المشاركون بندوة بطرس غالي يؤكدون ضرورة فهم تداعيات الحرب في أوكرانيا على القوى العالمية والإقليمية

آخر تحديث: الأربعاء 1 فبراير 2023 - 12:48 م بتوقيت القاهرة

القاهرة - أ ش أ

أكد المشاركون في ندوة "تأثيرات الحرب بأوكرانيا على توازن القوة العالمية والإقليمية"، التي نظمتها مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة"، ضرورة دراسة تداعيات الحرب في أوروبا من أجل فهم التداعيات السياسية على القوى العالمية والإقليمية.

وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، في كلمته، إن الحرب الأوكرانية غيرت نظريتين في العلاقات الدولية، وهما أن توازن القوى عبر الردع النووي يمنع وقوع الحروب، أما النظرية الثانية فهي أن أي حرب تؤدي حتمًا إلى تضرر جميع الأطراف، مشيرًا إلى حالة الاستنزاف المتبادل بين الأطراف المتورطة في هذه الحرب.

من جانبها، ركزت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على أن هذه الحرب عمقت التنافس الحاد بين قوى إقليمية في علاقتهما بالحرب الأوكرانية، حيث عززت تلك القوى من دورها على الساحة الدولية والإقليمية خاصة مع إدانة الغزو لكن في الوقت ذاته رفض العقوبات الغربية واستفادت من إمكانية تعديل توازنات القوى.

من جهته، أشار الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، إلى أن الحرب الروسية - الأوكرانية ليست منشأه للمواقف لكنها كاشفة لهذه المواقف، مؤكدا حقيقة عدم وجود خطوط فاصلة بين القوى الدولية والإقليمية في هذه الأزمة وهو ما شبهه بأجواء ما قبل الحرب العالمية الأولى، حيث كان العالم يعاني من الضبابية والترقب وهو ما جعل معظم الدول غير قادرة على اتخاذ مواقف حدية في الصراع.

ونوه الفقي بأن هذه الحرب أثرت كثيرا على المنطقة العربية، حيث تراجع الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية، وأدى إلى ارتباك في العلاقات الروسية - الإسرائيلية، في حين أن أزمة الطاقة الناجمة عن هذه الحرب أدت إلى تغيرات جذرية في النظام المالي العالمي المرتبط بالطاقة.

أما الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فقد ركز حديثة حول وضع القضية الفلسطينية وتأثرها بالحرب الأوكرانية ورأى أن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي كان متراجعا على الأجندة الدولية قبل اندلاع هذه الحرب خاصة مع تأزم محاولات حل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية.

وأضاف أنه وعلى الرغم من زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والزيارة الحالية لوزير خارجيته أنتونى بلينكن، فإن القضية الفلسطينية مازالت تراوح مكانها في هذا الصراع وتعاني من المزيد من التهميش.

وأثار السفير محمد إدريس، مساعد وزير الخارجية الأسبق ومندوب الدائم السابق لمصر بالأمم المتحده، تأثر الدول الإفريقية بهذه الحرب رغم أنهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل، على حد تعبيره.

ورأى السفير إدريس، أن دول القارة حاولت الوقوف على الحياد في هذه الأزمة لكنها لن تستطيع ذلك طويلا بسبب استمرار الحرب، مشيرًا إلى أن هذه الحرب فاقمت من الأزمات التي تعاني منها دول إفريقيا خاصة فيما يتعلق بالاثار التضخمية لأسعار الأغذية والتي تدفع بنحو 50 مليون إفريقي إلى فقر مدقع.

وأكد أن الدول الإفريقية دخلت بالفعل إلى دوامة تباطؤ الإنتاج بسبب زيادة التكلفه الإنتاجية ودائرة أزمة الديون وفوائد الاقتراض من المؤسسات الدولية في نفس الوقت الذي تعاني فيه دولها من تراجع المنح الدولية، منوها بأن عدم قدرة هذه الدول على الوفاء بسداد ديونها أصبح عامل ضغط شديد على قرارها السياسي.

بدوره، أكد الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ووزير الرياضة والشباب السابق، إلى وجود عدد من النقاط التي قد تكون إيجابية في هذه الحرب وهو ما يثير عددا كبيرا من الأسئلة التي يجب ان نبحث لها عن إجابات.

وتسأل: "على سبيل المثال إذا كانت روسيا لن تخرج من هذه الحرب منتصرة انتصارا حاسما وكذلك أوكرانيا ومن خلفها أمريكا وأوروبا، كيف سيكون وضع ميزان القوى العالمي في هذه الحالة؟ وكيف ستبدو الأوضاع في دول مثل ألمانيا واليابان اللتان استعادتا حقهما في التسلح؟".

وأضاف أنه وعلى المستوى الإقليمي، فلابد من قدر مما سماه بالمغامرة العلمية لفهم الترتيبات المستقبلية في المنطقة وفرص مصر في هذه السياقات.

أما عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، فقد أكد أن النظام العالمي الحالي، خاصة عبر الوكالات المتخصصة مازال ناجحا وأن الجزء الخاص بفشل هذا النظام الدولي لا يتعدى الجزء الخاص بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين أو بمعنى آخر هو الجزء الخاص بمجلس الامن وهو ما سيحتاج إلى الكثير من التعديل والنقاش في المستقبل.

وفيما يتعلق بالأمن القومي العربي، قال عمرو موسى إن "هذا المفهوم أصبح أكثر تشعبا بناء على التكتلات الإقليمية فما يهم دول الخليج قد لا يهم دول شمال إفريقيا، لذلك لابد من مناقشة هذا الأمر بشكل أكثر تفصيلا في لقاءات أخرى"، مشددًا على أهمية عودة حركة عدم الانحياز لكن في ثوب جديد.

من ناحيته، أشار السفير ماجد عبد الفتاح، المندوب الدائم سابقا لمصر في الأمم المتحدة، إلى أن ما يحدث حاليا أعاد إلى الاذهان الحاجة الملحة إلى أجندة السلام التي تقدم بها منذ عدة عقود الدكتور بطرس غالي، عندما كان يشغل منصب السكرتير العام للأمم المتحدة.

وأضاف عبدالفتاح، أن المنظمة الدولية تسعى الآن لاستعادة هذه الأجندة كما تهتم بالاستماع لكل الأطراف في سياق الإعداد لقمة المستقبل في عام 2024 وذلك من أجل إصلاح النظام الدولي.

وفي كلمته، نوه ممدوح عباس، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "كيميت"، بأن هذه الحرب التي ستكمل عامها الأول خلال عدة أسابيع، أثارت العديد من الأزمات الكبرى على المستويين الاقتصادي والسياسي بين الدول الكبرى، فضلًا عن تأثير ذلك على القوى الإقليمية في المنطقة العربية وتأثير ذلك على القضية الفلسطينية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved