التحدث لمن يصغرنا بخمسين عاما أمرٌ صعب - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:50 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التحدث لمن يصغرنا بخمسين عاما أمرٌ صعب

نشر فى : السبت 18 ديسمبر 2021 - 7:35 م | آخر تحديث : السبت 18 ديسمبر 2021 - 7:35 م

نشر موقع Eurasia Review مقالا لروبيرت رايخ تناول فيه ما يشعر به عندما يتحدث لمن يصغرونه بخمسين عاما أو أكثر، من حيث غرابة المصطلحات التى يستخدمها جيله أو يستخدمها الأجيال الأصغر منه، والتى تضعه فى مواقف غريبة عليه، إلى جانب النظرات الحائرة والوجوه المتعجبة التى يراها عندما يبدأ فى حكى ما مر به من تجارب مع الرؤساء السابقين للولايات المتحدة مثل جيمى كارتر أو بيل كلينتون... نعرض منه ما يلى:
اتضح أن معظم الأشخاص الذين أتعامل معهم يوميًا ــ الأشخاص الذين أتحدث معهم، وألتقى بهم، وأتعاون معهم، وأعلمهم، وأقوم بلقاءات عبر تطبيق «زووم» معهم، وأتناول الغداء والقهوة معهم ــ هم أصغر منى بخمسين عامًا. إنهم فى منتصف العشرينيات من العمر وأنا فى منتصف السبعينيات من عمرى.
فى معظم الأوقات، لا أفكر فى فجوة النصف قرن التى تفصل بيننا، لكنها فى أحيان أخرى تصدمنى؛ كما هو الحال عندما أرى انعكاس وجهى فى نافذة مقهى وأتساءل، للحظة فقط، من هو ذلك الرجل العجوز الذى يتسكع مع هؤلاء الشباب. هذا إلى جانب النظرات الحائرة والوجوه الواجمة التى تحدق بى عندما أذكر بشكل عرضى أشخاصا مثل الممثل همفرى بوجارت أو المحامى أرشيبالد كوكس أو استخدم مصطلحات وتعبيرات قديمة هم ليس لديهم أدنى فكرة عنها، ما يجعلنى أشعر أحيانا أننى أتحدث الإغريقية. ناهيك عن التعبيرات التى يستخدمها الشباب الآن؛ فعلى سبيل المثال، وصف أحد الشباب ما كتبه بأنه «فظيييع».. لم أطمئن لهذا التعبير.. أو قد يقول شاب كلمات مثل «فكك» أو «فاكس»، وعندما أعبر عن عدم فهمى، يردد نفس الكلمة على أكثر من مرة وبصوت أعلى، كما لو أننى ضعيف السمع!
نصف قرن، هو فجوة فى مشاهد الذاكرة؛ من يتحدث من خلالها قد يبدو أنه يشوه استمرارية الزمان والمكان. عندما كنت صبيا، أتذكر عندما أخبرنى والدى ما شاهده عندما كان هو صبيا من مسيرة لقدامى المحاربين فى الحرب الأهلية فى مدينة نيويورك.. كنت منبهرا، وتساءلت كيف يمكن أن يكون والدى كبيرا هكذا فى العمر؟! وكيف يمكن أن تكون الحرب الأهلية قد حدثت فى فترة قريبة هكذا من التاريخ؟!
وُلد معظم طلابى الجامعيين بعد أحداث 11 سبتمبر. ولا يتذكرون الوقت الذى كانت فيه الولايات المتحدة متحدة بشأن أى شىء. ويجدون صعوبة فى فهم أننى عشت معظم حياتى حتى الآن قبل اختراع الإنترنت.
عندما أخبرهم أننى قدمت نصيحة ذات مرة لباراك أوباما، يتملكهم العجب. وعندما أخبرهم أننى كنت وزير العمل الأمريكى فى إدارة بيل كلينتون، تتسع عيونهم. أو أننى عملت مع جيمى كارتر، هنا يصابون بالحيرة، كما لو كنت قد دخلت مساحات ضبابية من التاريخ القديم. أحيانًا أتبع ذلك بإخبارهم أننى بدأت مسيرتى المهنية كمساعد لأبراهام لنكولن، أقول هذا فقط لإثارة الضحك، الذى أخشى ألا يستمر طويلا.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا

التعليقات