الذين كانوا «مبشرون بالمنتخب»..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الذين كانوا «مبشرون بالمنتخب»..!

نشر فى : الأربعاء 22 مايو 2019 - 10:00 م | آخر تحديث : الأربعاء 22 مايو 2019 - 10:00 م

** يوم 25 إبريل الماضى توقعت هنا عودة النجوم الكبار، وذلك تحت عنوان: «المبشرون بالمنتخب» وقلت: «الآن يعود إلى المنتخب أسماء لم تكن فى اختيارات خافيير أجيرى الأولى، مثل عبدالله السعيد، وأحمد على، وأحمد فتحى، وربما يكون أيمن أشرف المرشح الأول لمركز الظهير الأيسر. كذلك لو كان وليد سليمان سليما لعاد هو الآخر إلى تشكيل الفريق وقد يكون هناك مبشرون بالمنتخب إضافة إلى هؤلاء.. وإذا كان هناك عائدون محتملون، فإن هناك خارجين مؤكدين بالطبع».

** خرج فتحى من قائمة الذين كانوا مبشرين بالمنتخب، وللأمانة لم يكن ذلك انفرادا خاصا بنسبة 100% فهناك شريك فى هذا الانفراد، وأشكره على ذلك. فقد تغيرت فلسفة وخطط خافيير أجيرى بعد قرار إسناد تنظيم كأس الأمم الإفريقية إلى مصر، وبات المنتخب مطالبا بالسعى للفوز باللقب الثامن، فعندما تولى أجيرى المهمة قبل 11 شهرا كان مضمون التعاقد بين الرجل وبين الاتحاد هو الوصول لكأس العالم 2022 كهدف أساسى، وهو ما دفع أجيرى إلى التوجه للهبوط بمعدل أعمار اللاعبين، وأعلن ذلك بالفعل، بشأن أسماء طالب الجميع بضمهم مثل عبدالله السعيد وفتحى ووليد سليمان.

** كان هذا وفقا للهدف الأكبر وهو الوصول لكأس العالم القادمة، وأمام هذا الهدف وضع الجهاز الفنى للفريق خطة تضمنت المشاركة فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2019.. وربما كان هناك قصور فى التعامل مع بطولة القارة، سواء كانت فى الكاميرون أو فى مصر، ففى الحالتين يضع الرأى العام ضغطا كبيرا على المنتخب كلما شارك فى كأس إفريقيا بالمطالبة بإحراز اللقب، باعتباره الفريق المرشح الأول، وصاحب الرصيد الأكبر من البطولات.

** القصور امتد إلى الخلط بين بناء منتخب جديد وبين الاستعداد لكأس الأمم الإفريقية، فهناك فارق كبير بين البناء وبين الاستعداد لبطولة. وأكرر للأسف ما سبق وأشرت إليه، وهو أن بناء فريق جديد يحتاج إلى سنوات من الاحتكاك والتجارب، والاختيارات. علما بأن تجربة لاعب تعنى الدفع به فى مباريات قوية وفقا للأجندة الدولية، لأنه ليس صحيحا أن اللاعب يمكن تجربته دوليا من خلال ربع الساعة كفرصة فى مباراة. بينما الاستعداد لبطولة أمر مختلف تماما. ومن أسف أن هذا الخلط قديم فى خريطة الكرة المصرية، التى تتعامل مع الاستعداد لبطولة كأنه احتكاك وبناء.

** هكذا لعب أجيرى مباراتى النيجر ونيجيريا بفريق لن يلعب فى الأمم الإفريقية، فقد غاب أربعة من النجوم الأساسيين الذين يلعبون فى الدورى الإنجليزى وشارك من شارك من الذين قد لا يكونون ضمن الاختيارات الأساسية للفريق عند الاشتباك فى البطولة..!

** الجهاز الفنى كانت له اختياراته، وهو المسئول عنها، والانتقادات بشأن تلك الاختيارات، تتضمن وجهات نظر فنية قد تكون مقبولة، ووجهات نظر أخرى تحركها عواطف المشجع، الذى يحب فريقه ويحب نجوم فريقه. لكن هناك بالفعل علامات استفهام أمام تجاهل نجوم لمعوا فى الدورى باعتباره معيار اختيار المحليين، مثل عبدالله جمعة، ومحمد هانى، وعمرو السولية، وعمر السعيد.. ولا يمكن أبدا أن يشرح الجهاز الفنى أسباب عدم ضم لاعبين وأسباب ضم لاعبين آخرين.. فتلك مسائل لا تناقش علنا ولا يجوز. وعلى أجيرى قبول النقد، وعلى النقاد قبول وجهة نظر أجيرى.. وكل منهم فى موقعه، فالنقاد أيديهم فى الماء، وهم ليسوا المدرب الذى يضع يده فى النار!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.