«بكابورت الرئيس ترامب»!!! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 11:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«بكابورت الرئيس ترامب»!!!

نشر فى : الإثنين 15 يناير 2018 - 9:00 م | آخر تحديث : الإثنين 15 يناير 2018 - 9:00 م
أحد الأصدقاء على الفيسبوك، وهو ناشط حقوقى بارز كتب على صفحته مساء ليلة الجمعة سؤالا إلى المترجمين فقط وطلب فيه من زملائه وأصدقائه على الصفحة أن يدلى كل منهم بدلوه فى الترجمة الأدق للتعبير الذى أطلقه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب «Shithole Countries »، خلال لقائه مع بعض أعضاء الكونجرس، واصفا به دولا إفريقية وهاييتى حيث يأتى بعض المهاجرين لبلاده. التعبير أثار عاصفة من الاستياء فى كل أنحاء العالم، بما فيها داخل حزب ترامب الجمهورى، والميديا بل وداخل العديد من الهيئات والادارات الامريكية.

الذين أدلوا بدلوهم فى الترجمة كثيرون، ومنهم شخصيات عامة معروفة جدا، لكن لم أكتب أسماءهم لأننى لم أستأذنهم فى ذلك.. وللأسف الشديد لن أستطيع أيضا أن أكتب كل الترجمات البديعة والمبتكرة التى أفتى بها كثيرون لأنها تحتوى على تعبيرات صادمة وبذيئة، ومقرفة يقولها بعضنا فى الجلسات الخاصة، لكن لا نجرؤ على كتابتها علنا.

وهذه عينة مما جاء فى ترجمة هذا المصطلح الذى أطلقه ترامب:

• دول حفر البراز أو التبرز، وصاحب هذه الترجمة كان حسن الظن بترامب لأنه يعتقد أنه يقصد بعض الدول الفقيرة التى يضطر بعض الناس للتبرز فيها داخل حفر، لعدم وجود دورات مياه.

• اقتراح آخر قاله وزير سابق بأن الترجمة الأدق هى «حثالة الدول» وليس «الدول الحثالة»، مضيفا «لا أميل إلى ترجمتها بـ«زفت» لأنه تعبير مصرى غير شائع فى بلدان غريبة أخرى، فى حين أن كلمة «الهراء أو المقابل غير المهذب لها» ترجمة حرفية خاصة لا تؤدى الغرض!!!. وفى المقابل فإن سيدة أخرى لفتت النظر إلى أن الغرب يستخدم كلمة «Shit» بنفس المعنى أو السياق الذى نستخدم فيه نحن فى مصر كلمة «الزفت»، وهنا تدخل صاحب الصفحة ليقول إن تعبير «الدول الزفت» صحيح، لكنه ليس بنفس قوة «الدول الخر..».

• إعلامية ومراسلة دولية مرموقة ترجمتها إلى «الدول الزبالة»، فى حين ترجمها مراسل صحفى بوكالة أنباء عالمية إلى «حثالة»، وترجمها صحفى عمل فى الخليج طويلا إلى «دول الطرنش».

• زميل آخر ترجمها إلى «جمهوريات الخر..» على وزن جمهوريات الموز، أما أحد الظرفاء فترجمها إلى «جمهوريات حفر الكاكا»، وترجمها آخر إلى «الدول الحظائر»، وترجمها ثالث إلى «دول الخرارات» ورابع إلى «دول البكابورت» وهى ترجمة أعجبتنى جدا. وترجمها خامس إلى «دول قعر العالم»، وترجمها سادس إلى «الدول الفاشلة» وترجمها سابع إلى «بلاد الغائط»، مقدما شرحا مطولا يخلط بين الجد والهزل، واصلا إلى ترجمة «دول حفرة ترامب».

• وأفتى آخر قائلا إنها «دول المراحيض»، أو الدول التى لا تبيض فيها الطيور، أو «الحفر القذرة» وهو تعبير شائع جدا فى ألمانيا، وقال آخر إنه اطلع على قاموس URBAN الذى يترجمها إلى المنطقة الخربة التى لا يتمنى أحد العيش بها أو زيارتها، وقال آخر إن أحد المواقع الإخبارية العالمية الشهيرة ترجم التعبير إلى «بالوعات المجارى القذرة».

مرة أخرى لم أتحدث عن الترجمات الساخرة جدا التى ذكرها البعض، لأننى لا أريد أن أكتبها فى هذا المكان، رغم أنها أقرب إلى الواقع المأساوى الذى نعيشه فى هذا العالم.

بالطبع البعض حاول الربط بين التعيير الذى أطلقه ترامب، والواقع الذى تعيشه العديد من بلدان العالم الثالث وإفريقيا الذى قصده ترامب، وأسقطه البعض الآخر على ظروفه الخاصة.

كل ما سبق أكتبه يأسا وقرفا مما قاله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وأصاب العالم أجمع بصدمة شديدة للغاية تكشف عن مدى عنصريته الذى لم يتخيله أشد الناس تشاؤما، والسؤال الذى يفترض أن يشغل العالم أجمع هو: إلى أى هاوية يقودنا الرئيس ترامب، الذى يفاجئنا كل يوم بمصيبة جديدة؟!
عماد الدين حسين  كاتب صحفي