الهاتف والإنترنت وسيلتا كنائس ألمانيا لإقائمة الشعائر في ظل حظر كورونا

آخر تحديث: الأربعاء 1 أبريل 2020 - 12:13 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي

بعد انتشار جائحة كورونا، وتطبيق الحظر والإغلاق في ألمانيا، يبحث القساوسة والكهنة عن طرق جديدة للوصول إلى 3 ملايين من المصلين العاديين في البلاد، والمسنين الذين هم بحاجة خاصة للرعاية.

وتقول سيلما دورن، نائبة بالكنيسة البروتستانتية الإصلاحية في لايبزيغ، وهي إحدى أكبر المدن في شمال ألمانيا: "الرعاية لا تزال تقدم على جميع المستويات مع كل محادثة نقوم بها مع الأعضاء عبر الهاتف"، وفقا لما ذكرته صحيفة دويتش فيله الألمانية.

وتكافح سيلما البالغة من العمر 29 عامًا، مثل الكثير من المجتمع الديني في ألمانيا، من أجل التكيف مع الحياة بعد الإغلاق التام في ألمانيا، وبخاصة مع إغلاق الكنائس والمؤسسات الدينية الأخرى للمساعدة في وقف انتشار تفشي فيروس كورونا.

وبعدما سمعت دورن عن القيود الجديدة على الحياة اليومية قبيل اللقاء الديني المنتظم للنساء، والذي كان يضم الكثير من المسنات؛ حيث كان عمر 10 من المشاركات يزيد عن 75 عامًا، "كافحت لفترة طويلة بشأن قرار إلغاء ذلك الاجتماع"، ولكنها تؤكد أنه في النهاية تم إلغاء الاجتماع، ومن ثَم بدأت دورن في التواصل معهم من خلال المكالمات الهاتفية والتي كانت تطول لساعات في بعض الأحيان، إذ أوضحت دورن أنه بالنسبة لبعض النساء فإن اللقاء هو الوسيلة الوحيدة التي يتواصلن فيها مع العالم الخارجي؛ ولذلك فهي نقطة هامة في حياتهن.

"تعليق الحياة اليومية بالكنيسة بعد الإغلاق"

ومنذ قرار الإغلاق أصبح الهاتف أهم أداة لدى دورن، كما كان الحال بالنسبة لآلاف القادة الدينيين الآخرين؛ حيث قال كريستوف ويخمان، وهو كاهن كاثوليكي في مدينة أوبرهاوزن الواقعة بغرب ألمانيا: "توقف روتين الحياة اليومية للكنيسة بعد قرار الإغلاق".

فبدلاً من الاحتفال بالقداس والعمل مع الشباب أو الاجتماع مع الجمعيات المختلفة، باتوا يقيمون معظم الشعائر الدينية على الهاتف، ويقومون بالرد على الرسائل الإلكترونية التي تأتيهم يوميا؛ إذ أصبحت وسيلة التواصل الوحيدة لديهم.

كان ويخمان عادة ما يحتفل بالقداس في كنيسة تدعى "St. Pankratius" بألمانيا كل يوم؛ بين الكثيرين من الحضور، والذين كانوا أغلبهم من كبار السن، ولكنه الآن يتواصل معهم عبر الهاتف؛ مشيرًا إلى أنه يتحدث ويصلي مع رعاياه، وفي كل مساء يضع شمعة مضاءة في نافذته بالمنزل في السابعة مساء ليؤدي "صلاة الرب".

"الشعائر الدينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي"

تابعت الصحيفة: "أصبحت الأغاني على الإنترنت طريقة شائعة للتواصل، كما يقوم الزعماء الدينيون في كل مكان ببث خدماتهم على Facebook أو Twitter أو Instagram، ومن بينهم البابا فرانسيس والكاردينال كريستوف شونبورن في فيينا، ورئيس أساقفة كولونيا، راينر ماريا فولكي، في محاولة منهم للتغلب على الحظر.

وقال ويخمان إن "الخدمات عبر الإنترنت جيدة ولكن الناس يريدون أيضًا رؤية كنيستهم التي ألفوا الذهاب إليها والاستماع إلى الأجراس والكاهن الذي يعرفونه وهذا أمر مهم للغاية"، وردا على ذلك، قررت كل من الكنائس الكاثوليكية الأربعة في أوبرهاوزن أن تبث قداس واحد بالتناوب في مساء كل يوم سبت.

كما يرسل البابا فرنسيس عناقًا افتراضيًا بعد أداء صلاة أنجيلوس الأسبوعية عبر الفيديو الذي يبثه في الفاتيكان؛ إذ كان يقدم صلاة أنجيلوس الأسبوعية عبر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعتمد توماس غانغ، رئيس مجلس أوبرهاوزن الكاثوليكي، على هذه الخدمات عبر الإنترنت؛ إذ يقول "الاحتفال بالافخارستيا ـ والإفخارستيا تعني التناول والشكر لدى المسيحيين ـ هو أكثر ما افتقده، فالمشاركة في القداس تشعرني وكأن يسوع المسيح يعانقني، ولهذا السبب فإن الخروج من دون الإفخارستيا هو أقسى ما أواجهه".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved