** لم تعرف كرة القدم أزمة، مثل تلك التى انفجرت مع الإعلان عن دورى السوبر الأوروبى التى سيشارك بها فرق النخبة فى إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا. لم تتدخل الحكومات كما تدخلت فى هذه الأزمة. لم تهتز أركان الفيفا ومقره الزجاجى فى زيوريخ كما اهتزت فى هذه الأزمة.
** «لا يمكننا إلا أن نرفض بشدة إنشاء الدورى الممتاز، الذى يعتبر متجرًا مغلقًا، وهو انفصال عن المؤسسات الحالية». كان ذلك جزءا من تصريحات إنفانتينو رئيس الفيفا، الذى أضاف: «إن مهمتى ومهمتنا هى حماية النموذج الرياضى الأوروبى ومسابقات الأندية والمنتخبات الوطنية. إذا اختاروا أن يسلكوا طريقهم الخاص، فعليهم أن يتعايشوا مع اختيارهم. هم إما داخل أو خارج. لا يمكن أن يكونوا نصفين نصف داخل ونصف خارج»، «مهمتى، مهمتنا، هى إنقاذ كرة القدم للأندية، كرة القدم الدولية».
** ردود الفعل صاخبة إزاء إعلان 12 ناديا من أندية النخبة تنظيم بطولة السوبر الأوروبى بعيدا عن الويفا، مقابل 6 مليارات دولار كقرض يدفعها بنك «جى بى مورجان» الأمريكى.. وبسرعة رفع أنصار نظرية المؤامرة الشعار إياه فى صيغة سؤال: هل هى مؤامرة من أمريكا على كرة القدم؟
** ضمن تقاريرها العديدة عن الحدث أو الحادث قالت جريدة الجارديان البريطانية «هذه فكرة لا يمكن أن يبتكرها إلا شخص يكره كرة القدم حقًا. من يكره كرة القدم يريد تقليمها، وتقطيعها، وتقطيع أوصالها».
** ما حدث هو حالة انقسام فى أوساط كرة القدم الأوروبية والعالمية غير مسبوقة فالأندية الـ 12 المؤسسة للبطولة باتت مهددة بالاستبعاد من البطولات الأخرى نتيجة لتصرفها أحادى الجانب، الستة الكبار فى إنجلترا ليفربول ومانشستر سيتى ومانشستر يونايتد وآرسنال وتوتنهام وتشيلسى وعمالقة إسبانيا، ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد بالإضافة إلى الثلاثى القوى فى إيطاليا يوفنتوس وميلان وإنتر ميلان، مهددون بالطرد من الدوريات المحلية، غير مسموح للاعبيهم الاشتراك مع المنتخبات الوطنية فى بطولة أوروبا أو كأس العالم.
** هذا الانقسام أو تلك الحرب الأوروبية الكروية العظمى، تدور حول المصالح، وحول المال، خاصة بعد الخسائر التى منيت بها الأندية الكبيرة بسبب كوفيد 19، وتقدر بالملايين فى عام من الجائحة؛ حيث حصلت الأندية الكبيرة فى إنجلترا على قروض من بنك إنجلترا تراوحت بين 46 إلى 175 مليون جنيه إسترلينى لتغطية الخسائر. لكن الخسارة الكبرى هى انهيار سلطات الفيفا والويفيا، وحتى اللجنة الأوليمبية الدولية رفضت هذا الدورى.
** الجماهير كان رد فعلها الرفض للبطولة، وهناك جماهير فرق أحرقت أعلام أنديتها احتجاجا. فكرة القدم هى لعبة التنوع، والشعوب والثقافات، والمدن والمناطق، والأفكار والأنظمة، ونظام فريد، عبارة عن بناء به قمة ووسط وقاع، شىء تذهب إليه الخروج واللعب وكذلك الجلوس والدفع مقابل الاستمتاع بهذا التنوع بما فيه من أحداث ومفاجآت.. وقال اللاعب الألمانى السابق لوكاس بودولسكى: «استيقظت اليوم على أنباء مجنونة.. إهانة لاعتقادى ومنظورى بأن كرة القدم هى السعادة والحرية والعاطفة والجماهير وأنها للجميع. هذا المشروع مثير للاشمئزاز وغير عادل، وأشعر بخيبة أمل لرؤية الأندية التى لعبت لها سابقا وهى تشارك فى هذا. قاوموا هذا».
** من المقرر أن يحصل كل نادٍ مشارك فى تلك البطولة على مبالغ مالية تتراوح بين 200 و250 مليون يورو بينما يحصل بطل دورى أبطال أوروبا على 60 مليون يورو. وهو فارق شاسع فى الدخل المالى.