حسام طلعت يكتب: من دولة «اللواءات» إلى دولة «الولاءات»

آخر تحديث: الإثنين 24 سبتمبر 2012 - 1:45 ص بتوقيت القاهرة

عانينا كثيرا من دولة اللواءات حين كان كل مكان على أرض مصر يحكمه لواء، فقد كان الوزير لواء والمحافظ لواء ورئيس الحي لواء، ورئيس الهيئة لواء ورئيس الشركة القابضة لواء، حتى إنهم في المنوفية قد أتوا بعميد قوات مسلحة ليكون مديرًا للإدارة التعليمية!!

 

 

وذلك طبعًا لما يتمتع به رجال الجيش من الطاعة العمياء للأوامر، وأيضا لأنهم جميعا شبكة واحدة مترابطة متوافقة جمعهم العمل العسكري لسنوات عدة.

 

 

وكان كل ما في مصر عسكرياً، كل ما في مصر يخضع لشيء واحد طاعة الآلة العسكرية بقيادة مبارك قائدها الأعلى، يخرج ضابط الجيش أو الشرطة من الخدمة ليس للمعاش ولكن لقيادة أي مؤسسة مدنية كبرت أو صغرت، فيرجع ذلك لرتبته وقربه من النظام!!

 

 

قمنا بثورة، أطحنا فيها برأس النظام العسكري، وأكمل الرئيس مرسي ما قد بدأناه فأطاح بالمجلس العسكري من المشاركة في الحكم، وله في ذلك جزيل الشكر.

 

 

ولكن الشعب المصري لم يكتب له بعد أن يحكم بطريقة عادية مثل بقة دول العالم المتحضر؛ فلم نكد نتخلص من اللواءات حتى نقع في براثن شكل آخر من أشكال الحكم "الشبكي"، حيث إن ولاء المسؤول الآن للرئيس وبالطبع للجماعة، أصبح شرطًا في حصوله على منصبه!!

 

 

لم تضع من أذني مفردات القسم الذي ألقاه رئيس المخابرات العامة الجديد حين أقسم على الولاء للرئيس، سمعت من يقول أنه هذا النص قديم، وإن كان قديم فلابد أن يتغير، فماذا لو ذهب الرئيس مرسي عن المنصب لأي ظرف من الظروف هل معنى هذا خلو منصب رئيس المخابرات أيضًا؟!

 

 

ما معنى أن أقسم على الولاء لشخص، والمفترض أن أكون في خدمة وطن؟ ماذا لو أخطأ هذا الشخص هل معناه أني سأقف مع هذا الشخص ضد الوطن؟!

 

 

ولم يقف الموضوع عند هذا الحد، فقد تم تعيين رئيس جديد لشركة المقاولون العرب كل مؤهلاته أنه صديق الرئيس!! فلم يثبت أنه أمتلك يومًا مكتبًا استشاريًا للمقاولات أو أنه مهندس معماري أو مدني شهير ذو خلفية عملية كبيرة بالقدر الكافي لقيادة صرح من أهم صروح الدولة!!

 

 

ناهيك عن الوزراء والمحافظين الذين تم توزيعهم على حسب الأولويات الإخوانية الصرفة؛ فقد تم إسناد محافظات بعينها لقادة من قيادات الإخوان لأهداف محددة ولأسباب معلومة!!

 

 

إنها الولاءات هذه المرة وليست اللواءات، نفس الأحرف رغم اختلاف ترتيبها إلا أنه ولأول مرة ولأننا في مصر؛ فإنهم يقدمون نفس المعنى ونفس المضمون!!

 

 

لماذا يشك حكامنا فينا؟! مع إنهم منا ونحن منهم!! أم أنهم يحكموننا كما كان السلاطين والملوك يحكموننا!!

 

 

لا زال أمامنا الكثير حتى نعرف كيف ندير دولتنا بالعدل، وليس بالفضل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved