نبيل فهمي: العالم أجمع يحتاج مصر بكل ما تمثله.. والعمل العام أمانة ومسؤولية
آخر تحديث: السبت 2 أبريل 2022 - 4:05 م بتوقيت القاهرة
أسماء سعد:
استهل وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمى، حديثه بأنه لولا الجهد المتميز الذى قامت به دار الشروق على مدى ما يزيد على عامين، لما خرج كتاب «فى قلب الأحداث» بهذا الشكل، ولما تمكنت من أن أنقل «رسالة على أكمل وجه»، بشكل سلس تم إتاحتها للقارئ المتخصص وغير المتخصص فى العمل الدبلوماسى والسياسى، وهنا أتوجه للمهندس إبراهيم المعلم بالشكر، وللأستاذ أشرف البربرى الذى وصل بى عبر نقاش تفصيلى إلى أسلوب أفضل للصياغة عبر جهد ملموس فى جميع صفحات الكتاب.
وواصل فهمى: العمل العام بالنسبة لى «أمانة ومسئولية»، ليس خيارا شخصيا وإنما مسئولية لطرح ما لدى بشكل واضح وصريح يضيف إلى تحرك سياسى أفضل فى المستقبل، وتقييمى للأمور يتجاوز التفاؤل والتشاؤم، فقد شعرت أنه بالنسبة للدول العربية ومسائل التوازن السياسى ومعدلات التنمية، فإنه كان هناك «تراجع»، وأنه رغم الصعوبات المباشرة فى المنطقة، إلا أنه لو توفر العزم والإرادة لتمكننا من بناء مستقبل أفضل.
وتابع: منذ العام 2010 وهناك رغبة من الشعوب فى أن تمثلها مؤسسات تتمتع بـ«الكفاءة»، وبالتالى تحقيق تلك التطلعات والحفاظ على الأمن القومى العربى لن يأتى إلا بـ«تضامن حقيقى» بين الدول العربية، وأنه وسط ذلك فإننى لمست أن العالم العربى بدأ يسعى لتحريك الأمور بنفسه وليس بالاعتماد على الدول الأخرى.
وأضاف: يجب أن نرحب بتعدد الآراء العربية وأن ندرك أن ما يجمعنا عربيا أكثر مما يفرقنا، ومن ثم فإن عملنا المشترك الواقعى سيخلق أطرا للتقدم الحقيقى، وأن توازن القوى فى الشرق الأوسط الآن بشكله الحالى ليس فى صالح العرب، وأنه لن يعيده إلى الشكل المرجو إلا العمل «العربى ــ العربى»، طالما حافظنا على الإطار الاستراتيجى الواسع. والأمن القومى العربى يحتاج بناء وطنيا، ولكن المشوار سيكون «صعبا وطويلا».
واستطرد: الريادة المصرية هى فى المقام الأول حضارية وفكرية، ومسئوليتها فى طرح السبل المختلفة للتعامل مع المستقبل، وأصوات مختلفة، معتبرا أن مصر أكثر من أى دولة أخرى يمكنها قيادة الحوار العربى دون فرض وجهات النظر فى الوقت ذاته، فليس مطلوبا أن نقود العالم العربى كما كان مع إنشاء الجامعة العربية، فالعالم العربى الآن مختلف، والعالم الدولى مضطرب أيضا، والسؤال الذى نحتاج طرحه الآن: ما الذى تريده المنطقة العربية؟
وأوضح: العلاقات بين الدول تتشابه فيها السياسة مع العلاقات الاقتصادية، من حيث قياسها وفق حسابات «المكسب والخسارة»، والعالم أجمع يحتاج إلى مصر بكل ما تمثله فى الشرق الأوسط من ثقل وأهمية، وسبق لى خلال لقاء مع وزير الخارجية الروسى التأكيد على أننى لست هنا لاستبدالكم بالأمريكان، وإنما أتيت لأضيف بعدا للعلاقات المصرية الخارجية، لتنشيط العلاقات مع أكثر من بديل فى المجتمع الدولى.
وتابع: تنشيط العلاقات مع روسيا أمر مهم، لكن ذلك لا يعنى عدم الاختلاف مع روسيا، وبكل صراحة أنا مؤيد تماما للتصويت المصرى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فأنا كدولة العمود الفقرى لى «القانون» الذى يحتم على رفض غزو دولة لأخرى، وفى الوقت ذاته أتفهم تماما أن الغرب تجاوز بحق الروس فى مرات عديدة، وأنهم مهّدوا الأمور للتوترات التى شاهدناها، ولكن إجمالا لا يمكن تأييد غزو دولة لأخرى، ويجب الأمور أن تكون واضحة فى هذا الصدد.
وعن القضية الفلسطينية قال إنه مع كل يوم يمر، يصعب الطريق أكثر أمام تطبيق حل «الدولتين»، نظرا لابتعاد المجتمع الدولى عن القضية الفلسطينية، وعدم صيانة أسس الحل، هناك توجه نحو «الواقعية السياسية»، وهو ما يحيلنا إلى «قانون القوة، وليس قوة القانون»، نحتاج جهدا سياسيا حقيقيا يبدأ من الجانب الفلسطينى، للعودة بشكل ناجح إلى مسار المفاوضات، ويجب جذب الاهتمام بشكل قوى إلى القضية الفلسطينية، وعلينا إدراك أن «المشوار طويل» فى هذا الشأن.