ماذا بعد زيارة نتنياهو إلى مسقط؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ماذا بعد زيارة نتنياهو إلى مسقط؟

نشر فى : الأربعاء 31 أكتوبر 2018 - 11:40 م | آخر تحديث : الأربعاء 31 أكتوبر 2018 - 11:40 م

نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالا للكاتب السعودى «عبدالرحمن الراشد» حول تداعيات الزيارة الأخيرة الذى قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» إلى سلطنة عمان.
بداية ذكر الكاتب أن برود ردود الفعل الشعبية والإعلامية العربية على الإعلان العمانى باستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى العاصمة مسقط، يوضح كم تغيرت المنطقة عما كانت عليه فى السابق. والنشاط الإسرائيلى تجاوز اللقاءات السياسية إلى مجالات أخرى مثل الاقتصادية والرياضية، وتتكرر فى عدد من الدول العربية، فهل هى نهاية العلاقة المحرمة؟
أعتقد ذلك، التعامل اللابراجماتى مع النزاع أضرَّ بالفلسطينيين ولم يردع الإسرائيليين.
وأضاف الكاتب أن الثقافة العربية الرافضة لهذه العلاقة ولهذا التطبيع مغروسة فى العمق ولا تزال حية، لكن الجديد أنها لم تعد المحرك لسياسات الحكومات العربية التى كانت تتقاذفها كرةً ضد بعضها. سلطنة عمان أحسنت التعامل بالوضوح والمصارحة، ولأن عمان ليست طرفا فى النزاعات الإقليمية فإنه لا أحد من هذه الحكومات وجه مدافعه الإعلامية ضدها. على الرغم من المصارحة بالزيارة التى ضمت عددا من الوزراء مع نتنياهو.
لا تزال كواليس الزيارة مجهولة. وما قيل عن الوساطة العمانية بين الفلسطينيين والإسرائيليين مستبعد، على اعتبار أن مصر هى التى تولت المهمة. هل لها علاقة بالملف الإيرانى ــ الإسرائيلى؟ ربما، على اعتبار أن عمان محل ثقة الجانبين كوسيط أمين.
فإيران تعيش أسوأ أيامها على جبهتين، ضربت فى سوريا وعادت العقوبات الأمريكية والتى ستتوج بحرمانها من النفط وتعاملات الدولار بعد أسبوع فقط. التطور المهم جدا هو تعاظم دور إسرائيل فى المنطقة نتيجة الحرب الأهلية السورية وبفضل دخول إيران وميليشياتها فى مناطق تعتبرها إسرائيل حزامها الأمنى. لعبت إسرائيل دورا مهما بالغا فى ضرب النفوذ الإيرانى المتعاظم فى سوريا. فأدت أدوارا لم تستطع الدول العربية الرافضة تحقيقه. بذلك تحقق التوازن العسكرى فى المنطقة، وأصبحت إسرائيل مهمة للأمن الإقليمى بعد أن كانت تعتبر تفاحة مسمومة يتحاشى الجميع التعامل معها.
وأوضح الكاتب أن الحرب السورية غيرت المعادلة عندما أدخلت إسرائيل طرفا. إضافة إلى دخول وتركيا وروسيا، فإن دخول إيران الحرب بقوة هو الذى أدخل إسرائيل لتصبح لاعبا أساسيا، خاصة عندما تقاعست كل من أمريكا وتركيا فى مواجهة التمدد والهيمنة للنظام الإيرانى فى سوريا، وبعد أن اتضح أنها تبنى إمبراطورية من الميليشيات الفوضوية. حتى الذين يرفضون إسرائيل فى إطار القضية الفلسطينية وجدوا أنفسهم مضطرين للترحيب بتدخل سلاح الجو الإسرائيلى الذى غير الوضع فى سوريا بشكل كبير، وتباعا لجم التهديدات الإيرانية للمنطقة. بذلك فرضت إسرائيل نفسها فى قلب المعسكرات الإقليمية، وبدون تدخلها ما كان ممكنا منع تمدد الحرس الثورى الذى نجح على ظهر الوجود العسكرى والسياسى الروسى.
فهل تزيد إيران التفاهم مع إسرائيل وطمأنتها من خلال الوسطاء أم أن إسرائيل هى التى تريد إيصال رسائلها إلى طهران، على اعتبار أن إسرائيل تؤثر فى القرار الأمريكى المصمم على مقاطعة نظام إيران وخنقه اقتصاديا.
ويختتم الكاتب حديثه قائلا إن هذه تحولات مهمة تشهدها المنطقة ولن تتوقف أنشطة القيادات الإسرائيلية عند مسقط، بل هى بداية تقسيم سياسى مبنى على النزاعات فى سوريا واليمن وغيرها..

الشرق الأوسط ــ لندن

التعليقات