الخاسرون من تحسن العلاقات المصرية السعودية - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:12 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخاسرون من تحسن العلاقات المصرية السعودية

نشر فى : الإثنين 24 أبريل 2017 - 9:55 م | آخر تحديث : الإثنين 24 أبريل 2017 - 9:55 م

ما هى الأطراف أو البلدان أو القوى والجماعات التى تتضرر من وجود علاقات مصرية سعودية قوية ومستقرة؟!.

بنظرة سريعة سنجد الخاسرين أو المتضررين من وجود علاقات طيبة بين البلدين أكثر من طرف وأكثر من دولة وجماعة، وفى السطور المقبلة نرصد هذه الأطراف:

أولا: إيران هى الطرف الأكثر استفادة من توتر العلاقات، وهى تتمنى أن يستمر الخلاف، بحيث تستعيد علاقتها مع مصر لتشكل بها ضغطا على السعودية، فى حين أن السعودية قد تلجأ لتحسين علاقتها مع إسرائيل للضغط على إيران. وإضافة إلى إيران فإن كل حلفائها فى المنطقة سيستفيدون من هذا التوتر، خصوصا جماعة الحوثيين وعلى عبدالله صالح الذين يخوضون صراعا داميا ضد المملكة فى اليمن.

ثانيا: الحكومة السورية، ونظام بشار الأسد، فأى خلاف مصرى سعودى، كان يفسر دائما بأنه يؤدى آليا إلى تحسين العلاقات بين القاهرة ودمشق، خصوصا أن موقف القاهرة مختلف إلى حد كبير عن الرياض فى ضرورة اتخاذ موقف حازم من قوى التطرف والإرهاب فى سوريا، من أول داعش والنصرة نهاية بالإخوان وما بينهما من تنظيمات تحمل أسماء متنوعة لكنها متفقة فى الأهداف النهائية.

ثالثا: بعض الدول الغربية، التى تلعب على وتر تزكية الخلاف،لأن استمراره سيؤدى بصورة آلية إلى زيادة الاعتماد على هذه القوى سواء فى شكل صفقات عسكرية أو اقتصادية كبرى، أو عقود حماية للأنظمة الهشة، لكن هذه القوى الكبرى، بل ومعها إسرائيل، لا تمانع فى تنسيق مصرى سعودى أو عربى ــ عربى، بأى شكل من الأشكال مادام ذلك يتم تحت سقف ومصالح هذه الدول الكبرى.

رابعا: كل جماعات الإرهاب والعنف والتطرف والمتاجرة بالدين فى المنطقة، والبداية بالطبع بجماعة الإخوان وداعميها.

صار واضحا أن الجماعة تحلم باليوم الذى تنقطع فيه علاقات البلدين أو على الأقل تتوتر، وهى لا تنسى اليوم الذى قام فيه الملك عبدالله رحمه الله بتصنيفها إرهابية، ودعمه الكامل لثورة ٣٠ يونيو.
تحاول الجماعة إقناع السعودية بأنها يمكن أن تكون ذراعها فى اليمن وسوريا وليبيا، ضد التمدد الإيرانى أو حتى ضد القاعدة وداعش بتوصية قطرية تركية.

وبالتالى فإن أى تحسن فى علاقات القاهرة والرياض يعنى آليا وقف الرهان على هذا السيناريو الإخوانى. وشهدنا فى السنوات الأخيرة خصوصا منذ وفاة الملك عبدالله محاولات ومراهنات وتسريبات إخوانية متعددة سواء للإساءة لعلاقات المملكة ومصر،أو الإيحاء بتحسن علاقات الجماعة بالسعودية، أو محاولات إقناع المملكة بالضغط على القاهرة لتخفيف الضغوط على الإخوان.

أولا: إسرائيل، هى الطرف الأكثر تضررا من وجود علاقات قائمة على أسس حقيقية وقومية بين البلدين، وأشدد على كلمة حقيقية، أى تحدد العدو المشترك للعرب أجمعين، وإذا حدث ذلك فسوف ندرك وقتها أن إسرائيل هى الخطر الأكبر على الأمن القومى العربى بأكمله.

لكن الواقع على الأرض يقول إننا وصلنا إلى حالة من التراجع بحيث إن بعض الأطراف العربية تتسابق إلى إقامة علاقات مجانية مع العدو الصهيونى سواء لمواجهة إيران أو للاستقواء بالعدو فى مواجهة دول عربية أخرى على غرار ما حدث فى فترة وجود الإمارات الصليبية فى المنطقة!

العلاقات القوية والمستقرة بين مصر والسعودية وسائر الدول العربية الكبرى ستحسن الموقف التفاوضى العربى والفلسطينى فى مواجهة إسرائيل، والعكس صحيح، فقد صارت علاقة إسرائيل بكل طرف عربى على حدة ــ خنجرا يتم طعن دول عربية أخرى به، وبالأخص الطرف الفلسطينى مكسور الجناح.

إذا لم تستقر علاقات مصر والسعودية على أسس قوية فربما نتفاجأ بأن إسرائيل ــ لا قدر الله ــ ستدخل حكما للتهدئة بينهما. والمعروف أن هذا الدور كانت تقوم به الولايات المتحدة فى سنوات سابقة قبل ٢٠١١، ويبدو أنها عادت مرة أخرى لتلعبه!

ختاما فإن كثرة عدد المتضررين من تحسن العلاقات، يحتم على المسئولين فى البلدين بذل اكبر جهد لإزالة أو تجنب الفخاخ المنصوبة فى مجرى علاقات البلدين.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي