أبرزها غياب التخصص.. معوقات تجديد الخطاب الديني من رؤية الراحل جمال قطب - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:04 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبرزها غياب التخصص.. معوقات تجديد الخطاب الديني من رؤية الراحل جمال قطب

منال الوراقي
نشر في: الثلاثاء 14 أبريل 2020 - 11:44 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 14 أبريل 2020 - 11:44 ص

رحل عن عالمنا أمس الاثنين، الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، وأحد كبار علمائه، وأستاذ مادة القواعد الفقهية بمعهد معلمي القرآن الكريم، عن عمر يناهز 72 عامًا، وذلك بعد صراع مع المرض.

جمال قطب هو أحد كتاب الرأي في جريدة «الشروق» منذ عام 2010، إذ كان يخصص مقالًا أسبوعيًا كل خميس، واليوم، تزيد مقالاته عن الألف مقال في «الشروق»، تناول فيها شؤون الفقه الإسلامي والقضايا المُلحة، من ضمنها سلسلة مقالاته المميزة عن عوائق تجديد الخطاب الديني، والتي نشرت في عام 2016.

ويري قطب أن قضية تجديد الخطاب الديني تعد محورية عند تناول الحلول الخاصة بمواجهة الفتنة الطائفية، ولكن تواجهها عدة معوقات، رصدهم في 30 حلقة من السلسلة التي جاءت بعنوان "معوقات تجديد الخطاب الديني"، نعرض أبرزهم فيما يلي.

-إهمال الأصول القرآنية

يرى قطب، أن اتباع فقه القرآن الكريم أفضل من اتباع مؤسسي علم أصول الفقه من علماء القرن الثاني الهجري، على رأسهم الإمام الشافعي، موضحا أن المسلمين عاشوا زمن تنزل القرآن على الرسول في مكة 13 عاما ثم في المدينة 10 أعوام لا ينقصهم فقه ولا أصول الفقه، مؤكدا أن إهمال الأصول القرآنية بات عائقا في طريق تجديد الخطاب الديني.

- غياب التخصص والاختصاص

يوضح رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، أن من عوائق التجديد غياب التخصص والاختصاص، "فبجانب تقسيم التخصص العلمي في الأزهر تقسيما عجيبا، ما بين كليات أصول الدين واللغة العربية -التي أضافوا إليها التاريخ ثم الإعلام قبل أن يفصلوها- والشريعة الإسلامية، فإنه من العجيب أيضا أن جميع الخريجين من أي تخصص متاح لهم وظائف الخطابة والإمامة أو التدريس بالمعاهد والمدارس.. هكذا أيا كان تخصصه.. فهل ينتظر من هؤلاء خطاب ديني رشيد؟!».

- بدعة النسخ

ويرى أن من عوائق التجديد بدعة «النسخ»، التي ابتدعها البعض، زاعمين أن القرآن الكريم يضم آيات تقرأ فقط ولا حاجة إليها في التشريع!، ليؤكد قطب أن كلمة «آية منسوخة» لم ترد على لسان الرسول ولا الصحابة أو التابعين.

- ما يسمى «علوم القرآن»

ويجد قطب أن علوم القرآن أيضا من معوقات التجديد، فهو يرى أنها رؤية شخصية، ُمنحت «قداسة» رفيعة المستوى، إذ جعلوا كلام البشر نصا مقدسا لا يجوز التحاور معه، ولا إعمال العقل فيه، إذ يقول "للأسف الشديد فإن «علوم القرآن» مصطلح وضعوا تحته ما لا ضرورة له وما لا دليل عليه، وما لا فائدة فيه".

- سلبيات التعامل مع القرآن

ويوضح الراحل، أن سلبيات التعامل مع القرآن، الأصل الأعلى للخطاب الديني، هي التي أخرجت خطابنا عن مداره، وانحرفت به بعيدا عن الغاية التي أنزله الله من أجلها، أبرز تلك السلبيات تتجلى في «العجز والكسل» المسيطرين على تناول القرآن واستخراج كنوزه، وتغافل الفقه عن تنظيم المجتمع.

- قصور علم أصول الحديث

ومن وجهة نظر قطب، أن المعوقات تشمل قصور علم أصول الحديث، فالبرغم مما يمثله الحديث النبوى الشريف من ثروة إنسانية على مستويات كبيرة سواء في الدين أو التشريع أو الأخلاق والتربية والاجتماع وعلوم النفس، إلا أنه لا يزال حبيس المدونات والمؤلفات والمكتبات، لأن المتخصصين لم يبتكروا آليات وأدوات حديثة لتناوله تناولا علميا واستنباط ما فيه من علوم وحكمة.

- تخلف دراسة لغة القرآن

يقول قطب: "مازالت مقررات الدرس اللغوى للقرآن دراسة هزيلة متواضعة، بل دراسة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا نجازف إذا قلنا إنها مقررات تعمق الفجوة بين الناس وبين الخطاب الدينى عامة، بل بين المسلمين والقرآن الكريم".

- تكاثر اللاعبين

كما أرجع تكاثر التلاعب من قبل الحكام بهيئات الأزهر ومؤسساته كعائق في طريق الخطاب الديني، مثل حل هيئة كبار العلماء، وتعيين وعزل وزراء الأوقاف ووزراء شئون الأزهر والمفتيين، في مناخ عام جديد تكاثرت فيه وسائل الإعلام، و"أصبح لكل جريدة شيخ ولكل إذاعة فقيه ولكل قناة إمام حتى أصبح الخطاب الديني كما يراه الكافة... فهو في حالة متردية لا يرجى شفاؤها بل ينتظر الجميع تشييع جنازة هذا الخطاب".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك