المعركة ضد الإرهاب مستمرة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 9:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المعركة ضد الإرهاب مستمرة

نشر فى : الإثنين 12 نوفمبر 2018 - 11:45 م | آخر تحديث : الإثنين 12 نوفمبر 2018 - 11:45 م

فى الأسبوع قبل الماضى قرأت تصريحات مهمة للعقيد تامر الرفاعى، المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة، فى أكثر من وسيلة إعلامية منها راديو مصر، وقناتا العربية وسكاى نيوز عربية.
جوهر هذه التصريحات هو أن الحياة عادت لطبيعتها بشكل شبه كامل فى شمال سيناء على مستوى المدارس والمستشفيات والمصالح الحكومة وغيرها، وقال إن العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨»، حققت العلامة الكاملة فى النجاح وفق المخططات التى وضعت للقضاء على البنية التحتية للعناصر الإرهابية واستهداف قياداتها وقطع التمويل عنها.
وفى يوم الجمعة قبل الماضى وقع الحادث الإرهابى ضد الحافلة التى كانت تقل زائرين لدير الأنبا صمويل المعترف فى الظهير الصحراوى لمدينة العدوة بالمنيا وأسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين.
والسؤال هل هناك تناقض بين هذه التصريحات وهذا الحادث الإرهابى؟
الإجابة ببساطة شديدة جدا هى لا.
تفاصيل ذلك، أن الرفاعى يتحدث أولا عن سيناء، وثانيا فحتى إذا كان الحديث عاما عن كل الجمهورية، فهو أيضا كلام صحيح، بصفة عامة.. والسؤال هو لماذا؟!
أولا، لأن العملية الشاملة سيناء 2018 ومنذ بدايتها فى فبراير الماضى، حققت فعلا نجاحات باهرة، خفضت إجمالى العمليات الإرهابية بصورة واضحة.
هل تتذكرون حينما كانت هناك عمليات نوعية خطيرة بصورة شبه أسبوعية أو حتى شهرية؟ هل نتذكر تفجيرات كنائس البطرسية، وطنطا، والإسكندرية، واستهداف الجنود شبه الدائم فى شمال سيناء؛ خصوصا المثلث «العريش، رفح، الشيخ زويد»؟!
لكن السؤال الجوهرى مرة أخرى هل يعنى كلام العقيد تامر الرفاعى أن الإرهاب انتهى تماما من مصر؟!
لكى أصل إلى اليقين وما يعنيه بالضبط، فقد اتصلت بالمتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة، وتحدثت معه وقال لى بوضوح: نحن ما زلنا نعمل ونقاوم الإرهاب ونحقق نجاحات كل يوم، ولو أن الإرهاب انتهى، ما كنا أصدرنا البيان رقم ٢٩ فى يوم الخميس قبل الماضى، عقب تصريحاتى لوسائل الإعلام المختلفة.
العقيد الرفاعى، قال أيضا «هناك كيانات وجهات وتنظيمات ومن يدعمهم لن يتركونا فى حالنا، هم يحاولون طوال الوقت، زعزعة الاستقرار، لكن نحن نجحنا بحمد الله فى توجيه ضربات قوية جدا ضدهم، منعت تمددهم واستهدفت قياداتهم وبنيتهم التحتية، والنتيجة أن حجم تهديدهم تراجع كثيرا».
هذا هو جوهر كلام العقيد الرفاعى لى، وأتفق معه فى التحليل تماما. وهو أن المعركة ضد الإرهاب لا تزال مستمرة.
صدور تصريح من المتحدث باسم القوات المسلحة بأن الحياة عادت لطبيعتها فى شمال سيناء، خبر فى غاية الأهمية وأمر مفرح للغاية، لأنه ببساطة يعنى هزيمة المشروع الإرهابى، الذى حلم صباح أول يوليو 2015 برفع علم داعش الأسود فوق مدينة الشيخ زويد، تمهيدا للقول إن هناك ثورة أو كيانا أو دولة لداعش فى مصر، استمرارا لمشروعهم التوسعى فى المنطقة وقتها، حينما استولوا على نصف مساحة سوريا والعراق معا، ورفعوا شعار «باقية وتتمدد» قبل أن يتم دحرهم فى البلدين بصورة كبيرة.
هل انتهى خطر داعش والمتطرفين فى مصر والمنطقة؟!.
الإجابة هى لا. صحيح أنهم تعرضوا لضربات موجعة وآخرها فى درنة الليبية، لكن الأصح أنهم لا يزالون قادرين على الحركة والتلون والتنقل، هم نفذوا ضربتهم فى المنيا يوم الجمعة الماضى، واحتلوا جزءا من الأرض على الحدود السورية العراقية أخيرا، ولهم جيوب صغيرة فى بعض مدن الشرق الليبى.
لن نتفاجأ حينما نجد عملية هنا أو هناك، والسبب ليس فقط وجود تربة وبيئة محلية شاملة تساعدهم على ذلك، ولكن أيضا لأن من يمولهم لا يزال يستفيد كثيرا من وجودهم.
وتلك قصة مهمة تتطلب مزيدا من التوضيح، لأننا اكتشفنا بعد سنوات من ظاهرة داعش وأخواتها أن من قال لنا أنه يقود تحالفا من أجل محاربتها فى المنطقة، فقد ثبت يقينا أنه الأكثر استفادة منها!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي