هالاند.. وشكرا كلوب! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هالاند.. وشكرا كلوب!

نشر فى : الخميس 15 سبتمبر 2022 - 6:50 م | آخر تحديث : الخميس 15 سبتمبر 2022 - 6:50 م

** سجل إيرلينج هالاند 22 سنة (1.94 سم) 13 هدفا لمانشستر سيتى فى 9 مباريات. وكان الهدف الثالث عشر فى مرمى فريقه السابق بروسيا دورتموند. كان الهدف فى الدقيقة 84. فقفز بيب جوارديولا معانقا من حوله، ولو كان الكرواتى إدين ترزيك مدرب بروسيا بجواره فى تلك اللحظة لعانقه أيضا. وهى تلك اللحظة التى كاد أن يردد فيها جوارديولا الجملة الخالدة: «أنا صح».
** هالاند لمس الكرة 26 مرة. وجرى كثيرا فى منطقة بروسيا دورتموند، ولو كنت مشجعا لفريق السيتى فسوف تسأل نفسك أثناء المباراة ومع اقتراب نهايتها ماذا قدم اللاعب النرويجى الضخم؟ هل سجل؟ هل فعل شيئا؟ وفى لحظة تساوى انفجار بئر ماء أمامك فى قلب الصحراء سجل هالاند هدف الفوز للسيتى، لفريقك، فأخذت تصفق له وتهتف له، معجبا.
** هالاند هو واحد من هؤلاء الذين يتحولون إلى أسود داخل منطقة الجزاء فى عالم كرة القدم الآن. ليفاندوفسكى، وبنزيمة، ورفائيل لياو، ومبابى، ونونيز. وقد سجل هدف الفوز للسيتى بقفزة أكروباتية، لم يكن أجمل ما فيها تلك المرونة التى اتسم بها على الرغم من ضخامة جسده، وإنما تلك المحاولة المسلحة بعدم اليأس لاصطياد كرة بعيدة عنه دون أى حسابات بشأن نهاية القفزة.
** تذكر جوارديولا معلمه وأستاذه يوهان كرويف فى تلك اللحظة، ووصف هدف هالاند بأنه مماثل لهدف سجله كرويف لبرشلونة فى مرمى أتلتيكو مدريد قبل سنوات بعيدة.
** فى هذا اليوم من الجولة الثانية من مباريات المجموعات لدورى أبطال لم يكن هدف هالاند هو أجمل الأهداف. وربما كان أهمها، وهناك فارق بين الجمال وبين الأهمية. لكن فى إطار ما شاهدته من أهداف خلال هذا اليوم، كان هدف ريال مدريد الأول فى مرمى لايبزيج ممتعا، ففى الدقيقة 80 قدم فينيسيوس، فاصلا من المرواغة والسيطرة على الكرة، ومررها عرضية، وأظن أن رودريجو فوتها، لتصل إلى فالفيردى، وبلمسة خفية بكعبه يرواغ مدافع لايبزيج ويسدد بيسراه كرة قوية تسكن الشباك. وجمال هذا الهدف بجانب كونه جماعيا، هو لمسات المهارة والإبداع التى قدمها ثلاثى ريال مدريد ولو كان فالفيردى راوغ المدافع بكامل القدم لربما خسر الكرة.. (شاهدوا اللمسة مرة أخرى)!.
** أعود إلى ليفربول، وإلى يورجين كلوب، وإلى فرحته الهستيرية «الطبيعية» بهدف ماتيب، فى مرمى أياكس. فهو منح الفريق فوزا كان بمثابة قبلة حياة، فى دورى أبطال أوروبا، بعد الهزيمة المذلة التى منها الفريق أمام نابولى. وكما قال كلوب: «إذا وضعت المباراتين، مباراة نابولى ومباراة أياكس، بجوار بعضهما فلن تدرك أنها نفس الرياضة أو نفس اللعبة. كان كل شىء مختلفا أمام أياكس. كانت البداية مختلفة».
كان الوسط مختلفًا. كانت النهاية مختلفة. الطريقة التى لعبنا بها والطريقة التى دافعنا بها، كان كل شىء مختلفًا. لعبنا بشدة أعلى بكثير، وبشراسة أكثر بكثير، وبشجاعة أكثر، وكنا أكثر استعدادًا، وكان كل شىء أفضل. إنها الخطوة الأولى، لا شىء آخر، وليس أكثر»!.
** دائما أحرص على نقل تصريحات المدربين العالميين الكبار، فهى مليئة بالدروس، فلم يقل كلوب أن لاعبيه نفذوا تعليماته وخطته، ولم يبرر هزيمة نابولى بالحرارة فى روما يوم المباراة والرطوبة العالية، وهو اعتبر تلك الهزيمة هى الأسوأ فى تاريخه مع ليفربول، وأسوأ من الخسارة أمام أستون فيلا 7/2 فى الدورى، فحسب قوله: «كنا نحاول أمام أستون فيلا، كان لنا لمسات، لكننا أمام نابولى لم نفعل شيئا، ولم نكن شيئا!».
** المدربون والمسئولون فى الأندية والفرق يخاطبون رأيا عاما بالملايين، وهم رأى عام خصب لزراعة الروح الرياضية والأمل والبهجة والصدق، والقيم، أو لزراعة الكراهية والتعصب والفوضى، وترتفع درجة التعصب حين يتلقى الإعلام مايهدم القيم والروح الرياضية، والصدق، ويلوكه على أنها الحقيقة!.
** شكرا يورجين كلوب..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.