نتنياهو و«كاهانا».. وتداعيات التحالف - صحافة عربية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 1:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نتنياهو و«كاهانا».. وتداعيات التحالف

نشر فى : الأحد 17 مارس 2019 - 9:45 م | آخر تحديث : الأحد 17 مارس 2019 - 9:45 م

نشرت صحيفة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب «أسعد عبدالرحمن» وجاء فيه:

رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مستعد للتحالف مع الشيطان للفوز بالانتخابات الإسرائيلية المقرة فى 9 أبريل المقبل، حتى لو أغضب تحالفه يهود العالم أجمع. فقد احتضن «كاخ» بقيادة الحاخام المتطرف «مائير كاهانا» الذى أسس «رابطة الدفاع اليهودية» الموغلة فى التطرف وجماعة «كاخ» الفاشية الدموية، والذى أيضا أدرجته كل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى، وحتى إسرائيل نفسها، على لائحة الإرهاب منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، الأمر الذى اضطر حتى «اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة» (إيباك)، وهى اللوبى الأمريكى الأبرز المساند بشكل كامل لسياسات إسرائيل، لإصدار بيان احتجاجى ندد فيه بتحالف نتنياهو. وقد ورد فى ذلك البيان الذى لا سابق له: «بإعلان تشكيل حزب (القوة اليهودية) من أتباع الحاخام مائير كاهانا وطموحه فى الوصول إلى الكنيست، نضطر اليوم للحديث عن هذا الموضوع. فوجهات نظر حزب (أوتزمى يهودي)، أى (القوة اليهودية)، كريهة ومدانة ولا تعكس القيم الأساسية التى تأسست عليها دولة إسرائيل».
ومن جانبه، قال الكاتب الإسرائيلى شمى شاليف: «يمكن لبيان إيباك أن يربك خطة نتنياهو فى استخدام ظهوره أمام المؤتمر السنوى يوم 24 مارس كمنصة مؤكدة للدعاية السياسية، ويحولها إلى مقامرة محفوفة بالمخاطر قد تضره أكثر مما قد تفيده». واستدرك شاليف قائلا: «لا شك أن آلاف المندوبين الذين سيأتون إلى واشنطن فى 24 مارس سيحاولون الحفاظ على ما يشبه العمل كالمعتاد، ومن المرجح أن يوافقوا على الترحيب بنتنياهو، لكن ما كان يفترض أن يكون مسيرة انتصارية على طريقة نتنياهو الاستعراضية تحول الآن إلى ساحة متوترة مع مخاطر خفية كامنة فى كل زاوية».
كذلك، شهدت العلاقات الإسرائيلية مع يهود بريطانيا توترا. فمن جانبه، قال رئيس الفيدرالية اليهودية فى بريطانيا (بول تشيرني) إنه توقع أن تشهد الانتخابات الإسرائيلية الحالية عدة أحداث خارقة، لكنه لم يتوقع أن يشهد تحالفات من هذا النوع. لذلك يقول: «يجب على نتنياهو أن يعلم أن ما قام به من تحالف مع أناس كهؤلاء سيتسبب له بالخراب الذاتى».
أما «حنا ويسفيلد»، رئيسة المنظمة البريطانية «معا»، المؤيدة لحل الدولتين، فقالت إن «التحالف الجديد لا يمثل قيما وأفكارا يحملها كل من يؤمن بالديمقراطية والعدالة، وأن كل تعاون إسرائيلى مع الحكومة البريطانية والجالية اليهودية فيها، يجب أن يخرج ضد هذا التحالف مع القوة اليهودية العنصرية، والداعمة للإرهاب، وذات الأيديولوجية الخطيرة».
صحيح أن الانتقادات، وعلى رأسها بيان «إيباك»، لاحتضان نتنياهو لحزب «القوة اليهودية» العنصرى، تلقى الضوء على استياء اليهود الأمريكيين حتى الأشد دعما لنتنياهو، وتفاقم من أزمة الثقة المتصاعدة بين إسرائيل واليهود الأمريكيين، لكن بالمقابل، قامت منظمات أمريكية بتوجيه الأموال إلى أتباع «كهانا» الجدد. وتقول «ميراف زونسين»: «فى السنوات العشرين التى انقضت منذ حظر كاخ، توصل تلاميذ كاهانا إلى طرق لمواصلة دفع أجندة عنصرية معادية للعرب ومعادية للديمقراطية، ولتمويلها. فقد كشف تحقيق جديد تم تنفيذه بالتنسيق مع الكتلة الديمقراطية، وهى منظمة إسرائيلية غير ربحية تأسست عام 2018 من أجل إجراء أبحاث ومراقبة للاتجاهات المعادية للديمقراطية فى إسرائيل، عن شبكة من الجماعات المترابطة والأفراد والمواقع الإلكترونية فى إسرائيل والولايات المتحدة، بما فى ذلك عدة منظمات غير ربحية أمريكية، المؤسسات التى يبدو أنها تأسست بغرض تحويل الدولارات المعفاة من الضرائب إلى القضايا الكاهانية، وبعضها مرتبط بشكل مباشر بالجماعات الإرهابية اليهودية». وأضافت: «إذا كانوا فى الماضى يعتمدون على آليات سياسية لجمع التبرعات وتجنيد ناشطين، فإننا نتحدث اليوم عن شبكة من المنظمات المتخفية فى هيئة مجموعات خيرية وقضايا اجتماعية تجمع الأموال من دولة إسرائيل، ومن خارجها أيضا، من أجل مواصلة التحريض».
وإذا أعيد انتخاب نتنياهو، الذى رأى «يائير لبيد»، مؤسس حزب «هناك مستقبل»، أنه «فقد كل ضوابطه الأخلاقية نهائيا»، فإن الحزب اليمينى المتطرف الجديد، بافتراض حصوله على ما يكفى من الأصوات، سيساعده فى الحصول على ائتلاف حاكم من 61 مقعدا على الأقل. هذا ما يراهن عليه نتنياهو، لكن بعض الخبراء يعتقدون أن احتضان نتنياهو لـ«القوة اليهودية» يضعف أحد النقاط الأساسية للحديث التى يستخدمها المدافعون عن إسرائيل لإبعاد الاتهامات عنها عموما وعن نتنياهو خصوصا. فشعار الحزب «كهانا حى أو على حق»، يعنى: تعصب قومى وسعى لإقامة دولة الشريعة اليهودية التى ترفض حتى اليهودى العلمانى، وليس فيها مكان للعربى.. ما يؤكد أن جذور العنصرية متأصلة فى المجتمع الإسرائيلى، وأن التطرف اليمينى لم يعد مسألة شاذة لدى الأحزاب الإسرائيلية على اختلاف توجهاتها.
ربما نختم بما قاله الرئيس الحالى لـ«الصندوق الجديد لإسرائيل»، البروفيسور الأمريكى اليهودى ديفيد مايرز: «إسرائيل تشهد معركة انتخابية عاصفة، إلا أن قضية الصراع الإسرائيلى الفلسطينى لا تحتل مكانة مركزية فيها. بهذا المفهوم المشروع الاستيطانى انتصر وهذا انتحار قومى».

الاتحاد ــ الإمارات

التعليقات