هيثم دبور:غير صحيح أن «صليب موسى» تشبه أعمال دان براون - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:54 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هيثم دبور:غير صحيح أن «صليب موسى» تشبه أعمال دان براون

تصوير ــ زياد أحمد
تصوير ــ زياد أحمد
حوار ــ شيماء شناوى:
نشر في: السبت 21 مارس 2020 - 9:41 ص | آخر تحديث: السبت 21 مارس 2020 - 9:42 ص

-سعيد أن الرواية دفعت القراء للبحث والسفر إلى أماكن حدوث الأحداث

ــ أحب تجريب مختلف الأشكال الإبداعية والفكرة هى التى تنتقى قالبها المناسب
ــ تخليت عن 30% من المعلومات التى جمعتها لتقديم رواية ممتعة للقارئ وليس استعراض قدراتى فى البحث
ــ الرواية تطرح سؤالا جدليا حول التاريخ وحقيقته ومن يمتلك الرواية الأصح


برواية تنتمى لأدب الإثارة والتشويق التاريخى النادر فى وطننا العربى، يخطو الكاتب والسيناريست والإعلامى هيثم دبور، أولى خطواته فى عالم الرواية، ليُقدم من خلال «صليب موسى» عالمًا أصيلًا من البشر والعلاقات والمعتقدات؛ حيث البطل هو المكان والمنطقة الجغرافية المصرية شديدة الخصوصية، وغير المطروقة فى الأدب العربى جميعه.. منطقة دير سانت كاترين، ذات البُعد التاريخى والجغرافى العميق، بسبب تماسها مع الديانات الإبراهيمية الثلاث.
ويتمتع دير سانت كاترين بالانعزال، حيث يديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء، والذى لا يخضع لسلطة أى بطريرك أو مجمع مقدس ولكن تجمعه علاقات وثيقة ببطريرك القدس، كما يحتوى على أيقونات فنية متعددة تنتمى لحقب تاريخية مختلفة، فهناك الفسيفساء العربية، واللوحات الجدارية الزيتية اليونانية والروسية، ومنحوتات الشمع وغيرها، بالإضافة لاحتوائه على «مكتبة المخطوطات»، التى يُقال إنها ثانى أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان، و«غرفة الجماجم» التى تضم رفات الأربعين راهبا الذين حاولوا إثناء «كاترين» عن اعتناقها بالمسيحية بأمر من الامبراطور، بينما استطاعت هى هدايتهم للمسيحية.
وفى حواره لـ«الشروق»، يروى هيثم دبور عن بداية الخيط الذى قاده لتأليف «صليب موسى»، وما هى أبرز المعلومات والحقائق التى بنى عليها أحداث روايته، ولماذا وقع للقراء بمجموعة من الرموز والشفرات غير المفهومة وغيرها من الجوانب الأخرى المتعلقة بروايته الأولى «صليب موسى»، الصادرة حديثًا عن دار الشروق.

• ما الذى قادك إلى كتابة رواية «صليب موسى»؟
ــ بطبعى أحب تجريب الأشكال الفنية والأدبية المختلفة، فقد كتبت القصة القصيرة والعشر والمقال، حتى فى السينما نوعت فى أنماط الأفلام التى قدمتها، وبطبيعة الحال أرى أن الفكرة هى التى تنتقى قالبها المناسب، فحين أقع على فكرة، أتساءل عن الشكل الأمثل لتقديمها، من هنا حين وجدت فكرة تنتمى لعالم التشويق التاريخى وتدور أحداثها فى منطقة زرتها كثيرا طوال 10 سنوات وتصلح لعمل روائى، شرعت فى تنفيذها.

• المعلومات التى بُنيت عليها الرواية صحيحة.. ما هى أهم هذه المعلومات؟
ــ دير سانت كاترين والمنطقة المحيطة به شديدة الخصوصية، فهى تتماس مع الديانات الإبراهيمية الثلاث، وبه عمق تاريخى وجغرافى خفى، والرواية تحاول تسليط الضوء على عالم أصيل من البشر والعلاقات والمعتقدات التى تحويها المنطقة.

• نشرت على صفحتك الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى صورًا ووثائق تبرهن بها على ما أوردته من معلومات فى «صليب موسى».. فلماذا لم تُرفق هذه الوثائق فى الرواية؟
ــ أعتمد على نشر صور ووثائق على صفحتى الشخصية بين الحين والآخر، ولم أشأ نشرها فى الرواية لأننا لسنا أمام كتاب تاريخى أو توثيقى حتى أرهق القارئ بكم المعلومات والوثائق التى قد تفصله عن سير وإيقاع الرواية، كما أن نوعا من المتعة التى أتلقاها من القراء بعد الانتهاء من الرواية أنها دفعتهم للبحث والسفر إلى أماكن حدوث الأحداث.

• كم استغرقت الرواية من وقت فى البحث والتقصى والكتابة؟
ــ من 3 إلى 4 سنوات، بين البحث والزيارة والتصوير والاطلاع، والبحث لم يكن فقط عن المعلومات التاريخية لكن عن خلفيات شخصيات الرواية وعوالمها، فاهتممت ببناء عالم لبطل الرواية «أحمد بهى» فى السنوات السابقة واللاحقة للرواية حتى وإن لم ترد ذكرها فى العمل، وهو ما دفع بعد المراجعات الأدبية تتوقع أن يكون هناك مشروع لروايات أخرى بطلها «أحمد بهى»، بالإضافة إلى البحث عن التكوين الديموجرافى لمنطقة سانت كاترين وطبيعة سكانه شديدة التعقيد والخصوصية.

• أشار بعض القراء إلى تشابه فى تكنيك السرد بين «صليب موسى» و«شفرة دافنشى» لدان براون.. كيف ترى ذلك؟
ــ يجب أن نفرق بين مصطلحات مثل النمط الأدبى Genre وعالم الرواية وتكنيك الرواية، فنحن لم نعتد على ذكر النمط الأدبى الذى تنتمى له الرواية بل نميل إلى تشبيهها إلى أقرب رواية تميل إلى نفس النمط، فمثلا عانى كتاب روايات الرعب كثيرا بعد الروائى أحمد خالد توفيق، لأن القراء وأصحاب المراجعات يقولون إنها رواية تشبه رفعت اسماعيل ولا يقولون إنها روايات رعب.
وأعتقد أن تنمية ثقافة النمط الأدبى للأعمال يسهل فهم الأمر، «صليب موسى» تنتمى لنمط أدبى هو التشويق التاريخى historical thriller، وهو نمط أدبى وفنى موجود فى روايات وأفلام من قبل أعمال دان براون مثل أنديانا جونز وصحارا، وسلسلة أفلام «الكنز الوطنى» وهو العمل الذى أدى لتأجيل تصوير عمل مثل «الرمز المفقود» لتشابهه مع الجزء الثانى لتلك السلسلة.
فرواية «صليب موسى» تنتمى لنفس النمط الأدبى، لكن عالمها أصيل وأسلوب سردها مختلف.

• تقول إن «صليب موسى» تنتمى لأدب التشويق التاريخى.. لماذا اخترت ذلك النوع الأدبى رغم ندرته فى عالمنا العربي؟
ــ أعتقد أن طبيعة الفكرة هى التى فرضت هذا القالب الأدبى، وليس هذا النوع فقط هو النادر فى الأدب العربى، فهنالك الكثير من الأشكال الفنية التى لا تزال بعيدة قليلا عن العالم العربى، وأعتقد أن دافع ذلك هو النقاد الذين يهتمون بأصناف أدبية بعينها، ويولون أهمية أقل لأنماط وأنواع أدبية أخرى، رغم أن زيادة الاهتمام بتلك الأنماط تعمل على تطورها بشكل كبير.

