بعد حديث النية الشهير هو قوله صلى الله على وسلم «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، وقوله صلى الله على وسلم «اعطوا الطريق حقه.. قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام..» هذا ما تعلمناه فى ديننا وعلى يد إخوة أفاضل لنا وطبقناه فى كل حياتنا.

 

وما دفعنى لهذا الكلام هو ما قرأته على لسان الدكتور محمد أبوالغار رئيس حزب مصر الديمقراطى الاجتماعى بأن الإخوان هم الذين قاموا بالتحرش بالفتيات فى ميدان التحرير خلال مظاهرات الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، وأعتقد أن الدكتور أبوالغار كان محقا فى ذلك، فالإخوان فعلا هم السبب لأنهم ببساطة يا شريك الكفاح تركوا الميدان لكائنات بشرية غريبة وعجيبة لم يكن لها أن تدخل هذا المكان الذى كانت تفوح من بين كل أرجائه رائحة الدماء الزكية التى روت ظمأ الحرية، فكانت هذه الثورة التى يحاول البعض الانقضاض عليها بحجة أنها انحرفت عن مسارها.

 

من الطبيعى أن تكون هناك خصومة سياسية، ويقوم كل طرف من أطراف المشهد السياسى بتحميل الغير مسئولية هذا الاحتقان الدائر أما أن نصل إلى مستوى متدنى من الخصومة بمثل هذا الاتهام فهذا انعكاس واضح للإفلاس السياسى والاجتماعى لمن يطالبون بالثورة على الثورة.

 

التحرش المرفوض والمنبوذ الذى حدث لأى فتاة فى ميدان التحرير بل الاغتصاب الذى جرى لبعضهن حدث للأسف تحت رعاية مباشرة لمن غض الطرف عن خطورة أن يدخل الميدان، ويسيطر عليه أبناء مبارك وعمر سليمان وأحمد شفيق، وأن يتحول ميدان التحرير إلى مأوى لأطفال الشوارع، ولمن وافق أيضا أن تكسو بنايات الميدان لافتات مكتوب عليها «الميدان محظور على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين»، ومن وافق وهلل وابتسم للاعتداء على قيادات الحزب والجماعة الذين اقتربوا لسبب أو لآخر من ميدان التحرير.

 

ولعل التحرش الجنسى الذى حدث لفتيات مصريات داخل ميدان التحرير ليس بعيدا عن التحرش السياسى من بعض أقطاب المعارضة ليس ضد الرئيس مرسى والحزب الذى خرج منه أو الجماعة التى ينتمى إليها، أو حتى الحكومة التى شكلها، وإنما أيضا ضد رفقاء آخرين فى صفوف المعارضة، فعندما يشارك الدكتور أيمن نور فى جلسات الحوار الوطنى يقولون إنه من عشيرة الرئيس، وعندما يعترض المهندس أبوالعلا ماضى على تصرفات جبهة الإنقاذ يقولون إنه من قبيلته، ولأن شيخ الأزهر لم ينسحب من الحوار فقد أصبح من زمرته.

 

وبالنظر إلى محطات مهمة للجبهة الموقرة منذ تشكيلها يمكن أن نفهم العديد من الأحداث التى جرت فى مصر ومازالت تحدث.

 

جبهة الإنقاذ أول من بشر بوجود حرب أهلية نتيجة الإعلان الدستورى فى نوفمبر الماضى، وعندما فشلت فى ذلك روجت من خلال إعلام متضامن معها لوجود ميليشيات الإخوان المسلمين، ولعل هذه الأخيرة تحديدا كانت التمهيد الأساسى لوجود ميليشيات البلاك بلوك، وأصبح واضحا أن الترويج لوجود ميليشيات إخوانية كان تمهيدا للرأى العام المحلى والدولى بقبول الميليشيات المضادة، لكنها كانت خطة مفضوحة، فميليشيات الإخوان الوهمية تركت مقار الجماعة والحزب يتم نهبها وحرقها بل إن المقر الرئيسى تم سلبه وحرقه، أما البلاك بلوك فهى التى حرقت ودمرت واعترفت بل وتفاخرت بذلك.

 

فتاوى الاغتيال التى ظهرت مؤخرا وتحميل الإخوان المسئولية عنها قبل التأكد من صحتها رغم أن الجماعة رفضتها بشكل قاطع وصارم، تم إصدارها من شخصيات مغمورة يتم التنبيش عنها وتقديمها للإعلام بأنها جزء من التيار الإسلامى، ثم تزامنها مع أحداث تونس المرفوضة، يمكن أن يفسر لنا تصريحات أخرى لشخصيات سياسية وإعلامية مشهورة تنتمى لجبهة الإنقاذ أعلنوا صراحة أنهم الذين قاموا بقتل الإخوان بل وهددوا بتكرار ذلك، كما قالت الإعلامية جميلة إسماعيل فى مقابلة على قناة العربية، أو أنهم سوف يعتزلون السياسية ويتحولون لحمل السلاح لمواجهة الإخوان، كما قال النائب السابق باسل عادل، وقبلهم تصريحات النائب الخليط بين الوفد والدستور والتيار الشعبى مصطفى الجندى الذى قاد مظاهرة يوم السبت 26/1/2013 أثناء الاشتباكات الدائرة فى شارع قصر العينى بهدف اقتحام مجلس الشورى وردد شعاره الشهير «لن نترك إخوانيا يدخل مجلسا أو قصرا»، وهو ما تزامن مع رسائل تهديدية لعدد من قيادات حزب الحرية والعدالة ورموزه، كما حدث معى من تهديدات صريحة لى ولأسرتى بالقتل إذا ما ظهرت فى الاعلام للدفاع عن مواقف الحزب والجماعة.

 

بقى أن أشير على هامش التحرش الجنسى الذى تم نسبته لأطفال الشوارع الذين يتحولون لثوار عندما يواجهون الشرطة ويحرقون المنشآت، ثم يعودون أطفال شوارع مأجورين عندما يتحرشون بالفتيات، هكذا وصفتهم المعارضة، جزء من هؤلاء كان يتم تربيتهم منذ سنوات من خلال احتضان أحد رجال الأعمال المشهورين لهم، ووقتها هلل له الإعلام بأنه يقوم بدور اجتماعى يساعد فيه الدولة، لكن الأحداث الأخيرة أظهرت حقيقية هذا الدور البغيض والحقير ضد مصر بل وضد الإنسانية.

أحمد سبيع المتحدث الإعلامى باسم «الحرية والعدالة»
التعليقات