شخصية الفرق المصرية - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شخصية الفرق المصرية

نشر فى : الإثنين 14 يناير 2019 - 8:55 م | آخر تحديث : الإثنين 14 يناير 2019 - 8:55 م

** قرأت تصريحات منسوبة لمدرب الزمالك السويسرى جروس يتحدث فيها عن خطته للفوز على اتحاد طنجة وكانت التصريحات قبل المباراة. ثم قرأت تصريحات منسوبة لجروس بعد المباراة، قال فيها إنه لعب على الهجوم المرتد، ودافع وحرص على ذلك.. وقد قلت رأيى فى أداء الأهلى والزمالك والإسماعيلى فى البطولتين الإفريقيتين. ولم أجد شخصية الثلاثة أمام فيتا كلوب، ومازيمبى، واتحاد طنجة.. والأخير لعب بحذر على الرغم من أنه يلعب على أرضه وفرض رقابة عنيفة على فرجانى ساسى، وكهربا، وحمدى النقاز باعتبار أن الثلاثة من أهم مفاتيح لعب الزمالك.
** كان اتحاد طنجة يضغط على لاعبى الزمالك فى موقعين.. الأول فى ملعبه فى حالة الدفاع، ويمارس الضغط بلاعبين وبثلاثة ضد أى لاعب يرتدى الفانلة البيضاء ويفعل ذلك على مدى التسعين الدقيقة مما يعكس حرصه وحذره. ثم كان يضغط أحيانا فى ملعب الزمالك لكن على فترات، معتمدا على انطلاقات هجومية بتحركات تكتيكية لاعبى الوسط أيوب الجرفى، وعصام الراقى، ورضوان المرابط، وأيوب لقعدواى، وأحمد الشنتوف لمساندة مهدى النغمى أخطر لاعبى الفريق.
** غابت شخصية الزمالك. غابت كرته التى يلعبها فى الدورى. وغاب كهربا، وساسى، والنقاز، وإبراهيم حسن، وعمر السعيد، وكان جنش وعبدالله جمعة أبرز لاعبى الفريق.. وحين يغيب عن الزمالك كل هؤلاء، تغيب كرته. وحين يغيب كل هؤلاء يعجز الزمالك عن بناء الهجمات المنظمة بالتمرير وبتنفيذ الجمل، وتظهر الفردية. وهذا الأمر تكرر من الأهلى أمام فيتا كلوب فكانت الفرص الخطيرة التى لاحت للفريق صناعة فردية.. فلماذا تغيب شخصية الأندية المصرية أمام الفرق الإفريقية؟
** النقد ليس انتقاصا من فريق ومن تاريخه ابدا. وإزاء هذا المستوى الذى ظهرت به فرق الأهلى والزمالك والإسماعيلى فى إفريقيا، يقف الناقد والصحفى أمام اختيارين وهما إما النفاق والتبرير والتمرير والدفاع، وإما مواجهة النادى وجماهيره بالحقائق وأوجه القصور، والأخطاء من أجل إصلاحها. وقد اخترت دائما الطريق الثانى وانتقدت لاعبى الفرق الثلاثة ومدربيهم وإداراتهم.. فالفرق الثلاثة من أكبر فرق القارة.. والفريق الذى يرغب فى الفوز ببطولة قارية عليه أن يلعب على أرضه أو خارجها بروح وبشخصية البطل.
** المشجعون المتعصبون الذين تراهم غاضبين من فرقهم، يرفضون النقد، ويعتبرونه انتقاصا وهجوما. وكثيرون يفتشون على انتماء الصحفى والناقد لاستخلاص أسباب نقده، وفقا لتصنيفه، أى فريق يشجع. ولكن النقد الذى يستند على المنطق وعلى قواعد فنية، ومهنية، وعلى المصلحة العامة هو انتماء لمهنة، ومنتهى احترام لقراء أو مشاهدين أو مستمعين.
** المدربون واللاعبون وإدارات الأندية عليهم مهمة بالطبع لتخفيف حدة الاحتقان والتعصب، وعليهم أن يبدأوا بصدق التصريحات، فلم يعد مقبولا أنه كلما حقق فريقا مصريا نتيجة سيئة أو فوزا هزيلا مصحوبا بعرض متواضع، يصدر للجمهور فكرة فى جملة قديمة هى: «النقاط الثلاث أهم من أى شىء». وقد وجدت كل المدربين الفائزين يرددون نفس الجملة، وكل المدربين المهزومين يرددون الجملة القديمة الشهيرة: «كنا الأفضل.. لكن الحظ والحكم هزمنا» وبعض هؤلاء من المدربين الأجانب.. فهل المستوى الجيد ليس هدفا مهما وهل يجرأون على قول هذا التصريح الفارغ فى البطولات الأوربية»!
** هكذا يرون أنه الفوز بكرة قدم جيدة.. والهزيمة بسبب أخطاء فنية!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.