هز شباك قبل الكأس - صحافة عربية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:22 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هز شباك قبل الكأس

نشر فى : السبت 19 نوفمبر 2022 - 8:50 م | آخر تحديث : السبت 19 نوفمبر 2022 - 8:50 م
نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب عبداللطيف الزبيدي، يقول فيه أن العالم مشغول الآن بانطلاق مونديال كأس العالم في قطر، وباتت كافة الأهوال العالمية مؤجلة كالحرب الروسية ضد أوكرانيا وما يصاحبها من تهديدات نووية. تمنى الكاتب أن تحظى الدول النامية والفقيرة بنسبة ضئيلة من هذا الاهتمام، حينها ستتحقق المعجزات... جاء في المقال ما يلي.
هل ستقول ليس هذا وقت هذا؟ العالم من أخمص رأسه إلى أمّ قدمه مشغول بالكأس، فلا صوت يعلو فوق صوت الأقدام. حتى الأهوال النووية، وكوابيس حنطة الشعوب، باتت قضايا مؤجلة. حتى الرياح باتت لا تجري بما تشتهي سفن زيلينسكي الذي لم يدرك ما يتمناه، فقد ودّ لو يجني فوائد من مصائب القرية البولندية التي سقط عليها صاروخان، فتندلع حرب عالمية ثالثة، ولكن نووية "تيمّناً" بأن الحرب العالمية الثانية تفجّرت من بولندا، لكن الكرة ضربت العارضة. المناسبة غير مناسبة، فالعالم بلغ لتوّه ملياره الثامن.
نسأل الله حسن الختام، بأن تلعب كأس العالم دور ما يحدث في الألعاب السحرية، حين يشغل الساحر العيون، بينما يمرّر اللعبة الأصلية في غفلة من الأبصار والبصائر. لعل الكبار يتفاوضون في أمورهم الاستراتيجية الخاصة التي لا ناقة لأوكرانيا فيها ولا جمل.

لفكّ رموز المسألة، هي تشبه الفرق بين المسرح والمسرحية. أوكرانيا هي المسرح، ولكنها ليست المسرحية، ولم تكن صاحبة النص ولا الإخراج، ولا الأبطال أبطالها. "الكومبارس" منها قطعاً.

ما الذي شغلنا عن الكأس؟ هي لم تنطلق بعد. حتى إذا انطلقت: "متى ما تَلْقَ من تهوى.. دعِ الدنيا وأهملها".
قبل أن يتوقّد في الرأس لهيب الكأس، نعرّج على مفارقات البلدان المتعثرة تنموياً. حركات خفيفة على طريقة شابلن أو مستر بين، كصبّ ماء بارد على نائم.
عشرات الشعوب في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، تفرّخ اللاعبين والنوادي والمحللين الرياضيين، ومنهم من يضرب رأسه في الحائط ومنهم من ينتحر، ولا يغيّرون ما بأنفسهم من فقر الفكر، والاندحار على هامش العصر. تلك الشعوب وأنظمتها تتنافس أيها أكثر انسلاخاً من الواقع.
ثمة ما يدعو إلى التفكّر العميق؛ لأن كرة القدم استطاعت طوال أكثر من قرن تحقيق ما لم تستطع الإتيان بمثله لعبة أخرى؛ بل لم ينافسها في «المجد» علم أو أدب أو فن. لا يوجد حدث في أي مجال يحشد البشرية أو يحشرها معاً، بكل حماستها ومشاعرها وانفعالاتها بمحض إرادتها، في حالة «جذب وفناء في المشاهدة»، بتعبير الصوفيين، غير مباريات كرة القدم.
الكأس تلعب بالرأس فعلاً. لو حظيت البلدان المتعثرة تنموياً بواحد في المئة من هذا اللهب المستعر، في العلوم والبحث العلمي والاقتصاد والبناء والتشييد، لحققت المعجزات.
لزوم ما يلزم: النتيجة الاقتراحية: ماذا لو جرّبوا تسمية حكوماتهم منتخبات وطنية.
التعليقات