حوار مع عمار الحكيم - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حوار مع عمار الحكيم

نشر فى : الثلاثاء 30 مايو 2023 - 8:20 م | آخر تحديث : الثلاثاء 30 مايو 2023 - 8:20 م
السياسى العراقى الكبير عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة فى العراق زار مصر هذا الأسبوع، والتقى بالرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكرى وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس بابا الكنيسة الأرذوكسية كما التقى بالعديد من الكتاب والصحفيين والمفكرين المصريين.
خلال الزيارة تلقيت دعوتين لمقابلة الحكيم، الأولى فى دار سكن السفير العراقى أحمد نايف الدليمى بالزمالك، ولم أتمكن من تلبيتها للأسف، والثانية لقاء فى أحد فنادق القاهرة الجديدة بصحبة مجموعة من الشخصيات العامة الباحثين والنواب مساء الإثنين الماضى.
الحكيم مصنف بأنه أحد رموز الاعتدال والواقعية فى المشهد العراقى. وكتلته السياسية وتياره العام صار مؤثرا فى السياسة العراقية بدرجة ملحوظة. وهو أيضا سليل أسرة سياسية معروفة فهو ابن عبدالعزيز محسن الحكيم الرئيس السابق للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية والرئيس السابق لكتلة الائتلاف العراقى الموحد فى البرلمان، كما أنه حفيد المرجع الدينى آية الله العظمى محسن الحكيم المرجع الشيعى فى العراق وتوفى عام ١٩٧٠.
عمار من مواليد يوليو 1971، وحينما توفى والده عام ٢٠٠٩ صار رئيسا للمجلس الأعلى، ومن ٢٠١٤ صار رئيسا لتيار الحكمة فى البرلمان العراقى.
ومن المعروف أن عائلة الحكيم كانت من أشد المعارضين لحكم الرئيس الراحل صدام حسين، ولجأت إلى إيران عام ١٩٧٩ حيث درس عمار القانون وتخرج فى جامعة «قم».
قابلت الحكيم فى بيته الملاصق لبيت رئيس الجمهورية فى بغداد قبل شهور برفقة مجموعة من الإعلاميين المصريين، ويومها تحدث معنا لوقت طويل، وحينما قابلته مساء الإثنين الماضى أدركت أنه أحد أهم السياسيين فى المشهد العراقى فى الوقت الحاضر، ولديه رؤية واضحة لما يحدث فى المنطقة.
خلال لقاء الإثنين الماضى سألت عمار الحكيم أكثر من سؤال أولها: من الذى تغير إيران أم العرب، أم الطرفان معا، أم أنه تصالح المضطرين؟! كما سألته عن مدى صحة أنه ينقل رسائل بين القاهرة وطهران.
السؤال الثانى فضل ألا يرد عليه، لكنه استرسل فى الرد على السؤال الأول، وقال لى، إن إيران والسعودية والمنطقة لم تتغير، لكن الذى تغير هى المصالح وصارت الأولويات اقتصادية بالأساس.
السعوديون يريدون وقف استنزاف اقتصادهم وبلدهم فى اليمن وإيران تريد كسر العزلة الأمريكية والغربية الاقتصادية عليها وهناك مصلحة للمنطقة فى ذلك خصوصا العراق المستفيد الأول من هذا التقارب، الحكيم ضرب مثلا على هذا الأمر بقوله إن تلميذا تأخر فى الوصول لمدرسته وحينما سأله المعلم لماذا تأخرت، قال إن أبى وأمى كانا يتشاجران، فسأله المعلم: وما شأنك أنت، فرد الابن: كنت أقوم بتوزيع القباقيب عليهم!!!، الحكيم يريد القول إن العراق يتضرر جدا الآن إذا كان العرب وإيران متخاصمين ويستفيد كثيرا إذا تصالحا.
هو قال لنا إن العراق استضاف ٥ جلسات مفاوضات بين السعودية وإيران، لكن الصين هى التى رعت المصالحة النهائية، لأنه كان لابد من وجود ضامن أكبر للمصالحة. فالصين هى المستورد الأكبر للنفط الإيرانى الذى تحاول واشنطن تقييده، وبالتالى فأى صاروخ ينطلق من إيران أو أى مكان ضد حقول النفط فى الخليج سيعطل ويخرب التشابك الاقتصادى الإقليمى والدولى، وفى قلب ذلك العلاقة الصينية الإيرانية قبل السعودية، ثم إن الصين تريد أن يكون لها موطئ قدم فى المنطقة، وبالتالى فوجودها كضامن فى هذه المصالحة مهم للجميع.
الحكيم أشاد بمحمد بن سلمان لأنه لم ينتظر انتهاء مسار تعزيز الثقة مع إيران، بل ذهب باتجاه تعزيز مسار التعاون مباشرة.
فى تقدير الحكيم أن العرب والإيرانيين استنزفوا مليارات الدولارات فى صراعات عبثية تحت مسميات مختلفة، والمستفيد الوحيد من ذلك هم تجار الأسلحة، والحل هو المزيد من تشبيك العلاقات بين دول المنطقة.
الحكيم قال إنه زار القاهرة قبل سبع سنوات وقال وقتها إننا نحتاج إلى توزيع مساحات النفوذ فى المنطقة بين القوى الخمسة الأساسية وهى مصر والسعودية والعراق وإيران وتركيا، وفى رأيه أن المنطقة مقبلة على تطبيق ذلك فى المستقبل القريب، بحيث يتم توجيه الجهود للبناء والتنمية وليس للصراعات والحروب، وهو يرى أن مصلحة مصر أن تكون جزءا من هذه التفاهمات الجديدة التى يتم تشكيلها حاليا.
سألت الحكيم عن «الحشد الشعبى» وهل هناك مخاوف أن يتكرر سيناريو السودان فى العراق ــ لا قدر الله ــ وهو رد نافيا بشدة حدوث ذلك، وتحدث فى العديد من الموضوعات المهمة، أرجو أن أعود إليها لاحقا إن شاء الله.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي