عبد الرحمن محمد رضا: كش ملك

آخر تحديث: الثلاثاء 27 مارس 2012 - 1:36 م بتوقيت القاهرة

ألمح الآن بشائر النصر تلوح في الأفق؛ ذلك أن العسكر لما بدأوا يفقدون أعصابهم بانت الحقائق.

 

بالنسبة للعسكر فإن مجلسي الشعب والشوري وجمعية كتابة الدستور تلك المكاسب التي حققتها الثورة للشعب ليست سوي طريقة لكسب الوقت علي طريقة "خليهم يتسلوا".

 

بالنسبة للعسكر فإن معركتهم الأهم هي معركة الرئيس؛ لقد أفاقوا علي حقيقة فشل مشروع الرئيس التوافقي – بالمعني السيء للكلمة – أفاقوا عندما تأكدوا أن خطة الرئيس التوافقي سراب يحسبه الظمآن ماءاً ؛ فانتقلوا لخطة الرئيس "المزوّر".

 

في تصوري تبدأ أول مكاسب هذه الخطة مع الحصول علي رئيس "شخشيخة" أو توافقي.. ثم عما قليل لا ينفك يتنازع هذا الرئيس مع مجلس الشعب ويحله؛ فنبعثر أوراق اللعب ونبدأ من جديد.. ثم يبدأ العسكري ببطء في جني المكاسب السياسية قطعةً قطعة؛ ويجمع خيوط السلطة بتأني في يديه خيطاً خيطاً.. وبالتدريج تعود مصر تحت وصاية العسكر.. "وكله بالقانون".

 

حقيقة مشكلة العسكر أنهم بنوا خططهم علي تصور غير دقيق؛ لقد بنوا حساباتهم علي أن الإخوان سيبيعون من أجل مكاسب لأنفسهم؛ مكاسب دنيوية؛ ولكن الإخوان لا يبيعون دينهم بعرضٍ من الدنيا؛ العسكر لم يتعلموا من درس حماس في غزة.

 

إن كان نفر قليل للغاية في داخل الإخوان يعتبرون أن الإخوان حزباً سياسياً يبحث عن مصالحه الخاصة ويمارس السياسة باعتبارها صفقات؛ فإن غالبية الإخوان يؤمنون - نعم يؤمنون - بأن دورهم الحقيقي أن يكونوا في خدمة مصالح بلادهم؛ مترفعين عن أي مكاسب دنيوية سواء كانت مكاسب شخصية أو مكاسب حزبية.

 

في الإخوان تربينا أن تكون الدنيا في أيدينا وليست في قلوبنا.

 

عندما اصطدم العسكري بهذه الحقيقة بدأ يفقد أعصابه ويهدد ويتوعد ويرغي ويزبد؛ صدقوني رغم كل ما في الأجواء من قلق وتوتر فأني في غاية التفاؤل.. حتماً ستنتصر ثورتنا ؛ إني أري بشائر نصرها الآن.

 

لذا فأولي أولوياتنا أن تتوجه إرادتنا جميعاً نحو الاتحاد لنخوض معركةً واحدة؛ سنقف فيها صفاً واحداً من أجل منع تزوير انتخابات الرئاسة.

 

أنا أعلم أن إدارة الإخوان في أغلبها "تنظيميين" لا يملكون مؤهلات العمل السياسي العام وأنهم كثيراً ما أخطأوا وقليلاً ما أصابوا ودائماً ما ارتبكوا؛ وأعلم أن صف الإخوان قد اندفع بتلقائية مدافعاً دائماً عن وجهة نظر إدارة الإخوان وخياراتهم السياسية وكأنهم مدافعين عن حق ضد باطل وليسوا كمدافعين عن وجهة نظر وعن خيار سياسي؛ حتي تورطوا في تخوين شركاء الميدان.. وأيضاً حدث نفس الشيء من شركاء الثورة ضد الإخوان.

 

أقول مهما كانت خلافات شركاء الثورة مع الإخوان؛ فصدقوني ليس هذا وقته سيأتي أوان الحساب عندما ننتخب رئيساً حقيقياً يمثلنا جميعاً..

 

لم نعد نملك رفاهية التخوين المتبادل والمعارك اللفظية وضياع أوقاتنا في متابعة المناظرات الفضائية بين شركاء هدفهم واحد؛ لم يعد هنالك وقت.

 

مهما كانت الخلافات بيننا جميعاً إسلاميين وليبراليين ويساريين وناصريين والآخرين.. سننسي هذه الخلافات الآن؛ سنتحد في معركتنا الأخيرة حتي لا تُزور إرادتنا ويختار العسكري لنا رئيساً "تفصيل".

 

ومهما كانت خلافاتنا داخل الإخوان مع إدارة الإخوان؛ فليس هذا وقتها؛ وعن نفسي سأصبر حتي تنتهي معركتنا الأخيرة مع العسكر ثم يكون بيننا وبين إدارتنا عتاب وحساب أما الآن فليس وقت الملام والعتاب فهذه آخر معركة قبل معارك البناء إن شاء الله.

 

بقي للعسكري المُحاصر مخرج واحد؛ هو أن ينجح في تزوير إرادة الأمة - ولن يستطيع إن شاء الله – فإن شعبنا صار رقما صعباً لا يمكن تجاهله؛ الشعب سيختار رئيسه بإرادته الحرة؛ سيكون لنا رئيس حر ولاؤه لشعبه وليس لجهة أخري؛ فإذا اختار الشعب رئيسه فإنه يقول للعسكري:

 

"كش ملك"

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved