نتداول في كثير من الأحيان لوحات فنية تنال الإعجاب أو تلفت الانتباه أو نرى فيها معنى يصل إلى قلوبنا ويدعوا عقلنا للتفكير، وتعد المساحات الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي فرصة لمشاركة هذه اللوحات، فهناك من يعلم مبدعها وهناك من يكتفي بالنظر إليها أو الاحتفاظ بها، وفي هذه السلسلة نتعرف على بعض من اللوحات التشكيلية وصناعها.
هناك بعض اللوحات لا تنبع شهرتها فقط من كونها بديعة التفاصيل ومن قدرة الفنان على التعبير وتقديم إبداعاً يتخطى العصور، ولكن ما تحمله اللوحة من حدث تاريخي مهم، وذلك ما نراه في لوحة "اغتيال يوليوس قيصر"، للرسام الإيطالي فينسينزو كاموتشيني، رسمها عام 1806.
بدأت قصة اللوحة عام 1773، عندما طلب الأسقف الإنجيلي فريدريك هيرفي من الرسام تجسيد واقعة مقتل يوليوس قيصر، وخرجت أو نسخة منها عام 1796، ولم يتم الاحتفاء بها أو قبولها من نقاد الفن في روما حينها، لذلك دمرها وبدأ في رسم غيرها، وانتهى منها عام 1806، وتوجد حالياً في المتحف الوطني لكابوديمونتي في نابولي.
ولد فينسينزو كاموتشيني في روما في 22 فبراير عام 1771 وتوفى في 2 سبتمبر 1844، وتلقى تعليمه الفني منذ صغره على يد شقيقه وكان رسامًا إيطاليًا ينتمي إلى الكلاسيكية الجديدة أو ما يسمى بالنيوكلاسيك، التي كان رائدها الرسام الألماني أنطون رافائيل مينجز.
ونبعت الكلاسيكية الجديدة من إرادة الأوروبيين في عصر التنوير في القرن الثامن عشر، حيث تعكس أعمالهم الفنية وهندستها المعمارية، وتحمل نفس مجموعة المعايير الموجودة في الأعمال الإغريقية والرومانية، وذلك بالتزامن مع عمليات إعادة الاكتشافات الأثرية في بومبي وهيركولانيوم في روما.
وتخلد اللوحة لحظة اغتيال الجرنال الروماني يوليوس قيصر على يد أقرب معاونيه سنة 44 ق.م، قادها جايوس كاسيوس لونجينوس وماركوس جونيوس بروتوس، وقد أضفت مشاركة الأخير- بروتوس- صبغة درامية على عملية القتل نظرًا لأنه كان من أشد المقربين إلى القتيل، وتبرز اللوحة هذا المعنى، من خلال ظهور القيصر ويده ممدودة إلى صديقه ولكن بروتس يحمل خنجراً مثل باقي المتآمرين ويقتله.
وغداً حلقة جديدة...