دور جنوب إفريقيا الحيوى فى مستقبل حفظ السلام - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دور جنوب إفريقيا الحيوى فى مستقبل حفظ السلام

نشر فى : السبت 17 نوفمبر 2018 - 9:50 م | آخر تحديث : السبت 17 نوفمبر 2018 - 9:50 م

نشرت مؤسسة Institute for Security Studies مقالا للباحثGUSTAVO DE CARVALHO يتناول فيه دور جنوب إفريقيا فى عمليات حفظ السلام باعتبارها أحد ممثلى الدول الإفريقية فى مجلس الأمن، وضرورة أن تترك بصماتها فى النقاشات التى ستدور فى العامين المقبلين حتى يتم تصنيفها كعضو فاعل يضع حلول بناءة.
بحلول يناير 2019، ستكون جنوب إفريقيا واحدة من ثلاثة ممثلين لإفريقيا فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومن ثم يمكن لجنوب إفريقيا أن تنتهز هذه الفرصة للترويج لاستجابات أكثر فاعلية لعمليات حفظ السلام من جانب الأمم المتحدة، مع إعادة تنظيم نفسها كبلد مساهم بقوات حفظ سلام.
وكثيرا ما تم ضبط عمليات حفظ السلام وسط الاختلافات الجيوسياسية لأعضاء المجلس ــ بما فى ذلك الأعضاء الدائمين ــ منذ إطلاق تقرير فريق رفيع المستوى معنى بعمليات السلام فى عام 2015، حيث بدأت مبادرات عديدة من الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها لتعزيز فاعلية وجودة قوات حفظ السلام.
***
فى أوائل عام 2018، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» مبادرة العمل من أجل حفظ السلام. ومن المتوقع أن يساعد ذلك الدول الأعضاء على فهم أفضل لإنجازات الأمم المتحدة فى مجال حفظ السلام، والتحديات والفرص التى تواجهها فى سبيل تحقيق ذلك.
وتنعكس التحديات التى يواجهها مجلس الأمن بشكل خاص فى المناقشات الساخنة حول تخفيض ميزانية عمليات حفظ السلام، التى تتحمل الولايات المتحدة الجزء الأكبر منها. وقد ركز المجلس مؤخرا على تعزيز المساءلة ودراسة السلوك وأسلوب القيادة كمقياس لأداء عمليات حفظ السلام.
ويضيف الباحث أن الأعضاء غير الدائمين فى مجلس الأمن، يقعون فى وسط خلافات الأعضاء الدائمين. وقد تم مؤخرا إيجاد طرق مبتكرة للعب العديد من الأعضاء غير الدائمين دورا أكثر إيجابية فى المجلس. وقد بدأت جنوب إفريقيا فى الانخراط مع المجلس بالفعل بشكل غير رسمى، وفى 13 و 14 نوفمبر استضافت، مع السويد، محادثات بريتوريا التى شملت البلدان المنتهية ولايتها والبلدان التى لم تنته ولايتها بعد.
إن المساهمة فى النقاشات حول عمليات حفظ السلام فى مجلس الأمن لن تكون مهمة سهلة بالنسبة لجنوب إفريقيا. حيث أظهرت دراسة حديثة لمعهد الدراسات الأمنية (ISS) أن البلاد قد فقدت جزءا من دورها فى قضايا السلام والأمن فى الأمم المتحدة، بما فى ذلك مساهماتها فى عمليات حفظ السلام.
لقد كانت عملية حفظ السلام من أولويات السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا منذ أواخر التسعينيات، وتم تقديمه كواحد من مجالات التركيز الرئيسية خلال حملتها للانضمام إلى المجلس. ومع ذلك خفضت الدولة مساهماتها فى عمليات الأمم المتحدة فى السنوات الأخيرة ويوجد فى جنوب إفريقيا حاليا 1242 فردا منتشرين فى عمليات الأمم المتحدة، معظمهم فى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويستطرد قائلا تحل جنوب إفريقيا محل إثيوبيا كأحد أعضاء مجلس الأمن الإفريقى. وكانت إثيوبيا ــ أكبر دولة مساهمة بقوات فى الأمم المتحدة – فاعلا رئيسيا فى عمليات حفظ السلام خلال فترة عضويتها فى المجلس. لقد خلقت الآن الفرصة والمساحة لدولة إفريقية أخرى لطرح رؤيتها حول كيفية تحسين عمليات حفظ السلام.
يجب على جنوب إفريقيا العمل على ايجاد طرق عملية للتغلب على بعض العقبات التى ستواجهها فى مناقشات المجلس لحفظ السلام. ولدى بعض الأعضاء الجدد، مثل بلجيكا وألمانيا، مصالح قوية فى حفظ السلام، وقد سبق لهم العمل فى مجلس الأمن مع جنوب إفريقيا. ويمكن عقد التحالفات للدفع بالمناقشات قدما إلى الأمام.