• أتى تصميم غلاف الرواية على هيئة أسطر مكتوبة بأكواد وفراغات.. ما الذى هدفت من ورائه، وهل كان ذلك تصورك أم تصور مصمم الغلاف؟
ــ آدم عبدالغفار مصمم الغلاف، مخرج سينمائى ومصمم فنى مميز، وأحسست أن الرواية تناسب أسلوبه الفنى، فهاتفه وأرسلت له العمل دون أن أطلب منه عمل الغلاف لمعرفة رأيه أولا، فجاءنى رأيه بصورة إيجابية وتحدثنا حول الأفكار التى يمكن أن يكون عليها الغلاف، بل قمنا بتجريب أكثر من غلاف إلى أن وجدنا الغلاف الأخير معبرا عن روح الرواية، والحقيقة أننى سعدت بالنتيجة النهائية.

• وقعت للقراء على الرواية بمجموعة متنوعة من الرموز والأرقام غير المفهومة والتى لا يمكن للقارئ فهم ما تحويه إلا عند الانتهاء من قراءة الرواية بالكامل.. ما القصد من ذلك؟
ــ أرى العمل الأدبى أو الفنى مشروعا متكاملا يجب أن يصل للقارئ تماما مثل الناقد، لذلك أفكر كل مرة فى طريقة لتسويق العمل، بدءا من أول برومو شهدته الكتب فى كتابى الساخر «أول مكرر» منذ 10 سنوات، والذى أصبح أسلوبا اتبعه البعض بعدها وساهم فى انتشار الكتب، وبعدها تقديم كليبات مصورة للأعمال الفنية، هذه المرة قصدت أن أضفى نوعا من التفاعل مع الرواية يناسب طبيعتها فعمدت على توقيعها بشفرات يمكن حلها بمجرد انتهاء الرواية، ووجدت عددا كبيرا من القراء يرسلون لى حلولا ما كتبته لهم.

• الرواية مُشبعة بالمعلومات فهل جاء ذلك بهدف تعريف القارئ بها.. أما فرضها السرد الروائي؟
ــ بالطبع فرضها السرد الروائى، فى المسودة الثانية والثالثة كنت أتخلى عن قدر من المعلومات التى جمعتها للحفاظ على سير الرواية وإيقاعها، لدرجة أننى تخليت عن 30 % من المعلومات التى جمعتها، فالقرار هو أننى أقدم رواية ممتعة للقارئ لا أستعرض قدراتى فى البحث أو ما أعرفه من معلومات خفية.

• لماذا كتبت عن «العهدة المُحمدية» واستعنت به رغم نفيك بداخل الرواية لصحته؟
ــ لم أكتب عن العهدة المحمدية فقط بل كتبت عن عدد من المعلومات التى تحتاج مراجعة أو تدقيقا أو جوانب خفية مثل محاكمة سليمان الحلبى، أو أصل الدير وإنشاؤه، مع طرح سؤال جدلى حول التاريخ وحقيقته، ومن يمتلك الرواية الأصح.
أتذكر حين قدمت فيلم «عيار نارى» وناقشت فيه قضية الحقيقة والحق، أو الفساد المقنن على خلفية أحداث وقعت أثناء ثورة يناير ثارت ثائرة عدد من الكتاب ووصلت حد السباب والتخوين؛ لأنهم اعتبروا مناقشة التاريخ الذى عشناه سويا ونملك عنه ذات المعلومات حكرا عليهم فقط، فقصدت أن أناقش ما اعتبروه حكرا وهو التاريخ ذاته ومدى دقة روايته.

• هل كان لعملك بالصحافة دور فى كتابة الرواية الأولى بخاصة أنها تضمنت رحلة بحث واستكشاف؟
ــ العمل الصحفى أفادنى فى طريقة التفكير والرغبة فى البحث والتدقيق طوال الوقت خاصة وأننى عملت بين قسمى التحقيقات والفيتشر، وهو ما ساعدنى فى جمع المعلومات ومراسلة أماكن تحتوى على وثائق وخرائط نادرة للمكان، أو صور ومعلومات، خاصة وأن الأرشيف المصرى يحتوى على القليل من ذلك، أو الوصول إليه شديد الصعوبة، بالإضافة إلى جولات لمعايشة وتصوير الأماكن على الطبيعة استعنت فيها بعدد من الأصدقاء الرحالة الذين ينظمون رحلات سياحية إلى هناك أو المصورين مثل صديقى أحمد هيمن الذى رافقنى فى رحلة إلى الدير.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك