البرازيليون عصافير كناريا تعشق الحرية! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البرازيليون عصافير كناريا تعشق الحرية!

نشر فى : السبت 23 يونيو 2018 - 9:45 م | آخر تحديث : السبت 23 يونيو 2018 - 9:45 م

** بعد تعادل البرازيل مع سويسرا، أرسل الرئيس البرازيلى السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من محبسه، حيث يقضى فترة عقوبة مدتها 12 عاما بتهم الفساد أرسل تحليلا للمباراة عبر البريد إلى قناة «تى. فى. تى» التليفزيونية فى مدينة ساو باولو، التى شهدت بداية مسيرته فى العمل السياسى.

وقال لولا فى حديثه عن المباراة: «المباراة الأولى للفريق أكدت الحكمة التى نرددها دائما: التدريب هو تدريب والمباراة هى المباراة. فلم نقدم المستويات الجيدة بالشكل الكافى، وفعل المنافس ما كان يفترض به أن يفعل، وهو إخراج الفريق البرازيلى من أجواء المباراة»..!

** نعم المباراة مباراة والتدريب تدريب.. وقد لعب البرازيل أمام كوستاريكا مباراة ولم تلعب تدريبا. كانت صفارة البداية من الحكم الهولندى بمثابة إطلاق إشارة الرقص للاعبى البرازيل.. لقد تلاعب نجوم السامبا بمناضلى كوستاريكا، الذين دافعوا عن حدود مرماهم ببسالة ولياقة. ولكن البرازيليون أهدروا العديد من الفرص السهلة. رقصت البرازيل السامبا من الدقيقة الأولى لتذكرنا بأنها تعتبر سلالة رياضية من المستحيل أن يشعر أحد نحوها بالكراهية. نعم فقد ظل منتخب البرازيل (سليساو) مهيمنا، لدرجة أنه إما أن يكون منتصرا، أو حائزا لانتصارات أخلاقية. وظل أداء البرازيل فى مسابقات كأس العالم متسقا مع ذلك، حتى أنه يرقى إلى مصاف أن يكون طريقة لرواية تاريخ البطولة نفسها. ومع ذلك، فبالنسبة لأنصار الفريق، لا يعتبر الفوز كافيا. وعندما تخسر البرازيل، تنكس الأعلام، وتكثر حالات الانتحار، وتعقد جلسات التحقيق الحكومية.

** استرد المنتخب البرازيلى بعضا من هيبته التى اهتزت كثيرا حين خسر من ألمانيا 1/7 فى بيلو هوريزونتى فى مونديال 2014.. وهو ما تطلب ثلاث سنوات من العمل الشاق والجاد، لاسيما من جانب تيتى المدير الفنى الذى تولى المهمة فى 2016. وابتكر أسلوبا فريدا بمنح 16 لاعبا شارة الكابتن لزرع المسئولية الجماعية فى نفوس جميع اللاعبين.

** استرد منتخب البرازيل وعيه وروحه، بالفوز على كوستاريكا. واسترد إيقاعه وطبيعته. فالمواهب والمهارات الفردية والنضج الفردى لدى البرازيليين تتفوق على غيرها من المنافسين، وباتت تمتزج فى الأداء الجماعى وترى البرازيليين فهم يعشقون الحركة السريعة، والخدع والإيقاع وهى طريقة للعب الكرة مستوحاة من رقصتى السامبا والكرنفال. وهناك من يرجع أسلوبهم إلى الكابويرا، وهو فن الدفاع عن النفس الذى اخترعه العبيد الأفارقة الذين أخفوا أسلوبهم فى القتال فى صورة رقص ليخدعوا أسيادهم..!

** يقول كارلوس ألبرتو مدرب البرازيل فى 1994 فى محاولة لشرح فلسفته الدفاعية فى مونديال 1994: «لا يمكن أن يكون بالفريق 10 بيليه أو جارينشا ولا 10 دونجا (كلب الحراسة). الجمال فى كرة القدم هو هذا التوازن بوجود لاعبين مهرة ولاعبين يقاتلون فى الوسط والدفاع. لابد أن تدافع لتكون قادرا على الهجوم».

** لم تكن تلك هى البرازيل على الرغم من فوزها باللقب بركلات الجزاء الترجيحية على حساب إيطاليا فى المباراة النهائية.. ولكن البرازيل تكون البرازيل تتحلى بالشجاعة الهجومية، وحين يتكون فريقها من مجموعة مهارات فردية تجد الحلول فى كل لحظة وفى كل مواجهة. والبرازيل تكون البرازيل حين تلعب بفرحة وتلقائية واستمتاع حتى فى أحلك وأصعب الأوقات. فتلك هى شخصية البرازيل.. واللاعب البرازيلى يكره أن يكون أسيرا فى الواجبات الدفاعية، ويكره تلك القيود التى تجعله يتحرك بحساب، ويتقدم بحساب، ويلعب بحساب..!

** اللاعب البرازيلى واللاعبون البرازيليون عصافير كناريا تعشق الحرية..!

********************

** لماذا نخسر فى الدقيقة الأخيرة؟ كان ذلك عنوان المقال الذى نشر صباح أمس، وذكرت فى النص أنه مرسل لى من الصديق علاء جبر نائب رئيس اللجنة الأولمبية، وأنه قال لى إنه منقول وليس كلامه. وأشرت فى المقال إلى أن النص منقول. وبغض النظر عن أن نصف المقال المكتوب فى الشروق كان لى. إلا أننى أدين باعتذار إلى الدكتور حسن كمال صاحب هذا البوست البديع الذى جعلنى أهتم بنشره على غير عادتى من نقل بوستات، لولا أننى تلقيته من صديقى علاء جبر.

** يبقى أن الدكتور حسن كمال لفت نظرى لقضية مهمة بإصراره على الفوز بحقه، وهو صواب، لفت نظرى إلى أننى منذ 40 عاما ينقل عنى آراء، وتنشر مواقع مقالاتى، وينقل عنى البعض بوستات، دون أن أهتم بالسعى وراء حقى، وهو خطأ قطعا.. شكرا لك يا دكتور، فقد أيقظت حقى الضائع!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.