***
وعلى سبيل المثال، يمكن للمناقشات المفتوحة حول الاستقرار، ودور المبادرات الأمنية المخصصة مثل مبادرة دول الساحل الخمسة، وقوات حفظ السلام المنخرطين فى مكافحة الإرهاب، أن يستفيدوا من تحليل أكثر تحديدًا يستند إلى الأدلة. وهذا من شأنه أن يساعد أعضاء المجلس على اتخاذ قرارات مستنيرة. وبالمثل، ينبغى أن يركز المجلس على المساءلة والأداء وعلى دور التكنولوجيا فى عمليات حفظ السلام.
لقد اكتسبت علاقات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى، التى دفعت بها جنوب إفريقيا فى فتراتها السابقة فى المجلس، أهمية فى مجلس الأمن. لكن المجلس غالبا تعرض للعديد من العراقيل بسبب الخلافات حول تمويل عمليات حفظ السلام، بما فى ذلك الاشتراكات المقررة من الأمم المتحدة.
ويجب على المجلس إيجاد طرق جديدة للتغلب على هذا الجمود وتقوية العلاقة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى. بخلاف الجلسات المشتركة بين مجلس الأمن ومجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقى، فإن نقطة الانطلاق الجيدة لجنوب إفريقيا هى ضمان المتابعة المناسبة واتخاذ الإجراءات المناسبة بشأن القرارات التى يتم اتخاذها.
ومن شأن إجراء مراجعة داخلية لدورها فى عملية حفظ السلام أن يساعد جنوب إفريقيا على إيجاد اتجاهها فى قضايا السلام والأمن فى المجلس. وعلى الرغم من انخفاض المساهمات، فإن البلاد ما زالت نشطة نسبيا فى عمليات حفظ السلام. وينصبُّ التركيز الآن على لواء التدخل التابع لقوة الأمم المتحدة فى جمهورية الكونغو الديمقراطية. حيث كان قائد القوة السابق من جنوب إفريقيا، ولا تزال العديد من القوات منتشرة لدعم بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار فى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ومن المقرر إجراء الانتخابات فى جمهورية الكونغو الديمقراطية فى ديسمبر، وبغض النظر عن النتائج، من المتوقع أن تظل جمهورية الكونغو الديمقراطية قضية رئيسية فى مجلس الأمن اعتبارًا من يناير 2019 فصاعدًا. وسيكون مستقبل بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار فى جمهورية الكونغو الديمقراطية ــ بما فى ذلك احتمالات تخفيضها المحتمل ــ محورا مهما لمواقع حفظ السلام فى جنوب إفريقيا فى المجلس. ويجب على جنوب إفريقيا أيضا أن تبدى التزاما بالتصدى للادعاءات المتعددة المتعلقة بالاعتداء والاستغلال الجنسى من قبل جنودها فى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
***
وختاما يضيف الباحث أنه فى حين أن دورها كدولة مساهمة بقوات حفظ سلام أمر مهم، إلا أنه لا ينبغى النظر إلى جنوب إفريقيا على هذا النحو. حيث صرح أحد محللى عمليات حفظ السلام قائلا «إننا نميل إلى رؤية الدول الإفريقية تناقش قضايا حفظ السلام عندما تتعلق بأدوارها كدول مساهمة بقوات أو عندما ترتبط بالعلاقات بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى، لكننا نرى مشاركة إفريقية ضئيلة فى مناقشات مفاهيمية وعملية لحفظ السلام بشكل واسع النطاق.
إن حفظ السلام سيكون بالتأكيد إحدى أولويات جنوب إفريقيا خلال عضويتها فى مجلس الأمن. لتحسين عمليات حفظ السلام كأداة للأمم المتحدة، ستحتاج البلاد إلى ترك بصمتها على النقاشات على مدار العامين المقبلين. ومن ثم يتم الاعتراف بجنوب إفريقيا كعضو فى المجلس يضع حلولا بناءة لتحقيق سلام فعال.

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلي
https://bit.ly/2TcNoX4
الاقتباس
لقد كانت عملية حفظ السلام من أولويات السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا منذ أواخر التسعينيات، وتم تقديمه كواحد من مجالات التركيز الرئيسية خلال حملتها للانضمام إلى المجلس.. ومع ذلك خفضت الدولة مساهماتها فى عمليات الأمم المتحدة فى السنوات الأخيرة

التعليقات